عقد مجلس الحراك السلمي الجنوبي بمديرية المحفد محافظة أبين صباح اليوم الأربعاء اجتماعاً ضم عدداً كبيراً من قادة وأعضاء ومنتسبي المجلس بالمحفد، وقد اقر المجلس إقامة فعالية كبرى بمدينة المحفد يوم السابع عشر من ديسمبر كانون الأول الجاري إحيآءً للذكرى الأولى لشهداء مجزرة المعجلة حسب وصف بيان صادر عن الاجتماع.
كما وجه المجلس دعوة لأبناء الجنوب عامة للحضور والمشاركة في تلك الفعالية وكذا اعتبار يوم 17 ديسمبر كانون الأول يوم وطني ويتوجب على أبناء الجنوب إحياءه من كل عام.
وكانت منطقة المعجلة بمديرية المحفد محافظة أبين قد تعرضت لقصف جوي عنيف في السابع عشر من ديسمبر كانون الأول 2009 راح ضحيته أكثر من 52 شخصاً معظمهم أطفال ونساء وقد قالت صنعاء بأن تلك الضربة استباقية وبأنها استهدفت معسكراً لتنظيم القاعدة, ولم تعترف حينها بسقوط مدنيين إلا أنها عقب بضعة أسابيع من تلك الغارة تقدمت باعتذار وصفه الأهالي بالهزيل لسكان منطقة المعجلة في الوقت الذي لايزال مسؤلوها ووسائل إعلامها مصرون على أن تلك الغارة استهدفت تنظيم القاعدة.
وفي أثناء ذلك وتحت وطأة ضغوط سياسية وحقوقية وإعلامية تم إيفاد لجنة برلمانية إلى منطقة المعجلة لتقصي الحقائق وكان تقرير تلك اللجنة مخيباً لآمال وتوقعات صنعاء حيث لم يتم العثور على أي دليل لذلك المعسكر أو أي أنشطة لذلك التنظيم المفترض بمنطقة المعجلة الأمر الذي وضع صنعاء في موقف محرج للغاية ما اضطرها إلى إيفاد محافظ أبين المهندس أحمد بن احمد الميسري للاحتكام قبلياً بالنيابة عنها لدى قبائل باكازم بمديرية المحفد التي بدورها رفضت التنازل عن دماء شهداء تلك المجزرة وطالبت بتقديم مرتكبيها ومن كان يقف خلفها للعدالة ومحاكمتهم علنياً لينالوا جزائهم العادل, حسب وصفهم.
وفي السياق نفسه كشفت منظمة هيومن رايتس في وقت لاحق بأنها عثرت على أجزاء وشظايا لصواريخ أميركية الصنع نوع توماهوك المحرمة دولياً بمنطقة المعجلة.
وقالت المنظمة بأن سلاح الجو الأميركي استخدم تلك الصواريخ المحرمة في تلك العملية كما عثر مواطنون محليون على قنابل عنقودية محرمة دولياً تم استخدامها أيضا في تلك العملية من قبل طائرات ثبت مؤخراً بأنها أميركية وبأنها هي من قام بتنفيذ تلك الغارة, بحسب ما أكدته تسريبات "ويكيليكس".
وأفادت مصادر أخرى بأن سلاح الجو الأميركي قام بتنفيذ تلك الغارة بإيعاز وموافقة من قبل سلطة صنعاء فيما نفت صنعاء تلك الحقائق ولاتزال إلى يومنا هذا مصرة على أن سلاح الجو اليمني هو من قام بتنفيذ عملية الخميس الدامي تلك العملية التي قضت مضاجع أهالي قرية المعجلة الآمنين في مساكنهم فجر يوم الخميس 17 ديسمبر كانون الأول 2009 وقتلت العشرات من الأطفال والنساء.