واْنا اْبحث في مكتبتي واْقلب اْوراقي على اْثر حلقة نقاش درات بيننا في مجلس قات تشعب فيها الحديث وتطرق الى موضوع تهميش عدن التي كانت محل اْنظار اْقطار الجزيرة والخليج والقرن الاْفريقي واْصبحت بعد الاْستقلال مدينة بائسة ومنكوبة وزاد بؤسها لاشك بعد عدوان الجمهورية العربية اليمنية على الجنوب وعاصمته عدن صيف 94م ... وقال البعض اْن الريف عندما قاد المدينة بعد الاْستقلال نشر ثقافته المتخلفة وطمس بها الثقافة المدنية لمدينة عدن المدنية وكان يفترض اْن تقود المدينة الريف لتطوره وهو كلام سليم الى حد كبير لكن القصة التالية تقدم السبب الحقيقي لشطحات البعض في المدينة الراقية بالحياة المدنية عدن العربية الجنوبية ... وانا ابحث وجدت مخطوطا قديما وفيه ما عساه يفيد اْخوتنا وقادتنا في مختلف مكونات الحراك الجنوبي وهي تصارع ومعها شعب الجنوب كله من اْجل الاْستقلال الثاني كما لعلها تفيد القيادات الجنوبية ذات المشاريع المتشابهة مع هل الاستقلال ييسبق الانسحاب اْم الاْنسحاب يسبق الاستقلال علما اْن الجنوب في ذلك الزمن كانت فيه دول متعددة ولم يتوحد بعد بينما واقع الحال اليوم اْفضل بكثير مماكانت عليه الاْحوال في عام 1965م لن اْطيل اْنقل حرفيا من المخطوط مايلي :
في سياسة الرابطة اْن تبقى جسور الاْتصال مع المستعمر بالرغم من العداء المستحكم بين الرابطة والاْنجليز لاْن الرابطة يعتبر نفسه صاحب قضية ولابد اْن تطرح هذه القضية مع اْي كانت بشرط اْن تكون ندا لاتابعا ..وكانت الرابطة تعمل على كسب السلاطين الى جانبها حتى لايندفعوا جهة الاْنجليز ...وهذا يساعد الرابطة للتغلل فيهم ومساعدتهم على التنازل عن نقل سلطات الحكم لصالح الحركة الوطنية .. وفي عام 1965م دعي الى مؤتمر في لندن بواسطة رئيس رؤساء عدن اْنذاك (عبد القوي مكاوي) وكان المدعوون في هذا المؤتمر الرابطة وحزب الشعب الاْشتراكي والسلاطين (سلاطين الاْتحاد ) وسلطنات حضرموت وحضرت كل الاْطراف المدعوة الى لندن ماعدا الجبهة القومية التي رفضت الحضور لهذا المؤتمر وكان يمثل وفد الرابطة الاْستاذ شيخان عبدالله الحبشي وممثل حزب الشعب الاستاذ عبدالله الاْصنج ويمثل حكومة عدن عبد القوي مكاوي ويمثل دولة الاتحاد السلاطين وكانت سياسة الرابطة التي دخلت بها المؤتمر اْذا كانت بريطانيا تريد اْعطاء الجنوب العربي اْستقلاله من غير سفك دماء وقتال فهذا خيرا للجنوب العربي توفيرا للوقت واْختصارا للزمن فعرضت بريطانيا على المؤتمر الاْستقلال في ظرف ستة شهور من بعد الاْتفاق بين المؤتمرين على الكيفية التي يريدون بها الاْستقلال .... واْتفق المؤتمرون على كافة النقاط ماعدا نقطة واحدة وهي هل يكون اْستلام السلطة من بريطانيا قبل الاْنسحاب البريطاني من الجنوب العربي اْو تنسحب بريطانيا اْولا ثم يستلم الوطنيون السلطة فرشح المجتمعون الاستاذ شيخان الحبشي اْن حلا لهذه النقطة فقال الاْستاذ شيخان اْنه من راْيه اْن يؤخذ الاْستقلال ثم ينسحب الاْنجليز وذلك للاْسباب الاْتية :-
1 - لكون الجنوب العربي لم يحظ بدولة واحدة 2- ليس له جهاز اْداري تخضع له سائر المناطق 3- ليس له جيش موحد بل كان لكل سلطنة قوة خاصة والاْنجليز يسيطرون على جيش الاْتحاد وعلى جيش البادية الحضرمي فاْذا تم هذه المناطق ضمن حكومة واحدة فعلى بريطانيا اْن تسلم هذه الحكومة الاْستقلال ثم يتم الاْنسحاب وتقرر بعد الاتفاق على هذه النقاط اْن تطبع هذه المسودة ..وفي الصباح دعا وزير المستعمرات البريطاني ( قرين ود) كل فئة من الفئات المشتركة في المؤتمر على حدة فاْخذت الموافقة منهم على هذه النقاط وعند انعقاد جلسة المؤتمر الاْخيرة للتوقيع على الصيغة النهائية اْثيرت قضية الاْستقلال مرة اْخرى الاْستقلال اْولا اْم الاْنسحاب اْولا ؟ والذي اْثارها عبدالله الاْصنج بعد موافقته عليها وكان موقف الرابطة باْن تشكل حكومة اْولا وتستلم السلطة ثم يتم الاْنسحاب ..وكان موقف عبدالله الاْصنج باْن تنسحب بريطانيا اْولا ثم يستلم الاْستقلال...وبهذا فشل المؤتمر وكانت اْصابع خارج المؤتمر هي التي توجه بعض العناصر من المجتمعين وترسم لهم سياسة تفشيل هذا المؤتمر وتفلتت الاْمور بعد ذلك ... وعلى اْثر فشل مؤتمر لندن وصل الى القاهرة اْحمد عبدالله الفضلي وعبد الله الاْصنج وعبد القوي مكاوي وجعبل بن حسين العوذلي واْعلن المكاوي والفضلي اْستقالتهما من حكومة عدن وظهرا كعنصرين جديدين في الحركة الوطنية المنطلقة من القاهرة ورسمت بريطانيا خطتها لتسليم المنطقة لقوى تكن العداء لمصر وتم الاْمر في في الكتمان حتى موعده المعروف(...........)...11/3/2012م