[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]شبكه باعوضه - متابعات
10-يناير 2011
تحدثت بعض الوثائق الأمريكية المسربة عن قلق الولايات المتحدة الأمريكية من وجود أسلحة خطيرة خارج مخازن الحكومة اليمنية يمكن أن تشكل تهديدا للمصالح الأمريكية واليمنية وللأمن العالمي إن هي وقعت في أيادي عناصر تنظيم القاعدة، كالصواريخ المحمولة المضادة للطائرات، كما أبدت تخوفها من تسرب هذه الصواريخ إلى تلك العناصر من المخازن الرسمية اليمنية، بل أكدتْ أن ذلك قد حدث بالفعل، وأن القاعدة استخدمتها في علمياتها في كل من كينيا والمملكة العربية السعودية واليمن خلال عامي 2001 و 2002م، بحسب ما جاء في تلك الوثائق..
لهذا لم تكتف الولايات المتحدة الأمريكية بدعم الحكومة اليمنية لجمع تلك الأسلحة من الأسواق فقط، بل وطالبت بتدميرها، على أن تتكفل بدفع التعويضات اللازمة، ويبدو أن النظام اليمني يسعد كثيرا عندما تتناهى إلى مسامعه أحاديث المال، وقبل أن نتحدث عن قصة "منظومات الدفاع الجوية اليمنية" سنورد مقتطفات مما جاء في الوثائق الأمريكية المسربة بخصوص التفاوض بين الرئيس صالح ومسئولين أمريكيين على المبالغ المادية مقابل جمع تلك المنظومات من أسواق السلاح وتدميرها..
جاء في إحدى وثائق "ويكيليكس" أن الرئيس صالح كان يلح للحصول على أموال باهظة، إلى درجة طلبه من مساعد وزيرة الخارجية الأمريكي مليون دولار تعويض عن كل ستريلا [صاروخ]!. لكن "بعد صمت محرج، ضحك صالح، وأشار إلى أنه كان يمزح"..
تقول الوثيقة إن الرئيس صالح "أصر على القول: ما هو المبلغ الذي أنتم مستعدون لدفعه؟". كانت إجابة المساعد على ذلك بأن ثمن كل منظومة (MANPAD ) كان قد حدد سلفاً، وهو غير قابل للتفاوض. مضيفا: "السعر ثابت، وهو مع ذلك أعلى بكثير مما نعتقد أنه سعر السوق"..
وتضيف الوثيقة: "وعلى الرغم من أن صالح يحاول انتزاع المزيد من الأموال خارج عرض إعادة الشراء، إلا أن المركز يتوقع ويأمل إبرام الاتفاق خلال الأسبوعين المقبلين. وكان مساعد وزيرة الخارجية بلومفيلد عقد في 31 أغسطس، اجتماعاً مع وزير الداخلية العليمي، ورئيس هيئة الأركان القاسمي، ووكيل جهاز الأمن القومي عمار صالح وقد تم تغطيته في برقية منفصلة..
تشعر الولايات المتحدة الأمريكية أن شراكة النظام اليمني في الحرب على الإرهاب لا تتم على أساس المخاوف المشتركة بل على أساس المصالح الخاصة، لكنها تستغرب من بعض تصرفات الرئيس صالح في هذا الجانب، وبحسب الوثيقة المذكورة فإن صالحا "يظهر في جميع المزحات الجانبية، جاداً في الدفع باتجاه رفع سعر كل منظومة. على أن الأمر الذي من الصعب تخيله أن داهية بارع مثل الرئيس يقوم بدفع مبالغ تعويضية أكثر من سعر السوق لصواريخ استريلا 2 (Strela 2's) ربما يقرب من 2000 دولار أمريكي".
تضيف الوثيقة: "وعلى هامش الاجتماع ، قدم وكيل جهاز الأمن القومي ، وابن أخ الرئيس –عمار صالح- نصيحة لبلومفيلد أخبره فيها بأن يعمل على توجيه رسالة متابعة إلى الرئيس يذكر فيها قائمة بالفوائد الأخرى التي ستجنيها اليمن من هذا الاتفاق، وأنه سوف يلح عليه بعدم رفض الصفقة بسبب الأسعار التي لا يمكن أن تتغير"..
(ملاحظة: في يوليو 2008 ارتفع سعر الجيل الأول من الأنظمة من 7700 دولار إلى 15000)..
يتضح من كل ما تقدم حرص الحكومة اليمنية على الاستفادة من كل ورقة تتصل بالقاعدة بأي شكل، كما يتضح عدم ثقة الولايات المتحدة بجدية الحكومة اليمنية في الحرب على الإرهاب، لهذا بدت مصرة على إتلاف منظومات الدفاع الجوية المحمولة، حتى لا تعود مرة أخرى إلى السوق أو إلى أيادي عناصر القاعدة بقصد أو بدون قصد..
تناقض التصريحات الصادرة من الأمن القومي ومن وزارة الدفاع اليمنية بخصوص تدمير الصواريخ من عدمه، يفصح أيضا عن نية رسمية للعب بهذه الورقة، لكن تصريح الأمن القومي للأمريكان بخصوص وجود كميات كبيرة من هذه الصواريخ في مخازن وزارة الدفاع هو ما تؤكده الوثائق التي سنتحدث عنها بعد قليل..
نلاحظ أيضا حرص قيادة النظام على استغلال الموقف، الذي تعتبره الخارجية الأمريكية "قضية أمنية" و "عملا مكافحا للإرهاب" استغلالا تجاريا لا علاقة له بالتحالف القائم بين الحكومتين اليمنية والأمريكية فيما يسمونه الحرب على الإرهاب