[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 8 يناير كانون الثاني 2011
كتب/صالح هيثم فرج العبدلي*: خمس سنوات مضت على لقاء التصالح والتسامح التاريخي الذي دعت له جمعية ردفان الخيرية الاجتماعية - عدن في يوم الجمعة الثالث عشر من يناير 2006 في مقرها الكائن حينها في مدينة المنصورة وحضره أكثر من 350 شخصية من مختلف مناطق الجنوب وقد أعلنوا في هذا اللقاء انطلاق مسيرة التصالح والتسامح ليس بين فرقاء أحداث يناير المأسوية بل مختلف الصراعات الجنوبية الجنوبية للمراحل التي سبقتها وتلتها حتى ذلك اللقاء اليوم الذي صادف رابع أيام عيد الأضحى المبارك من عام1426هجرية وعلى إثر ذلك تم إغلاق الجمعية بقرار من نظام صنعاء الذي نص بحضر أنشطتها الخيرية ونشاط هيئتها الإدارية والجمعية العمومية والتصرف بأموالها وممتلكاتها – وقد جاء هذا اللقاء بعد أكثر من 12 عاماً من الحرب التي شنتها قوات نظام صنعاء على الجنوب في صيف 1994 التي أنهت ما كان يعرف بالوحدة بين نظام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ونظام الجمهورية العربية اليمنية في عام 1990م وأصبح الجنوب في وضع الاحتلال من قبل صنعاء بعد أن سقطت عاصمة الجنوب (عدن) في يوم 7 يوليو 94 المشئوم وتحول الجنوب إلى غنائم حرب للمحتلين وقبائلهم ليس له مثيل في التاريخ.
ولقد جاء هذا اللقاء كما أسلفنا في ظروف غاية في الصعوبة حيث تحولت الجنوب إلى ثكنة عسكرية وكانوا يعتقدون أن وحدة الجنوبيين ضرب من الخيال في ظل حالة التمزق والصراعات الماضية التي كانت نتيجتها المأسوية ما حصل من نهب وتدمير وإقصاء لكل من هو جنوبي من الوظيفة العامة وهروب قيادة الجنوب إلى الخارج وتحولت جغرافيا الجنوب من برها و بحارها وما في باطنها من ثروات ومؤسسات الدولة والأملاك الخاصة والعامة إلى أملاك خاصة للمحتلين.
إن ما جعل هذا الحدث التاريخي الهام (مشروع التصالح والتسامح) ممكنا وقاعدة صلبة لانطلاق الحراك الجنوبي السلمي هو التفاف جماهير شعب الجنوب بمختلف فئاته وشرائحه الاجتماعية في الداخل وفي الخارج من خلال تأييدهم ومساندتهم لهذه الخطوة الجريئة كما أسموها في سيل من بيانات التأييد والتضامن والمباركة عبر الوسائل الإعلامية المتاحة ومنها صحيفة (الأيام) التي كان لها الدور الأكبر حينها, استمرت لقاءات ومهرجانات التصالح والتسامح تباعا ففي أبين زنجبار عقد لقاء في منزل المناضل حسين زيد بن يحيى في 27 ابريل من نفس العام ثم بعد ذلك تم الانتقال إلى الساحات العامة في مدن ومختلف مناطق الجنوب في 22 مايو لقاء الضالع في منطقة زبيد وفي 7 يوليو من نفس العام 2006م, ولقاء شبوة في منطقة العرم وفي 22 مايو2007م لقاء حضرموت في مدينة المكلا وفي 26 يوليو 2007م لقاء المهرة في مدينة حوف وفي 5 سبتمبر 2007م لقاء حوطة لحج أمام قصر السلطان ومهرجانات مماثلة وعديدة في مختلف مناطق الجنوب حيث كان الحضور في كل مهرجان من هذه المهرجانات كان الحضور من كل مناطق الجنوب وتحول التصالح والتسامح إلى ثقافة انتشرت ووصلت إلى كل بيت وأسرة وكل شيخ وطفل وإمرأة وكل شاب وشابة وقد ذهل نظام صنعاء من لحمة الجنوبيين.
يأتي بعد ذلك مبادرة الشباب أبناء شهداء الصراعات الذين قاموا بتأسيس ملتقى سمي بملتقى شهداء ومناضلي ثورة 14 أكتوبر صدره بياناتهم تؤيد وتبارك التصالح والتسامح وتدعو إلى استمرار الحراك السلمي الجنوبي حتى الوصول إلى هدفه فك الارتباط والاستقلال وعودة الدولة الجنوبية والتنديد بالاحتلال وعنجهيته ويدينوا ويرفضوا النداءات المشبوهة في نبش القبور و الماضي وان يسموا الوطن الجنوبي فوق الجراح.
كل هذه اللقاءات والمهرجانات باسم التصالح والتسامح الجنوبية الجنوبية هيأت الأرضية الخصبة والقاعدة الصلبة للحراك السلمي الجنوبي المطالب بالاستقلال وفك الارتباط من نظام صنعاء وتوجت هذه الخطوة باليوم الهادر مهرجان 7 يوليو 2007 في ساحة الحرية مدينة خورمكسر الذي دعت إليه جمعية المتقاعدين العسكريين والأمنيين بزعامة العميد المناضل ناصر علي النوبة.
إن مرور خمسة أعوام للحدث التاريخي الهام (التصالح والتسامح) يأتي وقد خطا شعبنا الجنوبي خطوات مهمة في نضاله المشروع من اجل الحرية والاستقلال وغدا في متناول وسائل الإعلام المختلفة العالمية والعربية والإقليمية ومن القضايا المهمة في الإعلام العالمي.
إن ما تحقق من انتصارات غاية في الأهمية كانت بفضل قوافل من الشهداء والجرحى والمعاقين والأسرى من أبناء شعب الجنوب الثائر المستمر وبلا هوادة حتى الوصول إلى الاستقلال والحرية وعودة دولة الجنوب وعاصمتها عدن وكلما اشتد البطش في الاستخدام المفرط للقوة ضد شعب الجنوب كلما زادهم عزيمة أقوى وإرادة فولاذية في نضالهم المشروع.
لقد استخدم نظام صنعاء شتى الوسائل القذرة لإخماد الحراك لكنها فشلت فشلا ذريعا وحين يرفعوا شعار التصالح في خطبهم يعلم شعبنا في الجنوب من هم هؤلاء و ماهي حقيقتهم وكم لبسوا عباءات البراءة من أجل أن يستمروا في نهب خيرات وارض الجنوب.
من خلال طرح مثل هذه الدعوات إنما يجنون على أنفسهم بمزيد من السخط الشعبي لما ارتكبوه من مجازر بشعة في كل بقعة في الجنوب.
رسائل:
الرسالة الأولى :
إلى الأخوة القيادات في الحراك نقول لهم إن الماضي عبر ودروس للحاضر والمستقبل كما يكررها دائما الرئيس علي ناصر في عدد من لقاءاته الصحفية.
ونناشدهم أن يطالعوا على تجارب الثورات وزعامات هذه الثورات وكيف علاقات المناضلين فيما بينهم.
الرسالة الثانية:
تحية إجلال للمناضل القائد حسن باعوم ربنا يعطيه الصحة ويطول في عمره والتهاني له ولرفاقه بمناسبة خروجهم الأخير من سجون سلطة الاحتلال ونتمنى من كل القيادات والنشطاء ورموز الحراك أن ينصاعوا لمهمة الزعيم حسن باعوم في توحيد الصف وأن يلتف حوله كل الخيرين والعقلاء لإنهاء كل الخلافات والاتفاق على برنامج وقيادة موحدة وان يكون الجهد الرئيسي للجميع باتجاه تصعيد النضال ورفض الانتخابات.
*مسئول العلاقات العامة بجمعية ردفان الموقوفة, أحد منسقي ومؤسسي لقاء التصالح والتسامح 13 يناير 2006