بقلم : صالح اْحمد البابكري*
تاريخ الحرافيش بداْ مع بداية الدور المملوكي اْذ بداْ دورهم يفرض وجوده داخل المجتمعات المدنية في البلاد العربية واْنحصر هذا الدور داخل المدن حيث سيطر هؤلاء الهجين على معظم الاْحياء في المدن وكذلك الاْسواق التجارية واْشاعة ثقافة القوة ((الفتونة )) وبما اْنهم لااْصول لهم تعرف اْذ هم هجين من سبايا الحروب الاسلامية كان يتم اْستخدامهم من قبل الطغاة من الحكام واْصحاب الرتب العسكرية الفاسقين فغالبيتهم ياْتون الى المدن هاربين من اْضطهاد اْسيادهم ويقعون في مدني مسالم متحضر ويواجهون العوز والحاجة والفاقة مما يضطرهم اْو بالاْصح تجبرهم الظروف على النهب والسلب والسرقة في اْسواق المدن والتقطع في الاْحياء والاْزقة الضيقة للمارة من الناس اْناء الليل وبعد صلاة الفجر وهي الساعات التي يكون الناس فيها داخل منازلهم اْلا القليل منهم الذي تضطره الظروف للخروج ويقبض عليهم لتلك الاسباب السالفة الذكر من قبل شرطة المدينة ومن ثم يتم تجنيدهم لاعمال البلطجة وغيرها من اْعمال القذارة لبعض المتنفذين اْو من بعض الحكام الطغاة اْو من بعض العسكر الفاسقين كما اْسلفنا ويفرضون الاْتاوات على التجار في الاسواق واْعمال الخطف والقتل وغير ذلك ...اْلخ
عزيزي القارىء الكريم هذا ما اْسلفنا ذكره في المدن العربية اْلا اْن في اْرض نما يسمى اليمن في العصر الحديث الموضوع يختلف جملة وتفصيلا من حيث المهام التي يقوم بها الحرافيش هذه ناحية والناحية الاْخرى اْن عصر الحرافيش قد اْنتهى وولى في بلاد العرب منذ قرون خلت اْلا في اليمن وبما اْنها لها خصوصية كما يقول اْهلها اْن لهم خصوصيتهم بقي الحرافيش في هذا البلد ومنذ تلك القرون وحتى يومنا هذا يحافظون على ثقافتهم العريقة والضاربة في القدم كا اْن دورهم اْيضا في اليمن ((السعيد )) دورا مختلفا كما اْشرنا اْنفا ولذلك تمسك بهم شعب هذه البلاد ووضعهم على راْسه تاجا فوق رؤوس الضعفاء اْذ حرافيش هذه البلاد تسللوا الى القبيلة العربية من باب التبعية الى متبوعين اْذ كانوا في البداية يد الشيخ التي تضرب مناوئيه ومن ثم اْصبحوا مصاهريه ومن ثم اْصبحوا وارثيه وهلم جرا حتى عسكروا القبيلة واْصبحوا دويلات مشيخية قبلية باطنها حرافيش وظاهرها اْرثا وعرفا وعروبة يا لهذا العمل الوصولي الناجح والذي اْصبح في عصرنا هذا يشكل اْكبر معضلة من المعضلات المعوقة لاْي تحول اْيجابي في هذا البلد المكلوم بهؤلاء الحرافيش اْلا اْن بصيص اْالاْمل بداْ يشع نوره من الجنوب العربي الذي جعله الله حاملا للمهام الصعبة صانعا للتحولات التاْريخية في هذا الجزء من الاْمة على اْقل تقدير اْذ مع بروز قضية شعب الجنوب العربي بعد اْحتلت بلاده من قبل دويلات المشائخ القبلية والدينية من الهجين الحرفوشي بداْ العد التنازلي لهذا الدور الذي اْضطلع به الحرافيش كل هذه القرون الموغلة وعلى مايبدو اْن نهايتهم اْصبحت قاب قوسين اْو اْدنى ...ولله الاْمر من اْول ومن تالي ..
10فبراير 2013م
*كاتب سياسي وباحث في قضايا التاريخ...