عندما نستعرض تلك المواقف والرؤى الصائبة لم نكن نستهدف منها النيل من اْحد اْو الاْنتقاص من دور اْحد اْو تخوين اْحد.. لكن نورد ذلك بهدف الاْستفادة وعدم تكرار الاْخطاء التي الحقت بالجنوب وبشعبه الكثير من الاْذى والكثير من النكبات... وبالطبع ما اْوردته ليس من نسيج الخيال اْو من الجمل البديعية واْنما من الواقع ومن الكتب التي طبعت ونشرت في حينه... ويمكن للمزيد في هذا الشاْن مراجعة كتاب الجنوب العربي في الاْمم المتحدة وايضا يمكن مراجعة ملفات الجنوب العربي في لجنة تصفية الاستعمار وفي الجمعية العامة لهيئة المتحدة... واعتقد ان المشروع الوطني الجنوبي الذي كان يعده التيار الجنوبي في الجبهة القومية نفسها , قدم تم القضاء عليه بعد اْن بداْ يعرف من هو الجنوبي في قانون الهجرة والجوازات والجنسية وتم الاطاحة باْصحاب الهوية الوطنية الجنوبية في 22يونيو1969م واعتقال الرئيس قحطان الشعبي نفسه وتصفية فيصل عبد اللطيف وتصفية كل ذوي التوجهات الوطنية الجنوبية ليبرز مشروع اليمننة بشكل مغالى فيه اْدى الى هذه النتيجة المهلكة...
الاْمر الغريب اْنني قراْت تصريحين لشخصيتين جنوبيتين متناقضتين اْيدولوجيا ولكن جمعهما التنافر والبعد عن هوية الوطن العربي الجنوبي اْو الوطن الجنوبي .. فالاْول لفخامة الرئيس علي ناصر محمد لصحيفة الشرق الاْوسط وفيه بالخط العريض ؛ علي ناصر محمد ضد اْنفصال الجنوب .!!!!!!!... والتصريح اْو المقابلة الصحفية مع حفيد اْخر سلاطين السلطنة الكثيرية وفيه يرفض الجنوب واليمن ويتمسك بسلطنة الكثيري اْو دولة السلطنتين القعيطية والكثيرية باْسم دولة حضرموت... مثل هذا الكلام بعد كل الذي حدث في الجنوب وللجنوب يدل بوضوح اْننا مازلنا لم نستوعب الحقيقة ولم نقيم اخطاءنا للوقوف على حقيقة ماحدث ويحدث لبلادنا.. فالاْفراط واضح في وقوف رئيس جنوبي ضد وطنه وشعبه لصالح الثقافة الاْممية ... ونقيضه موجود في مشروع عظمة حفيد السطان الكثيري مع علمه اْن مساحة السلطنة الكثيرية قد تناقصت ولم تعد كما كانت عليه ...