ولأهمية الرسالة تعيد "عدن الغد" نشرها كاملة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة ملوك وسلاطين وأمراء وشيوخ دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي
السيد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي المحترمون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أصالة عن نفسي ونيابة عن شعب جمهورية اليمن الديمقراطية أتقدم اليكم بخالص التحايا متمنيا لكم النجاح في أعمال الدورة الـ 33 لمجلسكم الأعلى الموقر لدول مجلس التعاون الخليجي والذي ينعقد في ظروف غاية في الأهمية في محيطنا الإقليمي، ومن هنا نجدها مناسبة لنعبر لكم عن عظيم الأمتنان لاهتمامكم بالقضايا العربية والإقليمية ومنها قضية شعب (الجنوب العربي) والتي كان آخرها ما حظيت به مجموعة من الشخصيات الوطنية الجنوبية في لقاءها بالسيد عبداللطيف الزياني الأمين العام للمجلس في الرياض بتاريخ 17 ديسمبر الجاري والذي نعتبرها بادرة طيبة ونتمنى من أجتماعاتكم هذه أن تعطي قضية شعب الجنوب المحتل مزيدا من الاهتمام ضمانا للأستقرار الإقليمي الذي يهمنا جميعا .
أصحاب الجلالة والسمو، السيد الأمين العام:
حرصاً منا على مواصلة الجهود المبذولة من قبلنا المعبرة عن إرادة شعب الجنوب لتمكينه من إستعادة دولته المسلوبة جراء حرب 1994، فقد تقدمنا بجملة من المقترحات البناءة وأوراق العمل التي سبق وأن بعثناها الى العديد من اللاعبين الدوليين الرئيسيين وأهمها ما بعثناه من خطابات ومناشدات لقيادة مجلس التعاون لدول الخليج العربي وكذلك الى رئيس مجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة، وإجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذي عقد في بروكسل في 15 مايو 2012، والى رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وكذلك الى وزير الخارجية البريطاني.
واليوم يشرفني أن أنقل إليكم من جديد تطلعات شعب الجنوب الى الجهود التي تبذلونها لإستئناف النظر في جذور الازمة القائمة بين الشمال والجنوب وفقا لقراري مجلس الأمن 924 و 931 - والتي كان لدول مجلس التعاون الدور الإيجابي في تحريك ملف قضية الجنوب حينها في مجلس الأمن - وفي ضوء قواعد القانون الدولي وقرارات الجمعية العامة ذات الصلة، بموجب المادة الأولى من العهدين الدوليين اللتين نصتا على ما نصه"تملك جميع الشعوب حق تقرير مصيرها، وتملك بمقتضى هذا الحق حرية تقرير مركزها السياسي، وحرية تأمين نمائها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي"، وبهذا الصدد يسرني أن ألفت انتباهكم إلى الحقائق التالية:
تشكل جمهورية اليمن الديمقراطية المعروفة تاريخيا بالجنوب العربي العمق الإستراتيجي لشبه الجزيرة العربية باعتباره جزء لا يتجزأ من شبه الجزيرة العربية ومرتبط عضوياً وكيانياً بحيزها الجغرافي الذي تتشابك فيه الروابط العائلية وحسن الجوار والعادات والتقاليد والدين واللغة والتاريخ والآمال والتطلعات والهموم، الأمر الذي يتطلب تعاوناً على مختلف الأصعدة مع دول مجلس التعاون الخليجي، كما أن طول الحدود البحرية ومخاطر الإرهاب و القرصنة وتهريب الأسلحة والمخدرات وتدفق اللاجئين بسبب الصراع في القرن الإفريقي المطلة على الجانب الأخر من البحر الأحمر وخليج عدن وخاصة الصومال يمتد أثره إلى دول الخليج.
وبالرغم من تجاهل دول مجلس التعاون الخليجي للأزمة القائمة بين الشمال والجنوب، فقد شكل هذا العمق الإستراتيجي من مجرى الأحداث بين الشمال والجنوب شأنا خليجياً منذ حرب صيف عام 1994 عندما حددت دول مجلس التعاون الخليجي موقفها الإيجابي في بيانها الصادر عن الدورة الواحدة والخمسين لوزراء الخارجية المنعقد في 4 – 5 يونيو 1994م في مدينة أبها في المملكة العربية السعودية الذي أكد على عدم جواز فرض الوحدة بالقوة، حيث جاء في البيان ما نصه "وانطلاقا من حقيقة ان الوحدة مطلب لأبناء الامة العربية، فقد رحب المجلس بالوحدة اليمنية عند قيامها بتراضي الدولتين المستقلتين،الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، في مايو 1990م، وبالتالي فان بقاءها لا يمكن ان يستمر إلا بتراضي الطرفين وأمام الواقع المتمثل بان احد الطرفين قد أعلن عودته الى وضعه السابق وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية فانه لا يمكن للطرفين التعامل في هذا الاطار الا بالطرق والوسائل السلمية".
أصحاب الجلالة والسمو ملوك وسلاطين ومشايخ وأمراء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي ، معالي السيد الأمين العام للمجلس :
بناء على ما سبق، و بما أننا أمام قضية هامة لا تقبل أنصاف الحلول، فإن مجلس التعاون الخليجي أصبح مدعواً أكثر من أي وقت مضى للشروع في تحديد نقطة الإنطلاق للخروج بحلول ناجعة للأزمة القائمة بين الشمال والجنوب تعزز من الأمن و السلم والاستقرار في المنطقة. وبهذا الصدد يسرني أن أتقدم اليكم بالمطالب التالية:
أولا :
1- أن تنظروا بعين المسئولية تجاه معاناة شعب الجنوب وتأخذوا بالاعتبار الإرادة الشعبية المعبر عنها يوميا في ساحات النضال السلمي هذه الإرادة الجمعية المطالبة باستعادة دولة الجنوب حيث أن شعب الجنوب الحر الذي تظاهر في 21/ مايو/1994م مؤيدا لإعلان فك الارتباط هو الشعب نفسه وبحماس مضاعف يؤيد الإعلان كما عبر عن ذلك في عدة مناسبات لعل أهمها موقفه الجمعى من الانتخابات الرئاسية المبكرة في 21/ فبراير/ 2012 التي مثلت إستفتاء شعبي من أجل استعادة دولة الجنوب المستقلة برفض قبول انتخابات التسوية وما تلاها منذ فبراير الماضي وكان آخرها مليونية 30 نوفمبر بمناسبة ذكرى استقلال الجنوب من الاحتلال البريطاني.
2- بما أن (المبادرة الخليجية) التي وضعتها دولكم والتي حدت من العنف والصراع على السلطة في الجمهورية العربية اليمنية فأننا نطالبكم بحق الإخاء العربي وبحق الدين والجوار سرعة تدخلكم بإيجاد مبادرة خليجية تخص حل قضية شعب الجنوب بما يناسب تطلعات هذا الشعب الذي يناضل سلميا منذ 2007م مطالبا بحقه في نيل حريته واستقلاله وسيادته على أرضه.
3- التدخل الفوري من قبل مجلسكم لوقف الانتهاكات والجرائم اليومية التي تقوم بها قوات نظام صنعاء من قتل المواطنين الآمنين وترويع السكان وكما نطالبكم بالتدخل الفوري لإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الجنوبيين ورفع الحظر والتعتيم الإعلامي المفروض من قبل وسائل الإعلام العربية والإقليمية وكذا تدخلكم لرفع الحظر المفروض من قبل النظام اليمني على صحيفة الأيام الموقوفة منذ أكثر من عامين ووقف محاكمة ناشريها وعمالها ومنتسبيها.
وفي الختام نعبر لكم عن أملنا الكبير في نجاح اجتماعاتكم وبأن تحظى قضية شعب الجنوب بمزيداً من اهتماماتكم لما لمجلسكم من أهمية كبرى وتأثير مباشر على دول المنطقة عموما .
أخوكم / الرئيس علي سالم البيض
اقرأ المزيد من عدن الغد | البيض يطلب مساعدة مجلس التعاون الخليجي لإستعادة دولة جنوب اليمن
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]