كم أتمنى ان نكون نحناء معشر الجنوبين كل المصريون.........
المصريون اليوم، بالسماع والمشاهدة والمعايشة، هم الاستثناء العربي من الخليج وحتى المحيط.. إنهم أكثر الشعوب العربية حباً لبلادهم، وغيرة عليها، على الرغم من أن الملايين منهم يعيشون تحت خط الفقر، ويعانون الجوع والمرض..
لم يخرج أحد المصريين ليقول لنا إن الناس لن تحب بلادها لأن بلادها لم تقدم لها شيئا يذكر..
لم يخرج لنا أحد المصريين ليربط بين حبه لوطنه ومقدار ما يقدمه له وطنه..
الحب القائم على منفعة، أو مصلحة سيذوب تماما، ويتلاشى عند بلوغ هذه المنفعة، أو انقضاء تلك المصلحة.. ولذلك أصاب بالإحباط عندما أجد الكثير من الشباب اليوم يخلطون الأوراق، ويقلبون المعادلة أثناء حديثهم عن الوطن.. فيربطون حبهم لوطنهم بقيمة ومقدار ما يحصلون عليه من هذا الوطن!
حب الوطن ليس له علاقة بوظيفة لم تأت، أو ترقية متأخرة، أو قطعة أرض، أو مسؤول فاسد أو مرتش أو لص أو غير ذلك.. الوطن أسمى من كل هذه التفاصيل؛ حتى وإن كانت من ضرورات الحياة..
ولذا؛ سأحتفل بيوم 14 اكتوبر يقيناً مني بأنه يوم فاصل في حياتنا..
أما أولئك الذين يفقدون أحاسيسهم هذا اليوم من كل عام، فالتاريخ وحده لو قرؤوه جيداً، سيكون لديه القدرة على إقناعهم بقيمة 14 اكتوبر..
التاريخ وحده هو الذي سيشعرهم بقيمة هذا الوطن العظيم الذي نسير على ترابه..
أولئك بالتحديد، التاريخ وحده هو الذي سيجعلهم أكثر إحساسا بالطمأنينة، وبدفء وقيمة هذا الترابط بين جهاتنا كافة.
* كيف كنا وكيف أصبحنا بعد20عاماً من التوحيد؟ من بطن هذا السؤال تستخلص الإجابة وتتولد القناعات..
تحــــيـــــــاتي ,,,