اْمس كانت الصورة واضحة امام المراقبين السياسين وخبراء الاْسترايجيات البوليتيكية المتعلقة بقواعد اللعبة في البحر الاْحمر وشمال افريقيا على مدى نصف قرن من الاْضطرابات والحروب الداخلية ... لقد ظل البحر الاْحمر مركزا لصراع الحضارات لقرون عديدة.. واخذ شكل الصراع زخما جديدا في نهاية اربعينات القرن الفارط ليضيف الى تلك المنطقة شمال افريقيا معتمدا على الاْطماع الداخلية والخلافات العرقية والطائفية.. وجاء الرحيل البريطاني من المنطقة نهاية ستينات القرن ال20 ليضع المصالح الدولية في مهب الريح... وزاد الطين بله وصول الاْتحاد السوفيتي الى المياه الدافئة في السبعينات بطريقه مغامرة وفيها الكثير من ((الجرائه)).. من خلال تواجده في ماكان يسمى -جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية-.. ومن مطلع التسعينات زادت حمى الصراعات لتزيد المنطقة كوارث وحروب اقليمية ماكانت لتحدث لو ان النظام العربي كان متماسكا وصادقا مع حقائق التاريخ والجغرافيا ومتفهما لتقاطع المصالح والصراعات الدولية التي لابد ان تدلي بدلوها مع(( الدلي)) الممتدة الى حقل الاْلغام الكثيرة في اشد المناطق حساسية واكثرها اهمية للمصالح الاْسترتيجيةالدولية ..
لقد جسد الحراك السلمي الجنوبي الحضاري انموذجا رائعا للشعوب في المنطقة ذلك الحراك الذي كان مثار اعجاب العالم وهو يخوض نضالا سلميا حضاريا نابذا للعنف رغم قسوة وقمع قوات الاْحتلال اليمنية له بقسوة وعجرفة لانظير لهما في تاريخ صراع الشعوب مع محتليها وغزاتها على مدى اكثر من اربع سنوات ... الكثير من حكام العرب لم يعروه اية اهمية بينما العالم قيمه وادرك معانيه وابعاده الحضارية والمسلكية من شعب عربي عريق كان في مراحل ليس صانع حضارة العرب.. بل كان ملهما للكثير من الشعوب السامية وبقية اخوتها في الاْنسانية من شعوب العالم... لكن الشعوب العربية وهي تراقب الفيسبوك والنت الذي وفر خدمة ساعدت على تبادل الاْفكار ونشر المعرفة تلقفت بسرعة تلك الثقافة النضالية الجنوبية واعتبرتها نبراسا ملهما لها في الصبر وهي تقارع الظلم عليها ...فكانت شرارة بو عزيزي من تونس ليلتقطها شباب الفيسبوك في مصر العروبة وتطير شرارتها الى ليبيا.. وعلى قوة حرارتها ثار الشعب في الجمهورية العربية اليمنية وهو الذي ((تعود ان لايثور ويتحرك غير بالمحرك الذي تعوده واعتاده))... لتهز حركته اعتى نظام اسري جاثم على صدره على مدى 33سنة... واما الاْدهى والاْخطر فهو انتقال العدوى الى الشعب العربي السوري الذي يعاني على مدى 40سنة من قانون الطوارى ومن حالة عدم وجود سلام او حرب مع دولة اسرائيل ... ومن هنا جاء اعادة ترتيب قواعد اللعبة على اسس جديدة ... وعلى المنطقة ان تستعد لاْستقبال انماط وتسميات جديدة منها السامية التي قد تحل محل العربية...الخ.
5ابريل 2011م.