شبكه باعوضه - بقلم المواطن الجنوبي/ محمد عباس ناجي.
كنا قد تحدثنا في الحلقة الأولى قبل أسبوع عن المصيبة الأولى التي حلت بشعب الجنوب منذ عام 1967م, وتتمثل في الأخطاء الكبيرة التي ارتكبتها القيادات الجنوبية السابقة طوال تعاقبها على حكم الجنوب, واعتبرنا أن بعض من تبقى منها اليوم هو أكثر خطورة على مسيرة الحراك من احتلال الجمهورية العربية اليمنية للجنوب, هذا الاحتلال التي سوف نتحدث عنه كمصيبة ثانية حلت على الشعب في تاريخه المعاصر, لأن هذه القيادات لم تعمل على التكفير عن أخطاءها السابقة, وظهورها أصبح عامل تمزيق للحراك السلمي الجنوبي, ولهذا فأن مهمة جيل الجنوب لا يقتصر على التخلص من الاحتلال الذي كان نتاجا طبيعيا للمصائب التي ارتكبتها قيادات لجنوب بحق شعبها,وإنما وضع الحلول دون استمرار مصائبها على مسيرة نضال شعبنا اليوم.
كيف نشأت فكرة احتلال الجنوب وأسبابها؟
قد يعتقد البعض أن فكرة احتلال الجنوب لدى حكام صنعاء كانت وليدة حربها على الجنوب عام 1994م , فهذا فهم قاصر, وإنما هي نتاج عدة أسباب بعيدة وقريبة, ووجدت في سذاجة القيادة التي تحكم الجنوب خلال الفترة 1986 ـ 1990م وذكرناها في الحلقة الأولى فرصة لتحقيق أهدافها, فقد أتت هذه القيادة إليها بالجنوب بنفسها دون عنا يذكر, ويمكن تلخيص هذه الأسباب على النحو التالي:
السبب الأول: الكثير منا يتذكر أن دولتي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية كدولتين عربيتين جارتين شهدتا منذ نهاية العقد السادس من القرن الماضي صراعات سياسية وأيديولوجية وحدودية مختلفة وصلت إلى ذروتها بنشوب أول حرب مسلحة شاملة في سبتمبر 1972م حاولت من خلالها(ج.ع.ي) احتلال أجزاء من أراضي(ج. ي. د. ش) التي كانت في الأساس مازالت حديثة الاستقلال, ولكن جيش وشعب الجنوب استطاعا أن يحققا انتصارا ساحقا على قواتها المعتدية, كما أن احتضان الجنوب للقوى المعادية لسلطات صنعاء وقدرتها على بسط نفوذها على كثير من المناطق الشافعية. كل ذلك أدى إلى اكتسابها لحقد دفين على شعب الجنوب.
السبب الثاني: هو امتدادا للهدف الأول, ويتعلق بقيادة(ج.ع.ي) التي كانت تحكم عام 1990م, وعلى رأسها الرئيس اليمني علي عبدالله صالح, فقد ذكر السيخ سنان أبو لحوم في مذكراته أن الرئيس صالح عندما طلب منه ومن الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر بأن يكون رئيسا بعد مقتل الرئيس احمد حسين الغشمي في 24 يونيو 1978م الذي اتُهمت باغتياله قيادة الجنوب تعهد بأن يلقن الجنوب درسا قاسيا. وبالفعل لم يمض على رئاسته عام كامل حتى خاض حربا عسكرية مسلحة شاملة ضد الجنوب في فبراير 1979م ولكن هذه الحرب انتهت بهزيمة نكرا له ولجيشه, وهنا بداء الرئيس صالح يعد جيشه بمساعدة العراق, وإنشاء الجماعات الإسلامية المتشددة المعادية للجنوب, والاحتفاظ بالعناصر الجنوبية النازحة إلى صنعاء, وبالمقابل استطاع التوصل إلى حل مع قيادة الجنوب للتخلص من القوى اليمنية المعادية له والتي كان يحتضنها الجنوب, وكل ذلك استعداد لخوض حرب قادمة مع الجنوب. أطلق عليها حرب استعادة الكرامة.
السبب الثالث: عند إعلان سلطات صنعاء عن استخراج النفط من مأرب عام 1986م لم تكتمل فرحتها, فقد أعلنت السلطات في عدن عن استخراج النفط في الجنوب. كما أن شركة هنت التي استخرجت النفط في مأرب أبلغت الرئيس صالح أنها سوف تطلب حق التنقيب في ارض الجنوب وعلى وجه التحديد في محافظة شبوة المحاذية لمحافظة مأرب باعتبار النفط متواجدا فيها بكميات كبيرة, وعلى الفور حشدت سلطات صنعاء قواتها العسكرية لافتعال أزمة مع الجنوب, كادت تشعل حربا بين الطرفين, على إثرها تم التوقيع على إقامة مشروع مشترك بين الدولتين عام 1988م للتنقيب عن النفط في المنطقة الواقعة بين محافظة مأرب اليمنية ومحافظة شبوة الجنوبية. وبهذا يعد الحصول على الثروة النفطية الجنوبية هدف مسبق لاحتلال الجنوب.
السبب الرابع: ارض الجنوب أرض شاسعة وسكانها ليس كثيرا مقارنة بأرض(ج.ع.ي) التي فيها كثافة سكانية كبيرة. فمساحة الجنوب تبلغ ضعف مساحتها, وفيها العديد من الثروات التي تختزنها في باطنها وعلى سطحها وفي مياهها الإقليمية وجزرها. وتحتل موقعا جغرافيا مميزا. إضافة إلى أسباب أخرى ثانوية كانت سلطات صنعاء تأخذها بجدية. جعلتها تضع الخطط لاحتلال الجنوب. غير أن مقومات الجنوب الدفاعية والعسكرية كانت تحول دون إقدامها على عمل عسكري لتنفيذ خططها. فهي تخشى أن تمنى بهزيمة نكرا.
جاءت قيادة الجنوب لها بهدية ظلت تحلم بها قرونا من الزمن, من خلال الإقدام على الوحدوة معها, دون الأخذ بأي محاذير ضرورية حتى التي نصت عليها الاتفاقيات السابقة بين الدولتين, ونصائح دول الجوار, واعتراضات بعض قيادات الجنوب.. ويندهش المرء بأن قيادة الجنوب ممثلة بالأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني علي سالم البيض وصل الأمر بها أن تخفي على شعبها ابسط حقوقه, فقد ذكر الشيخ سنان أبو لحوم في مذكراته(( أن السيد علي سالم البيض أتى إليه ومعه وثيقة من الشركة التي تنقب عن النفط في الجنوب تبلغه فيها أنها قادرة على استخراج خمسمائة وعشرين ألف برميل يوميا, وتطلب منه الإعلان عن ذلك, ولكنه أراد إخفاء هذا الخبر على شعب الجنوب حتى لا يرفض الوحدة.. ويطلب من الشيخ سنان حث الرئيس صالح على الإسراع بالوحدة)). وهناك حقائق كثيرة تبين غباء قيادة الجنوب ذكرناها في كتابنا (عدن تدفع الثمن) الذي نُشر في عام 2005م.. وقدمت تلك القيادة تنازلات مهولة لا يمكن الإقدام عليها من قبل شخص عاقل في التوقيع على دمج شركتين أو شراء عقارا. فكيف بمصير شعب ووطن؟؟. بينما الطرف الآخر لم يقدم أي تنازل تذكر.. وهكذا حققت قيادة الجنوب الحلم الاستعماري لسلطات صنعاء بتوقيعها على وحدة 22 مايو 1990م. وما هي إلا أشهر من إعلان الوحدة المشئومة حتى بدأت سلطات صنعاء بتنفيذ مقدامات هدفها لاحتلال الجنوب, من خلال تدمير مقومات المؤسسات العسكرية والأمنية الجنوبية باعتبارها العائق الأساسي لتحقيق هدفها. واستغلال صراعات الجنوب السابقة لتمزيق وحدة شعب الجنوب, وهو الأمر الذي كان جدير بالقيادة الجنوبية التخلص منه قبل الدخول في وحدة مع دولة أخرى من خلال عقد مصالحة وطنية مع شعبها, ومع الأسف هذه القيادة مازالت ترتكب الخطأ ذاته اليوم وتدعي أنها تناضل من أجل تحرير الجنوب. وهناك أخطأ بشعة من الصعب ذكرها في مقالة كهذه. وكلها أخطأ مهدت لسهولة احتلال الجنوب في 7/7/ 1994م في بضع أسابيع من قبل جيش هُزم في مواجهة مجاميع الحوثي في صعده.. يا للهول!!!! وهنا بدأت مصيبة الاحتلال اليمني تحل على شعب الجنوب. ولكن هذا الاحتلال اتصف بعدة خصال ميزته عن أي احتلال شهده الجنوب أو أي دولة في العالم:
1. عادة الدولة التي تحتل دولة أخرى تكون دولة متقدمة في كل مجالات الحياة وتنقل للشعب الذي يقع تحت احتلالها كثير من مقومات تقدمها العلمية والعسكرية والحضارية, ولكن الاحتلال اليمني للجنوب هو احتلال متخلف ما قبل الدولة, فحسب تصنيف الأمم المتحدة لعام 2009م تعتبر الجمهورية اليمنية من بين( 25) دولة متخلفة في العالم. ولهذا قضى هذا الاحتلال على كل الانجازات التي تحققت لشعب الجنوب أثناء الاحتلال البريطاني أو بعد الاستقلال, وعلى سبيل المثال كان الجنوب قبل الاحتلال شبه خالي من الأمية. أما اليوم فأن نسبة الأمية وصلت بين أوساط الجيل الجديد إلى 30% بين الذكور و45% بين الإناث.
2. استفاد من الشعارات التي كانت تتبناها قيادات الجنوب السابقة وأقنع بها العالم بأن اليمن والجنوب دولة وشعب واحد( اليمن شطرين لا قطرين) وأن التشطير من صنع الإمامة والاستعمار, ولهذا اعتبر العالم احتلال الجنوب هو بسط سيطرة سلطات صنعاء على جزء من أرضها. مع أن الحدود بين الدولتين رسمت قبل أي حدود على مستوى الوطن العربي. أي في 1905م. وكل شعب له هويته وثقافته منذ قرون طويلة. ولهذا فأن شعب الجنوب اليوم بحاجة لإقناع العالم بأنه شعب مستقل وليس جزء من شعب آخر. تصحيحا لأخطاء قياداته السابقة.
3. هذا الاحتلال يدعي أنه قومي عربي ومسلم من نفس قومية وديانة شعب الجنوب, ويظهر نفسه كمدافع عن الوحدة باعتبارها هاجسا قوميا عربيا وإسلاميا, وجعل من هذه الوحدة مجرد شعار يستخدمهما لاستمرار احتلاله للجنوب, وسوط غليظ على شعب الجنوب ولمغالطة الرأي العام العربي والإسلامي. بينما ممارساته أسرية قبلية مناطقية طائفية انفصالية بشعة. وبالمقابل سخر إمكانيات الدولة الإعلامية والدبلوماسية لمواجهة مطالب حقوق شعب الجنوب, ولديه روح الاستعداد لتقديم تنازلات سيادية مهينة لإرضاء أي طرف دولي أو إقليمي يتوقع أنه قد يقف إلى جانب شعب الجنوب.
4. استفاد من صراعات الماضي الجنوبي, ليس في مشاركة جزء من أبناء الجنوب في حربه لاحتلال الجنوب, وإنما ظل متمسكا بجزء منهم كشركاء له في السلطتين التنفيذية والتشريعية, وهي مشاركة صورية ليس أكثر. بل عمل بكل السبل على تضخيمها وإبقاء أثارها في النفوس. فرغم إيمان معظم أبناء الجنوب بقضية شعبهم أنها قضية احتلال, فهم غير موحدين في النضال من أجلها, بينما سلطات صنعاء استطاعت أن توجد شبه إجماع سياسيا وشعبي يمني ضد مطالب شعب الجنوب.
5. وضع معايير فريدة هي أول من نوعها في العالم لشغل الوظائف من قبل أبناء الجنوب: أولا: أن يكون هذا الشخص حاقدا على الجنوب حقدا أعمى ومستعدا للانتقام منه, وثانيا: يعمل في الأصل جاسوسا على شعب الجنوب,وثالثا: يقبل بأن يظهر في وسائل الإعلام وأمام الرأي العام قياديا ممثلا للجنوب وهو لا يمتلك حق اتخاذ القرار ويكتفي بما يحصل عليه من الإعتمادات الشهرية المخصصة له, ورابعا: أن يقبل القيام بأعمال دنيئة ورذيلة ( أجارنا وأجاركم الله منها) , وأخيرا أن يكون مستكينا ويبحث عن الفتات من لقمة العيش على حساب كرامته الشخصية وحقوق شعبه. وجعل ممن ارتضوا بهذه المعايير أنموذجا مذلا ومهينا لشعب الجنوب وجيله الجديد.
6. خلق روح من عدم الثقة بين مواطني شعب الجنوب بأن كل واحد يرى في غيره أنه يعمل جاسوسا ضده لصالح سلطات الاحتلال.
7. لم يكتف بطرد الجنوبيين من مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية المركزية, وإنما على الصعيد المحلي ( محافظات ومديريات الجنوب) وقطع مرتبات الآلاف منهم, وحرم الجيل الجديد من التأهيل الجامعي والعالي. وأتبع سياسة التغيير الديموغرافي ( السكاني) من خلال تطبيق شعار الجنوب أرض بلا شعب, ومن هم موجودين فيه أصولهم صومالية وحبشية وهندية وباكستانية...الخ. وقدم كل التسهيلات لرعاياه ليسكنوا الجنوب.
8. اتبع سياسة التدمير لمقومات شعب الجنوب الحضارية والتاريخية والهوية الوطنية ورموزه الوطنية بشكل كلي مادي ومعنوي بما يجعل شعب الجنوب لا يمتلك حق الاعتزاز بماضيه البعيد والقريب, وهذه عوامل لضمان عدم نهوضه لاستعادة حقوقه المغتصبة.
9. اتبع سياسة التجويع والإفقار تجاه شعب الجنوب من خلال حرمانه من مزاولة المهن التي فيها دخل مالي بمختلف أشكالها, ودمر منشآت الجنوب الاقتصادية, وبالمقابل منح رعاياه أملاك كبيرة في الجنوب بما يجعل منهم قوة مدافعة عن استمرار الاحتلال. وكقوة احتياطية لوحداته العسكرية والأمنية المتواجدة بكثافة على أرض الجنوب لقمع أي نضال شعبي جنوبي للتخلص من الاحتلال.
10. عمل على شراء ضمائر الرموز الوطنية الجنوبية التي مازالت حية, وكذا أبناء الرموز الوطنية الهامة التي توفت. أما من خلال تقديم المال لها أو تشغيلها في وظائف حكومية ويسمح لها بالسرقة والاختلاس والارتشاء حتى تصبح مدانة, وسمعتها غير مشرفة لدى موطني شعب الجنوب. وبالتالي جعلها غير قادرة على القيام بأي شيء لصالح نضال شعبها.
11. بداء بتطبيق السياسة الاستعمارية القديمة ( فرق تسد) من خلال تشكيل وتجنيد وتسليح ما تسمى بلجان الدفاع عن الوحدة لخلق صراع جنوبي ـ جنوبي. ولكن وعي قيادات ومواطني شعبنا استطاع إفشال هذه السياسة إلى حد كبير.
12. رفض كل أشكال الدعوات الجنوبية مثل إزالة أثار حرب عام 1994م , وإصلاح مسار الوحدة, والمصالحة الوطنية, وحق شعب الجنوب في الشراكة في السلطة والثروة, ويرفض اليوم الدعوات الإقليمية والدولية الداعية للحوار مع الجنوب, فعقلية هذه السلطات تتعامل مع شعب الجنوب ذا المذهب الشافعي بعقلية تعاملها مع المناطق الشافعية الواقعة ضمن(ج.ع.ي) عن طريق شراء ذمم المشايخ والوجاهات الاجتماعية لإخضاع هذه المناطق التي مع الأسف تم إذلالها منذ وقت طويل. لكن مثل هذا التعامل لن ينجح مع الجنوب كشعب مستقل, لم يكن ذات يوم جزء من رعايا هذه السلطات. بل يتميز هذا الشعب بخصائص الرفض للظلم أكتسبها منذ القدم.
13. هذا الاحتلال ليس لديه حلول يقدمها لمجابهة نضال شعب الجنوب لاستعادة دولته سوى إجبار الطلاب على إلصاق علم دولة الوحدة على زيهم المدرسي وإجبارهم على حفظ النشيد الوطني, وتوزيع العلم بشكل مجاني ورفعه علي ساريات عالية بأطوال كبيرة في المعسكرات والمباني الحكومية مما كلف خزينة الدولة مبالغ طائلة, وترديد الاناشيد الحماسية في الوسائل الإعلامية, وكأن هذه الوسائل كفيلة بحل قضية كبيرة مثل القضية الجنوبية.
14. سلطات صنعاء لا تبالي بمن يقتل أو يجرح أو يعتقل من أبناء الجنوب أو يقتل من رعاياها وجنودها, فهي تعتمد على الغلبة السكانية لهزيمة شعب الجنوب في أي مواجهة قادمة, وقد أعلن الرئيس أكثر من مرة أنه على استعداد لتقديم مليون شهيد فهو غير قلقل من كثر الضحايا, فكل ما يهمه من الجنوب أن يستمر تدفق النفط والغاز وتوريد الضرائب والواجبات إلى البنك المركزي في صنعاء, وأن تظل أهم مدن الجنوب ولاسيما العاصمة عدن تحت سيطرته لما تكتسبه مدينة عدن من رمزية سياسية وتاريخية وصدى إعلامي, وبما أن نضال شعب الجنوب حتى اللحظة لم يمس هذه المصالح ويكون فعالا في هذه المدن, فأن سلطات صنعاء تعتبر الرهان على الزمن كفيل بإضعاف الحراك السلمي الجنوبي.
15. لديه معلومات دقيقة عن كل القيادات الجنوبية السابقة التي تعيش في الداخل أو الخارج, ويدرك مواضع ضعفها, ولهذا لا يعطيها أي اهتمام كبير. فهي بالنسبة له قيادات سبق أن هزمها, وهو قادر أن يهزمها اليوم وغدا, ولهذا ننصح مناضلي شعب الجنوب أن لا يجعلوا أيا من القيادات الجنوبية السابقة قيادة لهم اليوم, فمن كان بالأمس رمزا للهزيمة لا يمكن أن يكون رمزا للانتصار غدا. وهذا سيكون عنوانا لموضع قادم سنبينه علميا إن شاء الله.