صحيفة صوت الشعب / 30 / 07 / 2010
بطاقة تعريفية
العميد عيدروس أحمد صالح حقيس من مواليد 21/مارس/1956م في م/أبين لودر منطقة شوحط، أكمل دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية بالمديرية والمحافظة، التحق في أواخر العام 72م بالسلك العسكري في جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وخدم في عدة وحدات منها الكلية العسكرية وجهاز الاستخبارات والعمليات الحربية واللواء 25 ميكانيك، تخرج من الكلية العسكرية في العام 81م، انتقل إلى وزارة أمن الدولة في (ج.ي.د.ش) مع بداية العام 85م، يعد عضواً في التنظيم السياسي للجبهة القومية، ومن ثم قيادياً في الحزب الاشتراكي اليمني منذُ تأسيسه، تدرج بالمناصب الحزبية والعسكرية فقد كان سكرتير منظمة قاعدية وعضواً للجنة حزبية في اللواء 25 ميكا، كان من ضمن من نزحوا إلى (ج.ع.ي) بعد أحداث يناير 86م، تتوالى دراما الأحداث منذُ ما بعد 22 مايو 90م، كان من أوائل المدافعين عن الجنوب الحبيب إبان حرب الاحتلال 94م، وبعد أن سقط الجنوب بيد المحتلين الغزاة ظل المناضل رافضاً لسياسة سلطة 7 يوليو المحتلة، ففي العام 2002م تم تسريحه قسراً من السلك السياسي الأمني في جهاز الاستخبارات، شأنه شأن الآلاف من أبناء الجنوب الذين تمت تصفيتهم بهذه الطريقة.
أسهم المناضل حقيس إلى جانب مجموعة من رفاق دربه في التحضير لملتقيات التصالح والتسامح التي تعد الشرارة الأولى للثورة السلمية المباركة ومن ثم جمعيات المتقاعدين العسكريين والمدنيين.
لعب دوراً كبيراً في الحراك الجنوبي في المنطقة الوسطى ومحافظة أبين واختير رئيساً لهيئة حركة النضال السلمي (نجاح) وحالياً رئيس مجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب بالمحافظة.
اعتقلته قوات الاحتلال وظل قابعاً في سجونها من الفترة 19/5/2009م حتى مطلع العام 2010م
صحيفة صوت الشعب أوفدت مراسلها إلى م/ أبين الذي أجرى هذا الحوار الصريح والبناء.. فإلى نص الحوار..
ـ بصفتك رئيساً لمجلس الحراك السلمي م/أبين إلى أين وصلتم في تشكيل المجلس على مستوى المحافظة؟ وهل لدى المجلس برنامج سياسي؟
ـ أولاً أشكر صحيفة صوت الشعب على مجهودها الذي تبذله من أجل خدمة قضية الجنوب وأحيي هيئة تحريرها الأبطال الذين يخاطرون بأرواحهم من أجل إيصال الحقيقة لأبناء الجنوب، ونقول بأنه لا خوف على قضيتنا وثورتنا طالما ونحن معنا كوادر أمثال صحيفة صوت الشعب. وبالنسبة لسؤالك فقد تم استكمال تشكيل المجلس في المحافظة في العام 2009م انطلاقاً من روح اتفاق 9مايو 2009م في أبين والذي تم بموجبه دمج مكونات الحراك السلمي الأربعة والمعروفة تحت مسمى جديد أسمي مجلس قيادة الثورة السلمية في الجنوب (مجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب حالياً) حيث أجمعت إرادة الحراكيين في م/أبين على تشكيل المجلس من المكونات الأربعة وأجمع الجميع على اختياري رئيساً للمجلس وأنا كنت حينها قابعاً في سجون سلطة الاحتلال في صنعاء، ولدى المجلس مشروع سياسي وهو مشروع المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب.
ـ يعتبر مجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب حالياً الحاضن لمعظم مكونات الحراك الجنوبي، إلا أن ما نلاحظه أن بعض المكونات ما زالت خارج إطار المجلس كيف تنظرون إلى ذلك؟
ـ تاريخ 9 مايو 2009م كان الانطلاقة والخطوة الصحيحة في الطريق الصحيح تم بموجبه الاتفاق على توحيد المكونات الحراكية الجنوبية في إطار واحد يسمى اليوم مجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب وهو بالفعل القاعدة والحاضن الرئيس للحراك السلمي بشكل عام، أما الذين لا يزالون خارج المجلس فهم ليسوا مكونات ولكنهم أشخاص كانت ضمن مكونات من جانبي أناشدهم بسرعة اللحاق بالركب للتوحد وأنا على يقين بأن المجلس الأعلى سوف يعمل على استيعابهم وفقاً لإمكاناتهم وقدراتهم وأدوارهم النضالية وفي مديرياتهم أو محافظاتهم أسوةً بمن سبقهم من زملائهم، وفي تقديري أن مثل ذلك العمل يمثل قمة التقدير للمسئولية وخدمةً لوحدة الصف الجنوبي ولم لا ونحن جميعاً في هدف واحد وهو التحرير والاستقلال واستعادة الدولة وعلى قاعدة فك الارتباط وتحت احتلال واحد وخيارنا واحد وهو خيار النضال السلمي، فلا وجود لمبرر لوجود التأخير إلا إذا كانت الأسباب شخصية لدى بعض الأخوة في تقديري.
ـ هل لهؤلاء الأشخاص موقف من مجلس الحراك السلمي؟
ـ لا أعلم بموقف معين لهؤلاء الأشخاص من مجلس الحراك.
ـ إلى ماذا تعزو تأخر إن لم نقل رفض هذه العناصر لفكرة التوحد والانضمام إلى المجلس؟ وهل أجرى المجلس حوارات معهم؟
ـ الأسباب شخصية ليس إلا لأولئك الأشخاص ونحن لسنا في قطيعة معهم، أما الحوارات كما ينبغي أنها لن تتم إلا مع مكونات وليس مع أشخاص، مع ذلك فإن باب مجلس الحراك السلمي مفتوح لكل أبناء الجنوب وهو ليس حكراً لشخص أو لفئة.
ـ برأيكم ما هو الأنسب تعدد الهيئات أم توحديها؟
ـ في تقديري لا يخدم وحدة الصف والجنوب إلا وحدة الحاضن السياسي.
ـ أين يقف الاحتلال من هذه التباينات والاختلافات؟ وهل نجحت السلطة في اختراق الحراك؟
ـ حراكنا حراك شعبي سلمي جماهيري ومن السهولة اختراق سلطة الاحتلال لنا وأجزم أننا مخترقون، فكيف لا ونحن مخترقون منذُ ما قبل الاستقلال الأول في 30 نوفمبر67م.
ـ ماذا تقصد بأنكم مخترقون منذُ ما قبل الاستقلال الأول؟
ـ قصدي واضح وللتوضيح أكثر فقد مررنا نحن الجنوبيين بمراحل كثيرة من الصراعات والتي أدت إلى تضحيات هنا وهناك ولا يزال البعض من أصحابها متأثرون بذلك وهم يرون أن الوضع الحالي أفضل لهم من الماضي، ولذلك هم يعملون على خدمة سلطات الاحتلال وكذلك الحال ينطبق على من هم من أصول شمالية يقطنون الجنوب منذُ ما قبل الاستقلال الأول وبعده والقصة حولهم يطول شرحها بالرغم من معرفة الجميع بها لكونهم يمثلون ازدواجية الانتماء وأحادية الولاء.
ـ ما الذي يبذله المجلس لإقناع الباقين للانضمام إلى المجلس وفكرة وحدة الصف على اعتبار المجلس يمثل الأغلبية؟
ـ المجلس بذل الكير على هذا الصعيد منذُ 9 مايو2009م وحتى اليوم وما نتائج الاجتماع الموسع للمجلس الأعلى وفروعه في المحافظات المنعقدة في 30 يونيو2010م إلا خير دليل على جهود المجلس بهذا الشأن وصوب التحضير الجيد لانعقاد المؤتمر الوطني العام لمجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب كاستحقاق وطني جنوبي لابد من تحقيقه.
ـ ما هو موقفكم من الخطوة الاتفاقية بين المشترك والمؤتمر؟
ـ موقفنا واضح وصريح وما تم الاتفاق عليه لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد كونه اتفاق بين سلطة
ومعارضة وفي إطار مؤسسات سلطة الاحتلال ومن جانبنا لا نؤمن إلا بالتفاوض وليس الحوار على أساس دولتين جنوب وشمال وعلى قاعدة فك الارتباط عن (ج.ع.ي) وبإشراف دولي بموجب
قراري مجلس الأمن في هذا الشأن على أن يتم قبل ذلك الاعتراف بالقضية الجنوبية والتفاوض مع قيادة الجنوب الشرعية بزعامة الأخ الرئيس علي سالم البيض ودون ذلك لا يعنينا في شيء.
ـ لماذا يصف الكثير من الحراكيون اتفاق بين الاحتلال والمعارضة بالمتآمر على قضية الجنوب؟
ـ نحن الجنوبيون لم نكن أبداً منذُ قيام دولتنا الفتية في العام 1967م إلا ضحية لذلك التآمر الذي لا تزال تطاردنا الفتنة حتى اليوم بسبب ديماغوجية الثقافة المكتسبة على مدى ثلاثة عقود مضت من واحدية الوطن وواحدية الثورة التي لم تكن أبداً صحيحة ونحن اليوم ندفع ثماً غالياً.
ـ ما الذي تقوله لأبناء أبين خاصة والجنوب عامة من تداعيات هذا الاتفاق؟
ـ أقول لهم لا تعولوا على هذا الاتفاق فهو لا يعنيكم أبداً واحترسوا احترسوا فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، ولا خلاص لنا إلا بفك الارتباط عن المحتلين وتأتي الخطوة الأولى لتحقيق هدف فك الارتباط بالرفض القاطع والمطلق للانتخابات القادمة في محافظات الجنوب.
ـ أمام سياسة القمع والعنف المفرط ولغة القوة تجاه الحراك السلمي هل لدى المجلس آليات جديدة كبديل في تفعيل النضال؟
ـ لم يكن اختيارنا لمبدأ النضال السلمي إلا بإجماع وطني جنوبي ولا زلنا نتمسك به كخيار ناجع وصحيح وما تقدم من تضحيات في الوقت الحاضر لا تأسف عليها فهي بمثابة الثمن الذي يجب أن ندفعه مقابل استرجاع وطننا ودولتنا وسيادتنا على أرضنا وعندما يتطلب الأمر تغيير قواعد اللعبة مع سلطة الاحتلال فلن يكون ذلك إلا بإجماع وطني كما تم الاتفاق من قبل على مبدأ النضال السلمي الحضاري ولكل حادث حديث.
ـ هل أنتم على تواصل مع الشيخ طارق الفضلي بعد اتفاق الهدنة؟
ـ نعم هناك تواصل مستمر مباشر وغير مباشر مع الشيخ المناضل طارق الفضلي.
ـ كيف تنظرون لهذه الهدنة؟ وهل أثرت على نشاط وحماس الحراكيون في المحافظة؟
ـ الهدنة في أحيانٍ كثيرة تعقد بين دول وجيوش متحاربة بعد حرب ضروس ولعل هدنة الشيخ طارق كانت بمثابة خطوة تكتيكية من قبل الشيخ طارق لتفادي شر كان يضمر له من قبل سلطة الاحتلال، أما الحراكيون والحراك في المحافظة فعلى خير ما يرام وفي نشاط وحماس مستمر.
ـ ماذا عن المؤتمر الوطني الجنوبي؟
ـ المؤتمر الوطني لملجس الحراك السلمي لتحرير الجنوب ضرورة وطنية ملحة ومحطة هامة لابد من الوصول إليها وهو بمثابة صمام أمان لمسيرة النضال السلمي الجنوبي صوب تحقيق هدفه المنشود باستعادة دولته (ج.ي.د.ش) وعلى كامل ترابه الوطني.والمؤتمر من الناحية السياسية والتنظيمية يمثل مشروعية وطنية تكمن في برنامج سياسي واضح وقيادة وطنية شرعية منبثقة عنه.
ـ ما هي أسباب تأخر انعقاد هذا المؤتمر؟ أهي خارجية أم داخلية؟
ـ مررنا في الحراك بمراحل كثيرة تعرفونها ونحن اليوم في مرحلة تهيئات ومنها الأسباب الموضوعية والذاتية لعقد المؤتمر وسيعقد المؤتمر قريباً بإذن الله تعالى.
ـ ماذا عن دعوات الفيدرالية التي تنادي بها بعض الأحزاب والجهات في سلطة الاحتلال؟
ـ موقف الحراك هو بالتفاوض على أساس دولتين جنوب وشمال وعلى قاعدة فك الارتباط مع الجمهورية العربية اليمنية وما دون ذلك لا يعنينا في شيء، أما عن الدعوات الأخرى كالفيدرالية وأنصاف الحلول من قبل بعض الأحزاب والجهات في سلطة الاحتلال فهو مردود على أصحابها كونها غير مقبولة من قبل الجنوبيين أصحاب الشأن فهي لا تلبي طموحاتهم ولا تحل لهم مشكلة.
ـ كيف تترجم مهام ما يسمى بلجنة الحوار الوطني؟
ـ ليس لديّ أدنى شك أن مهام ما يسمى بلجنة الحوار الوطني تصب في مصلحة سلطة الاحتلال كون مهامها تأتي ترجمةً لأجندة أحزاب اللقاء المشترك التي تعمل تحت مظلة مؤسسات السلطة ومشروعه الوحدة المغدورة التي بموجبها يستمر احتلال (ج.ع.ي) ل(ج.ي.د.ش) منذ 7/7/94م.
ـ بعض المديريات تشهد عمليات تقطع واختطافات لكل ما هو حكومي أو يتبع الشمال ما موقف الحراك من ذلك؟ ولماذا برأيك انتشرت في الفترة الأخيرة؟
ـ أعمال التقطع والاختطافات مستنكرة ومدانة في كل وقت وحين وموقف الحراك منها واضح وصريح ومنعكسة دائماً في بيانات الفعاليات التي يقيمها الحراك في م/ أبين وغيرها ومثل هذا السلوك لم تعرفه الجنوب على مر التاريخ من قبل وفي تقديري أن انتشار مثل هذه الأعمال المشينة من صنع السلطة وأجهزتها الاستخباراتية والأمنية بهدف خلط الأوراق والإضرار بالجنوبيين وحراكهم السلمي المبارك.
ـ هل لديك كلمة أخيرة تريد أن تقولها عبر صوت الشعب؟
ـ أولاً وأخيراً أشكركم وأشكر صحيفة صوت الشعب على إتاحة هذه الفرصة لي وكلمتي لأخواني في قيادة وقواعد وانصار الحراك السلمي الجنوبي أنني أدعوهم إلى وحدة الصف ورص الصفوف لأن قوتنا تكمن في وحدتنا والجميع يعلم بذلك، فلماذا نختلف بخلافات لا تخدم إلا عدونا المغتصب لأرضنا ووطننا.
اللهم بلغت..اللهم فاشهد.
وأدعو كذلك آبائي وأخواني القيادة التاريخية في الشتات وأقول لهم ألم تفهموا وتعوا بعد!! وأناشدهم بحق أهل الجنوب عليهم أن يوحدوا صفوفهم وأن يلتفتوا إلى خدمة قضية شعبهم من موقعهم الذي هم فيه، فهم خير سنداء وقادة ونعوّل عليهم الكثير وربنا يوفقهم.
وأخيراً أدعو الله سبحانه وتعالى أن يعجل لنا ولشعبنا الأبي الصامد من الخلاص من هذا الاحتلال البغيض واستعادة دولتنا الجنوبية دولة كل الجنوبيين عن اختلاف ألوانهم ومشاربهم السياسية والاجتماعية إنه نعم المولى ونعم النصير.