تاريخ المنطقة ظل مضطربا ومشحونا بالحروب ...
واليمن تسمية جهوية ولم تكن وطنية سياسية وقد نشاْت ممالك جنوبية عربية قديمة في الجنوب العربي ’ يبدو اقدم من الممالك التي نشاْت في ما سمي لاحقا باليمن السياسي... وكان عهد المكاربة السباْيين اكثر العهود الذي شهد اضطرابات وحروب وفتن منذ بدايته عام 525ق.م (. على اْيدي معين الرهوي في الجوف التي اْنسلخت من مملكة حضرموت ’ بعد اْن دب الضعف فيها ’ وقد اْسميت تلك المملكة بمملكة معين ثم تم القضاء عليها فيعهد المكرب كرب اْيل وتر عام 350 ق.م ) و الذي تمادى في التوسع حتى اْحتل ماْرب ’ والتي اْصبحت تعرف باْرض سباْ ’ والتي كانت محل اْطماع للكثير من الغزوات بعد ضعف مملكة حضرموت ’ التي كانت تمتد اليها والى الجوف والى مفرق المخاء من اْرض المعافر في تعز في اْيام مجدها .. وبعد سلسلة من الحروب الداخلية التي شهدتها مملكة حضرموت مع فيدرالياتها اْوسان وقتبان ’ اْنتهت باْحكام سيطرة اْسرة اْل عبد ربشمس بالحكم المطلق في الجنوب العربي ( اْو العرب الجنوبيون ) والى جوارها الجارة دولة السبئيين ’ الذي قاموا لاحقا بغزو الجنوب في شرقه عام 150 ق.م ( يبدو اْن التاريخ وفق التقويم الحميري ) واحكام سيطرتهم عبر دعم الاْحباش لهم وايضا من خلال تنصيب حكام عملاء على بعض اْطراف مملكة حضرموت ’ بعد ان احتلوا عاصمتها شبوة وعاصمتها الاْولى ميفعة ’ المعروفة باْرض اللبان والعود والمر والصمغ والعنبر ومينائها قناْ ...
غير ان العربية الجنوبية لم تستسغ هذا الوضع وعقدوا مؤتمر حميرم في شبام من اْرض الاْحقاف بقيادة الملك الريداني الحميري ياسر يهنعم وابنه شمر يهرعش الحميري عام 135 ق.م ( من ميفعة ومن قبيلة مشرقي الحميرية شقيقة قبيلة ضيفتين الحميرية التي يتحدر منها ملوك مملكة حضرموت ’ ومن سلالنتهم القبيلة التي يتردد اْسمها هذه الايام بكثرة الحموم ’ ).. وتمكنوا من تحرير المنطقة ومواصلة الزحف على السباْييبئيين (اْرام ) في ماْرب والقضاء على قصرهم سلحين واخضاع الجنوب.العربي ( العرب الجنوبيون ) . والشمال ’ الهضبة الغربية - الشمالية لحكم الريدانيين ’ وانتقلوا من رملة السبعتين ووادي ميفعة و ظفار الشرق موطنهم الى ظفار الغرب متخذيها عاصمة لمملكتهم بالاْسم الملكي الحميري الطويل عام 115ق.م واْبقوا مدينتهم ميفعة عاصمة ثانية ’ لكن مهملة ..
ليبداْ عهد التبابعة والملوك الحميريين .... ومن ظفار الجديدة انطلقوا الى بقية ارجاءشبه الجزيرة العربية والخليج والشام والعراق وبلاد فارس وبلاد شواء -الحبشة والدناكل - ....
وقد انتهت هذه الدولة بعد مقتل التبع حسان يهنعم بن ثابت من اهل ملشان اريام ذويزن على ايدي قوم كليب في بلاد الشام عام 442م تقريبا ..... ..والذي خلفه شقيقه الملك عمران ..... وتاْكلت مملكته وضعفت ,حتى ظهر لخيعة ذو الشناتر في ظفار ’ وهو ليس من ابناء الملوك وانما من ابناء المقاولة وحكم ظفار الغرب عام 510م في ظل ضعف عام وشجع الاحباش على نشر الديانة النصرانية والتوغل العسكري في العربية السعيدة ( اليمن) واحتلالها لاحقا حتى اصبح البر اليمني في تهامة يسمى اْ ر ض ح ب ش ت بل كل ماسمي لاحقا (باليمن) اْصبح يسمى ارض الحبشة في تلك الاْزمان .. وسيجد الباحث ان بعض المؤرخين والرواة الاْخبارين قالوا ان الملك سيف بن ذو يزن الحميري ’ بعد اْن حرر بلاده - العربية الجنوبية - غزا بلاد الحبشة ( المقصود/اليمن/و تحريرها واخضاعها لحكم الجنوب ) عام 565م....
... وفي عام 516 م قام الملك ذو نواس من ذو يزن في وادي ميفعة العظيم في الشرق بقتل لخيعة ذو الشناتر وتحرير العاصمة ظفار الغرب وتحرير صنعاء وتعز وتهامة وجيزان وجزيرة فرسان ونجران عام 518م واسمى نفسه ملك كل الشعوب لاْن حكمه لم يتجاوز تلك المناطق والشعوب التي تعني القبائل ..... لكن الاْخوة (الشماليين’ بتعريف اليوم ) لم تعجبهم هذه الوحدة كما رفضوا التي قبلها وتعاونوا مع الاْحباش ومع امبراطورية الروم ضد الحميريين الحضارمة ’ وقتل الحميريون وقتل ملكهم ذو نواس ومعهم قتل الاْرحبين واعراب كندة في معركة ساحل البحر الاْحمر بالقرب من الحديدة عام 525م ... وذهب الهضبة الشمالية - الغربية الى ظفار الغرب يحتفلون بنصرهم مع الاْحباش على الحميريين الجنوبيين من الحضارمة المشارقة .....
وشنوا حملة دعائية مسعورة على الملك ذو نواس ووصفوه بالكفر وهو يهودي الديانة وقالوا انه ادعى الاْلوهية وحرضوا اْمبراطور الروم جوستنان عليه وعلى حمير بتسويق قصة الاْخدود واحراق كتاب الاْنجيل عبر دوس ذو ثعلبان السبئي وربيعة الهمداني ......الخ ..... والغريب اْن البعض من المؤرخين انطلت عليه تلك الحملة الدعائية .......
بينما عاد اليزنيون واهل المشرق الى وطنهم اليزني وادي ميفعة بقيادة الاْمير سميفع اْشوع الثاني ’ والذي اْصبح لاحقا الملك .. وتحصنوا في (عرين ماوية حصن الغراب في بير علي من محافظة شبوة ’ ومازالت اْثارهم باقية شاهدة على العصر حتى اليوم ).. واستصلحوا خزانات المياه واعادوا ترميم الدفاعات وغيرها وارسلوا رسالة واضحة من خلال ذلك انهم سيقاتلون الاْحباش ولن يستسلموا في الجنوب (نقش حصن الغراب - في بئر علي محافظة شبوة ) وقد فطن الملك الحبشي كالب تلك الرسالة ’وكان في حاجة الى تجميع جيشه وليس الى انتشاره وتوسيع رقعة العمليات العسكرية اضافة ان المطلوب هو العربية السعيدة المرحبة بالاْحباش الى درجة ان بعض الكتابات تسمي ماسمي لاحقا( باليمن ) ارض الحبشة وليس فقط تهامته .... وعقد اتفاق فحواه ان يكون الملك سميفع اْشوع الثاني ملكا في الجنوب بنفس اللقب الملكي الحميري الطويل .. وعاقب لملك الحبشة بشروط متفق عليها... لكن ابرهه الاْشرم الحبشي انقلب على هذا الاتفاق بمساعدة ذوجدن اخوة وحلفاء ذو يزن.. وقتل الملك سميفع اْشوع الثاني عام 537م تقريبا في اْحدى القلاع بجدو الذييبي الحميري اْو مصنعة كدور (جبال النور الحميري ) ..ونصب ابرهه نفسه ملكا وحمل اللقب الملكي الحميري الطويل ... ونسبوه اْي ابرهه الى ذو اصبح من حمير (زورا وكذبا).. وثار ولي العهد الاْمير معد كرب يعفر اْبن الملك سميفع اْشوع الثاني ’ واخوته وكل اهل اْسلم ذويزن عام 542-543م ومعهم بعض من كندة بقيادة يزيد بن كبشة..وبعض السبئيين في ماْرب .... وقد هزم السبئيين سريعا لقربهم من قيادة الاْحباش وقواتهم في ماْرب ... و تراجع بن كبشه في العبر ’لتراجع الكثير من قومه في مواصلة دعمه ... بينما اليزونيون واصلوا ثورتهم في مصنعة كدور وفي وادي ميفعة .. وبعد حصار طويل لمصنعة كدور سلموا لابرهة الحبشي بشروط وغادر معد كرب يعفر وابنه سيف-سميفع- الى بيزنطة ومنها الى فارس عبر الحيرة وملكها صديقه وحليفه النعمان بن المنذر ’ طالبا منه التوسط له لدى كسرى فارس لمساعدته على تحرير واستقلال بلاده من قبل الحبشة المدعومة من الاْمبراطورية البيزنطية ..لكن كسرى تردد حتى مات الاْب ودفن ببلاد فارس ’ بينما تمكن الاْبن سميفع - الشهير بسيف - من اقناع كسرى بالمعونة الرمزية الفارسية ..
وفي العام 565م عاد الملك سيف (اْسمه الصحيح سميفع ) بن ذو يزن الى موطنه في وادي ميفعة وارست سفنه ومعه المعونة الرمزية الفارسية في ميناء مثوب على ساحل البحر العربي بين المكلا و ميناء قناْ والتي تقدم بها لقتال الاْحباش وعملاؤهم وانضمت الى جيش سيف السكاسك من كندة حليفة ذو يزن ’ والكثير من القبائل العربية الجنوبية وواصل الحرب حتىحرر بلاده العربية الجنوبية و احكم سيطرته على ماْرب ومنها على سائر الجنوب وواصل حربه ضد الاْحباش باتجاه الشمال ( البعض يقول الحبشة والمقصود ماسمي لاحقا باليمن ).. واتخذ من صنعاء عاصمة لاْول مرة في تاريخها وفيها وفدت عليه وفود العرب والعالم تهنئه بالنصر والاْستقلال ومنها وفد قريش برئاسة سيدها عبد المطلب بن هاشم ..... وانتهت الوحدة بموته في ظروف غامضة عام 595م تقريبا ...
اما الوحدة الرابعة فهي وحدة السيد علي سالم البيض’ رئيس الجنوب والعقيد علي عبدالله صالح ’ رئيس الجمهورية العربية اليمنية ’ التي اعلنت في 22مايو 1990م رغم ان اتفاقياتها وقعها علي ناصر محمد عام 1972م ثم سالمين عام 1973م ثم عبد الفتاح اسماعيل عام 1979م ...وانتهت هذه الوحدة باْنقلاب الشمال على الجنوب في حرب صيف 94م.... وشنوا حملة شعواء على الزعيم الجنوبي البيض ووصفوه بالخيانة والعمالة والانفصالية مع انه هو الوحدوي وهو من قدم التنازلات من اجل الوحدة بل ووصفوه بالهندي وهو من ال البيت النبوي الشريف وخواله من قبيلة الحموم حمير الجنوب ’بينما الكثير في اليمن الشمالي اليوم متمسكا بوحدة 7/7/1994م
بينما بعضهم كان رافضا للوحدة عند التحضير لاعلانها وعند التصويت عليها وعلى دستورها عام 1991م ؟ الجواب بالطبع هؤلاء ا حولواالوحدة الى احتلال بعد 7/7/1994م.. توفرت فيه مصالح كبيرة لهم ماكان لها ان تتوفر لوكانت هناك وحدة حقيقية قائمة بين الجنوب والشمال ......
16فبراير2014م