[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]24.يناير كانون الثاني.2011
كلمة / وكالة أنباء عدن
المؤتمر السنوي للقوات المسلحة والأمن الذي حضره يوم أمس علي عبدا لله صالح وألقى فيه خطاب تجلت مفرداته لإعلان حالة طوارئ ,ومن خلال متابعة خطاب صالح الهستيري المعتاد والذي ظهر فيه أكثر اضطرابا وارتباكا حيث قال أمس في خطابه "إن هذا هو وطن 26سبتمبر" واليوم تم إعادة الخطاب مفبرك قائلا "إن هذا وطن 22مايو" ومؤسسة التوجيه المعنوي تجيد الفبركة والكذب والتظليل وهي المشرفه على هذا الاجتماع والخطابات المأزومة الطائشة, وظهر صالح أكثر قلقا وتوسل لقيادات الجنوب بالخارج بالعودة (وشخط وجهه ووجوه الجنرالات الحضور) وتقديم تنازلات واعتذارات تتشابه مع خطاب (زين بن علي التونسي)في خطبة الوداع الأخيرة, ومن خلال الخطاب نستنتج مايلي :
أولا: قلق وخوف من تداعيات الأوضاع بالشمال والجنوب ولكن الوضع بالجنوب يسبب القلق الأكبر لصالح .وذلك بسبب معرفته مسبقا بقدرته للسيطرة على الوضع بالشمال من خلال اعتقال وترهيب قيادات المعارضة وبسبب تركيبة الوضع القبلي والمشيخي الذي يسهل لصالح السيطرة وامتلاك الرموز القبلية التي بدورها تسيطر على المجتمع وتدين بالولاء السياسي وارتباط المصالح ,ولكن تركيبة شعب الجنوب المدنية بشكل عام والحراك السلمي للتحرير والاستقلال بشكل خاص يمثل عقبة أمام سياسات الاحتلال التمزيقية وسياسة كسب الو لاءات المناطقية والقبلية .
ثانيا: تلويح باستخدام القوة بل يتضح نية واستعداد نفسي لضرب قيادات المعارضة بالشمال ليس جميعها بل القيادات الصادقة الشجاعة أمثال د محمد المتوكل رئيس تكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض ,والتلويح بالقوة يتضح بقول صالح (تعالوا إلى الحوار قبل الفوضى الخلاقة اوبعد الفوضى ولكن قبل الفوضى أفضل لكم ).
ثالثا: دعوة صالح لقيادات الجنوب بالخارج للعودة بوجهه وبوجه القوات المسلحة وكذا طلب الاعتذار من الشعب والمسامحة عن الأخطاء وغيرها من عبارات التوسل والاعتراف بأن لديه مخربين في الضالع وأبين ولحج وغيرها يرتكبون أخطاء بحق الوطن حسب تعبيره كل هذه العبارات تذكر الجميع بخطاب الوداع الأخير لزين العابدين بن علي إلى شعب تونس قبل رحيله ولكن يتضح الفارق بين الذهنية الأكثر دموية المتعطشة لسفك الدماء التي يعبر عنها (صالح) وبين ذهنية (بن علي ) الذي اكتفى بما حصل لشعب تونس وترك الحكم بأقل خسائر ,أو أن هذه التصرفات ذكية يخاطب عقلية شعبه ليقول لهم ليس كل من يعتذر لشعبه يغادر الحكم وليس من يعترف بالأخطاء يغادر الحكم أيضا, ومن ناحية أخرى تصرفات صالح ومؤسسته العسكرية بإصدار قرار بتشكيل قيادة عليا للجيش للحفاظ على الأمن والسكينة العامة يذكرنا ببعض (الأتقياء) الذين يحفرون قبورهم وهم على قيد الحياة , حيث إن الجيش التونسي اليوم (الاثنين) بعد مايقارب أسبوعين من رحيل (بن علي)الذي سلم السلطة للمؤسسات الدستورية وليس للجيش, أعلن الجيش التونسي مسؤوليته للسيطرة على الأوضاع ويتضح أن (جيش بن علي) استفاد من خبرات (جيش علي) بعد سماعه لقرار الجيش اليمني (بتشكيل قيادة عليا للجيش للسيطرة على الأوضاع الأمنية) وتلافى جيش بن علي التونسي الخطأ الذي وقع به الرئيس بن علي بعدم سيطرته على الأوضاع عسكريا مما يجعل خبرات الاستبداد والدكتاتورية (براءة اختراع) (لجيش علي عبدا لله صالح ومؤسساته الاستخباراتية) يتم تصديرها الى الخارج مع الاحتفاظ بالحقوق الفكرية (حق المؤلف).
رابعا: من خلال المتابعة لمجريات خطوات (صالح) وبعد النكسات والانهيارات والهزائم المتلاحقة التي يواجهها نظامه والمحاولات التي يحاول من خلالها إيقاف التداعيات يتضح انه لايريد يكون لمفرده في مواجهة الأخطار القادمة وذلك ليس لأنه يريد إشراك المؤسسات بصفته رئيس ديمقراطي ولكن بحكم انه زعيم عصابة استنفذ كل أساليب المخادعة والكذب ويريد توريط جميع أفراد العصابة معه والتي تتمثل بما يسمى بمؤسسات البرلمان ومؤسسات الجيش والأمن وبعد فشل (مؤسسة عصابة البرلمان ) في تغطية جميع الجرائم الواقعة ضد الإنسانية في منصة ردفان وعدن وزنجبار ومدينة الضالع والمعجلة وغيرها والتي كانت تقارير اللجان الميدانية والتقارير الدولية فاضحة لتلك الجرائم , فقد قرر (صالح) الاتجاه إلى مؤسسة (عصابة الجيش والأمن ) وهو ماتم يوم الأحد 23يناير2011م .
والسؤال المهم الذي يطرح نفسه لماذا (يتنقل صالح) بين مؤسسة البرلمان ومؤسسة الجيش ؟ وهل هو بحاجة إلى شرعية من البرلمان لقراراته ؟ وهل (صالح ) يستند إلى قانون ودستور ؟ والإجابة واضحة إن الوضع يختلف لايستطيع صالح (اتخاذ قرار بمفرده كما حصل في تاريخ 5 مايو 1994م) قرار إعلان الطوارئ وتدشين الحرب ضد الجنوب , خصوصا بعد ضعف التحالف الديني العسقبلي وكشف قناع الزيف والخطاب المأزوم المتستر بالدين ضد أبناء الجنوب ، وضعف حلقة التحالف المتستر بالدين المدعوم استخباريا وعسكريا وقبليا ، تلك الحلقة التي كانت محكمة القبضة بيد صالح كانت تمنحه التفرد بالقرارات الإستراتيجية ، وكذا الآن الجنوب اليوم لم تعد جنوب 94م كواقع سياسي على الأرض أو كقيادات جنوبية شاركت في الحرب ضد الجنوب انتقلت الى صفوف الحراك أو قيادات الجنوب المتبقية في الجهاز العسكري والسياسي والتي أصبحت منزوعة الثقة من نظام (صالح) وخير دليل ترأس الدكتور ابوبكر القربي وزيرا لخارجية جلسة المباحثات العسكرية الرسمية الثانية مع الوفد العسكري الأمريكي قبل أسبوع في مبنى وزارة الدفاع وعدم حضور وزير الدفاع الجنوبي أو غيره من القادة الجنوبيين الذي يحاول صالح إشغالهم والزج بهم في معارك الجنوب في ردفان وغيرها لكي يبتعدوا عن أي محادثات دولية في هذه الظروف, اليوم يحاول إعادة القبضة السابقة قدر الإمكان من خلال انتقاله بين مثلث المؤسسة الدينية القبلية والعسكرية والبرلمانية ويريد العودة إلى هرم هذا المثلث الذي انتصر من خلاله في حرب 1994م.
خامسا:اتجه صالح (الأحد 23يناير2011م) إلى مؤسسة الجيش ليطرح لهم المشاكل المعقدة التي يواجهها والتي يريد مشاركته في تجاوزها ليس لديمقراطيته كما أسلفنا ولكن لضعفه السياسي ويريد توريط الجميع كشركاء ومساهمين في ارتكاب الجرائم وهي التجربة والخبرة التي اكتسبها من صدام حسين الذي أشرك جميع قيادات البعث ومؤسساته العسكرية والسياسية في جميع الجرائم ولم يذهب بمفرده إلى حبل المشنقة وهذه من سمات الدكتاتوريات , ومن خلال متابعة نتائج مايسمى المؤتمر السنوي للقوات المسلحة والأمن والذي اتخذ القرار الخطير فيما يسمى الجانب السياسي ، هذا المؤتمر الذي استدعى (صالح) القادة الجنوبيين مدنيين وعسكريين للحضور بجانبه وإلقائهم الخطابات المعدة سلفا من مكتب الرئاسة ويظهرون كببغاوات وعصافير الزينة وهم مسلوبي الإرادة (يؤكل الثوم بأفواههم) بعد استبعادهم من محادثات رسمية مع الجانب الامريكي ليقوموا بدورهم المرسوم والمعد سلفا المتمثل بتنفيذ مخططات نظام الاحتلال العسكري ضد الجنوب وإخراج هذه المخططات والمشاريع من قبل الجنوبيين ضد أهلهم ووطنهم ولكن بطريقة مفضوحة ومكشوفة والمتمثلة بالقرار الخطير الذي صدر عن مؤتمر الجيش والذي تم إعداده من دائرة المخابرات والأمن القومي وأوكلت مهمة اخراجة إلى الجنوبيين والذين حضروا هذه المؤتمر (عبد ربه منصور وعلي مجور ووزيرا لدفاع وغيرهم) بينما تبين غياب قيادات بارزة في الجيش (اللواء علي محسن الأحمر) الذي يمثل الجيش اليمني بالمباحثات الدولية وكان آخرها مع الوفد العسكري الأمريكي إلى جانب ابوبكر القربي.
سادسا: يتضح من هذا السيناريو أن (صالح) ومطبخه السياسي قاموا بدراسة الوضع السياسي وكيفية مواجهته وقرروا إعداد قرار الطوارئ وشن الحرب خصوصا على الجنوب ولكن أوكلوا مهمة إخراج القرار إلى (القيادات الجنوبية المغلوب على أمرها) لتقوم بتلاوته وإعلانه دون حساب نتائجه الوخيمة المستقبلية عليهم ومساهمتهم في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي ,ويتمثل القرار بتوصية لإعلان الطوارئ وحل جميع المؤسسات المدنية وتعليق القانون والدستور وجاء في قرار مؤتمر الجيش مايلي:
1. يوصي المؤتمر السنوي لقادة القوات المسلحة والأمن بتشكيل قيادة عسكرية وأمنية عليا للحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة والسلام الاجتماعي العام.
وهذا القرار واضح يجدد لصالح شرعية لا يفتقدها أصلا ولكنه يريد ان يظهر بأنه ليس صاحب القرار ويجمل الآخرين المسؤولية بجانبه , ومن ناحية أخرى يعتبر هذا القرار الخطير (إعلان حالة طوارئ ) وإلغاء لما تسمى بالحكومة و مؤسسة البرلمان , وهذا القرار ليس قرار إعلان حرب بل استمرار للحرب والهدف منه من وجهة نظرنا يتمثل بضرب معاقل الحراك الجنوبي وتصفية واعتقال رموز الحراك بهذه المناطق وتوجيه ضربات خاطفة قصيرة الأمد ، والهدف واضح من كل الأعمال التحضيرية والإعداد والاستعداد وزحف الجيوش ناحية معاقل الحراك في أرجاء الجنوب.
ولكن المطلوب إيضاحه ماهو المطلوب من قيادات الثورة التحررية بالداخل والخارج لمواجهة الوضع الخطير ؟ وهذا هو السؤال الذي يبحث عن إجابة عاجلة من جميع قيادات الحراك بالخارج والداخل ,لأن هذه المرحلة تختلف عن سابقاتها ، صحيح هناك حشود سابقة وحصار عسكري وقصف تم في لودر والضالع وشبوه وردفان وكانت المواجهة الشعبية السلمية بالمسيرات والبيانات وغيرها ولا ندّعي إلا ما لانملك (إعلان استعداد قتالي عالي ) ولكن نستخدم الممكن لدينا وليس المفترض يكون لدينا للمواجهة السياسية الخارجية والتحرك الخارجي حيث والجبهة الخارجية راهن ويراهن عليها نظام صنعاء وكسب الرهان ولو مؤقتا في حرب صيف 1994م, إضافة إلى تعزيز وحدة الصف وتشكيل نسق سياسي موحد بالداخل والخارج لمواجهة التحدي القادم.