الأربعاء / 4 أغسطس آب 2010
مودية (عنا) - شهدت مديرية مودية بمحافظة أبين جنوب اليمن صباح اليوم الأربعاء مسيرة هي الأول من نوعها حضرها المئات من الأطفال من مختلف قرى المديرية حيث ردد الأطفال الشعارات المنددة بقتل الأطفال وبعسكرة الحياة المدنية.
واعتبرت مصادر في الحراك الجنوبي بمودية أن "خروج أطفال مودية هو تعبير عن رفض نظام الاحتلال من كافة شرائح المجتمع".
وطافت التظاهرة التي رفعت فيها أعلام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (اليمن الجنوبي) الشارع الرئيس في المدينة, ردد فيها الأطفال شعارات الحراك الجنوبي المطالب بالاستقلال و "طرد الاستعمار".
وعقب المسيرة ألقيت "كلمة أشبال مودية" من الطفل "عبدالله خالد الفياضي" قال فيها:
"يا أشبال الجنوب الأبطال أحييكم وأنتم تخرجون لتعبروا عن قضيتكم وتواصلوا نضالكم السلمي لتحرير أرضكم أرض الجنوب المحتل.
لقد خرجنا اليوم لنرسل رسالة إلى العالم أن قضيتنا عادلة قضية أرض وهوية وإنسان لقد حاول نظام الاحتلال المتخلف الهمجي طوال الماضي تجهيل أطفال الجنوب ليجعلهم جيلاً متخلفاً عاجزاً ليطمس هويته, وهو اليوم ينتهك حقوق أطفال الجنوب ويعتقلهم وهم دون (15) سنة كما يفعل مع أخواننا أطفال المكلا وغيرهم, بل ويقتلهم كما قتل الشهيد البطل (أحمدالقحوم) وغيره من أطفال الجنوب وما يفعله من اعتداء متكرر لإخواننا أطفال الضالع وردفان وغيرهم من مناطق جنوبنا الحبيب, ولكن هذه الأفعال لن تدعنا نتخلى عن قضيتنا".
وأضاف: "من هنا أدعو أبناء الشعب الجنوبي إلى التوحد ورص الصفوف، خلف قيادته ممثلة بالأخ المناضل الرئيس علي سالم البيض".
وقال الفياضي: "بإسمي واسم أخواني أطفال الجنوب أناشد العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الطفل في العالم التدخل من أجل رفع الظلم عنا, وإنقاذنا من هذا الوضع المأساوي المرير, وفي الختام أدعو أخواني أشبال الجنوب إلى مواصلة نضالهم حتى نيل حقهم واستعادة دولة الجنوب الحبيب".
وتخللت الكلمات هتافات من الأطفال وأهازيجاً شعبية تعرف محلياً باسم "الزوامل" طالبوا فيها برحيل المستعمر في إشارة إلى قوات الرئيس اليمني علي عبدالله صالح التي دخلت الجنوب في السابع من يوليو تموز عقب حرب شنها الشمال على الجنوب وانتصر فيها.
وعقب ذلك ألقي البيان الختامي الصادر عن الفعالية, ألقاه الطفل "أحمد عبد الإله الظهر الميسري" تضمن عدداً من البنود أهمها:
أولاً: نحذر كل المتلاعبين على حساب شهداء الجنوب وإننا لن نقبل بأنصاف الحلول.
ثانياً: نحذر قوات الاحتلال من التمادي في الظلم ومن اللعب بالنار وعسكرة الحياة المدنية وإقفال المنابر الحرة.
ثالثا: ندعو كل الشرفاء والهيئات الدولية إلى النزول إلى الميدان لتقصي الحقائق والنظر في قضيتنا.
وكان الجنوب دولة مستقلة حتى العام 1990م حين وقعت وحدة شراكة بين الرئيسين علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض, يقول سكان الجنوب أنها انتهت عقب حرب صيف العام 1990م.
وتشهد مدن الجنوب حركة احتجاجية شعبية منذ العام 2007 على خلفية مطالب سياسية واجتماعية ترفع شعار الاستقلال والتحرير.
وترفض الحكومة اليمنية الاعتراف بالحراك الجنوبي أو التحاور معه حول الوحدة اليمنية التي تعتبرها ضمن ثلاث "ثوابت وطنية" يقول الحراك الجنوبي والمعارضة والمتمردون الشيعة في الشمال أن الحكومة اليمنية نفسها لم تلتزم بها.
واعتبر الناشط السياسي والإعلامي في الحراك الجنوبي بمودية "علي عوض دلة" والمنظم الرئيسي لمهرجان الأطفال اليوم في تصريح لوكالة أنباء عدن (عنا) أن "نجاح مسيرة ومهرجان أشبال الجنوب في مودية والتي تأتي ضمن فعاليات العمل النضالي التحريري السلمي حتى نيل الاستقلال هو رد على ما تقوم به سلطات الاحتلال من مخيمات ومراكز صيفية تسعى من خلالها إلى تضليل أبناء الجنوب وخداعهم وتحييدهم عن قضيتهم".
وأضاف دلة: "لكن شعب الجنوب وخصوصاً شريحة الأطفال قد فهم هذه الأساليب ومن خلال خروج أشبال الجنوب اليوم في مديرية مودية وغداً في كل محافظات الجنوب في هذه الفعاليات والمهرجانات يعلن من خلالها أن هذه الأساليب لن تثني أطفال الجنوب عن مواصلة نضالهم السلمي حتى نيل حقهم في التحرر والاستقلال خلف قيادته ممثلة في المناضل الرئيس علي سالم البيض".
وأكد دلة "إن شعب الجنوب سوف يواصل نضاله ويبتكر كل الأساليب التي سوف تقوده إلى هدفه المنشود في استعادة دولة الجنوب".