تعتبر القضية الجنوبية من اْقدم القضايا واْكثرها تعقيدا وصعوبة رغم ظاهرها الذي يبدو بسيطا وعادلا .. لقد تعرض هذا الصقع التعس من الوطن العربي الى تقلبات وتغيرات هائلة في مختلف العصور تراوحت بين النهوض وبين النكوص ولعل الاْحتلال البريطاني لعدن اللحجية الجنوبية في 19يناير 1839م وتوسعه ليشمل الجنوب العربي كله من شرقه الى غربه تحت اسم مستعمرة عدن محمياتها الشرقية والغربية وهي التسمية التي اْوجدت اضطرابا لاحقا ومازال حتى اللحظة ... وقد اخذ شعب الجنوب في كل محمياته على عاتقه مقاومة المحتل بكل الوسائل المتاحة وبعد الاْنتهاء من الحرب الكونية الثانية خرجت بريطانيا منتصره مع حلفاؤها وخرج شعب الجنوب عاقدا العزم على التحرر من الاْستعمار والتخلف والتمزق والفقر والمرض وكان لرابطة ابناء الجنوب S.A.Lالدور الفعال والحاسم اْذ اْجتمعت نخبه من خيرة ابنائه خلال 1948/1949/1950م لتدارس فكرة تنظيم وتعبئة الجماهير في الجنوب العربي المحتل وكانت الرابطة الحزب السياسي الرائد والاْول في الجنوب العربي وفي الجزيرة والخليج على ايدي مؤسسيها الرواد المغفور لهم باْذن الله تعالى السيد محمد علي الجفري -السيد سالم عمر الصافي - الاْستاذ شيخان عبدالله الحبشي واْخرين... وبعد معارك سياسية وثقافية وتوعوية وقانونية وعسكرية اتجهت الرابطة الى محيطها العربي غير ان اْمالها قد خابت اْذ ان الجامعة العربية خضعت لمطالب واْلاعيب وحيل المملكة المتوكلية اليمنية ..الاْمر الذي اضطرها الى الاْتجاه الى المحافل الدولية واْصابت في ذلك النجاح الكبير والنصر العظيم عندما حصلت على قرارات من لجنة تصفية الاْستعمار ومن الجمعية العامة لهيئة الاْمم المتحدة ملزمة بمنح شعب الجنوب العربي حق تقرير المصير في الاْستقلال ووحدة وطنه الممزق الى 23سلطنة واْمارة ومشيخة وذلك في 11ديسمبر 1963م... لكن التاْمرات والتخاذل العربي تجاه هذه القضية العادلة وغفلة بعض القيادات الجنوبية جعلتهم يفرطوا في قرارات تاْريخية من الشرعية الدولية تعترف به كقطر وشعب له حق الحياة الحرة الكريمة وحق الاْختيار في مستقبله وعوضا عن التمسك بذلك الاْنتصار العظيم .. اتجه البعض للمناكفة وتغليب الذات ((ووهم الاْيدولوجيا)) وكان خيار الفوضى الذي اعاد القضية العادلة الى براثن الصراعات العربية -العربية والدولية...وكانت النتيجة الطبيعية مانعانيه اليوم جميعا في هذا الصقع التعس... ومنذ قرابة الخمس سنوات وشعب الجنوب يخوض نضالا سلميا رائدا وملهما للشعوب العربية و للثورات العربية التي يعيشها الوطن العربي ...وقد عادت نفس المقولات السابقة للمملكة المتوكلية يتشدق بها الجمهوريين اليمنيين ومازال العرب يجاملونهم ومازالت جامعتم الكسيحة شاطرة فقط على حق شعب الجنوب الذي ظل عمرو موسى وهو يشاهد دماء ابناء الجنوب تنزف في الشوارع مصرا كل مازار صنعاء على بقاء الوحدة اليمنية متجاهلا ان جامعته قد قامت على اْساس قطري ولم تقم على اْساس وحدوي وان وحدات حدثت في البلاد العربية وفشلت ... واليوم يتجدد الاْمل في العودة الى هيئة الاْمم المتحدة فهل نحن مستعدون لذلك؟ ان الاْمم المتحدة ميدان واسع لحرب سياسية هي بالطبع اعنف واْشرس واْقوى من الحروب العسكرية ولابد لمن يسعفه الحظ في تمثيل الجنوب لمخاطبة العالم والمجتمع الدولي ان يكون مدركا وملما بجوانب القضية ومتحررا من الاْيدولوجيا والولاءات الضيقة لكي لاتضيع الفرصة ومعها يضيع الجنوب لاسمح الله....
3/10/2011م