نزعاج بعض الزعماء من 'لهجة' الخطيب.. وعود بمليار دولار للقدس.. وقمة مصغرة بالقاهرة للمصالحة الفلسطينية
القمة العربية تؤكد حق الدول بتسليح المعارضة السورية.. والجزائر والعراق يتحفظان
2013-03-26
الدوحة ـ 'القدس العربي' من بسام البدارين: اختتمت القمة العربية الرابعة والعشرون ليل امس الثلاثاء في الدوحة بتأكيد حق الدول الاعضاء بتسليح المعارضة السورية، ومنح مقعد دمشق في الجامعة العربية وجميع المنظمات التابعة لها للائتلاف الوطني السوري المعارض.
وتحفظ على القرار الخاص بسورية الجزائر والعراق، فيما نأى لبنان بنفسه عن القرار.
واكد 'اعلان الدوحة' الذي اختتمت به القمة التي كان يفترض ان تستمر حتى الاربعاء وانما اختصرت في يوم واحد، 'اهمية الجهود الرامية للتوصل الى حل سياسي كأولوية للازمة السورية مع التأكيد على الحق لكل دولة وفق رغبتها تقديم كافة وسائل الدفاع عن النفس بما في ذلك العسكرية لدعم صمود الشعب السوري والجيش الحر'.
ورحب الاعلان والقرار العربي الخاص بسورية الذي اعلن في وقت سابق 'بشغل الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية مقعد الجمهورية العربية السورية في جامعة الدول العربية ومنظماتها ومجالسها الى حين اجراء انتخابات تفضي الى تشكيل حكومة تتولى مسؤوليات السلطة فى سورية'.
كما تبنت القمة مقترحي قطر بعقد قمة مصغرة للمصالحة الفلسطينية في القاهرة وبتأسيس صندوق عربي خاص بالقدس مع رأسمال يبلغ مليار دولار. وسبق ان اعلنت قطر في افتتاح القمة تغطية ربع قيمة هذا الصندوق.
وتقرر ان تعقد القمة المقبلة في الكويت في اذار (مارس) 2014.
وأكدت القمة في بيانها الختامي على اهمية التأكيد على المجتمع الدولي إرساء السلام العادل والشامل، كما أكد البيان الختامي للقمة أنه لا بد من فك الحصار عن غزة وفتح كافة المعابر، ورفضت الاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
وأعلنت دعمها الكامل للشعب السوري بحقه في استعادة الجولان المحتل.
ونددت القمة بالتصعيد العسكري الخطير الذي يمارسه النظام السوري ضد السكان المدنيين، وشجبت استخدام النظام السوري الأسلحة الثقيلة والطيران الحربي الذي يقصف الأحياء وانتهاج سياسة الأرض المحروقة.
ورحبت القمة بالائتلاف السوري المعارض، وأكدت منح المعارضة مقاعد دمشق في الجامعة العربية وجميع منظماتها، واعتبار الائتلاف الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري.
وأكد البيان الختامي أن الحل السياسي يبقى أولاً فيما يخص الأزمة في سورية.
ودعت القمة إلى مساعدة اللاجئين السوريين في الأردن والعراق ولبنان، كما دعت المؤسسات الإقليمية لمساعدة الشعب السوري في كفاحه.
كما قررت القمة العربية المنعقدة في الدوحة أن لكل دولة عربية الحق في تسليح المعارضة السورية.
قمة المقعد... هذا ما استخلصه الإعلاميون والسياسيون بعد يوم طويل نسبيا اختصرت فيه المسافات بالنسبة للقمة العربية بمجرد ظهور المعارض السوري معاذ الخطيب جالسا بعد تصفيق حار أمام علم الثورة بصفته ممثلا لسورية بدلا من الرئيس بشار الأسد.
ظهرت على ملامح بعض الزعماء العرب علامات 'الامتعاض' أوعدم الرضا ليس فقط من دخول الخطيب كلاعب جديد لمؤسسة القمة ولكن أيضا من أسلوبه الخطابي وتحذيراته لهم بضرورة مراعاة تقوى ألله بشعوبهم والإفراج عن جميع المعتقلين.
ملاحظات الخطيب أزعجت بعض الزعماء العرب بعد مفاوضات ماراثونية قفزت به إلى قمة الدوحة.
لكن الغالبية العظمى إحتفظت بمشاعر الانزعاج بعدما سادت بالأجواء القناعة بضرورة التعاطي مع الواقع الموضوعي الذي يقول ببساطة بأن نظام الرئيس بشار الأسد خرج من العباءة العربية تماما بسيناريو قطري خاطف ودعم سعودي ومصري كبير ومساندة تونسية وليبية وتحفظ جزائري وعراقي ولاحقا أردني ولبناني وسوداني ويمني.
وبمجرد إقرار الجميع بالأمر الواقع استرسل بعض الزعماء العرب في توجيه رسائل 'ملغمة وملغزة' لبعضهم البعض يمكن قراءتها في باطن بعض العبارات والمواقف مع التقاط بعضها عبر الأروقة والكواليس.
كاميرا تلفزيون قطر التي انفردت بالتغطية لجمهور الصحافيين على مدار الساعة نقلت بذكاء إلى ولي العهد السعودي ثم أمير الكويت ونائب رئيس الإمارات عندما برزت الرسالة الأهم عمليا من الرئيس المصري محمد مرسي الذي خاطب بحدة وانفعال مقصود مع إشارة بأصابعه زعماء القمة محذرا من التدخل بشؤون مصر الداخلية قائلا: على الجميع أن يعي ذلك.
مرسي قال بأن بلاده لا تتدخل بأحد وارتفعت درجة صوته وهو يقول: لن نسمح لأحد بأن يتدخل بشؤوننا.. هذا من المحرمات.
عنصر التلغيم في تحذيرات مرسي ينطلق عمليا من إعلانه قبل حضوره لقطر بأن ثلاثة أطراف خارجية- لم يحددها- تتدخل في بلاده.
سياسيا قرأ المراقبون رسالة مرسي باعتبارها موجهة عمليا لدول محددة تتهمها صحافة الأخوان المسلمين بدفع الأموال للمساس باستقرار حكم الاخوان المسلمين في مصر.
رسالة ملغمة أخرى تظهر إنزعاج بغداد من تسليم مقعد سورية الشاغر للمعارضة برزت مبكرا عندما حاول نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي لفت نظر القمة الى ان البند الثامن من ميثاق الجامعة العربية لا يجيز لدولة عضو التدخل في نظام حكم دولة أخرى وهي ملاحظة تجاهلها رئيس القمة أمير قطر بمجرد تسلمه الرئاسة ودعوة الخطيب ورفاقه للمقعد الشهير إياه وسط موجة حارة من التصفيق.
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بدوره وفي كلمته القصيرة وجه رسالة تظهر نسبيا 'عدم رضا' الأردن عن اتجاه قمة الدوحة وقراراتها خصوصا بالمسار السوري عندما تحدث عن حلول سياسية بين جميع أطراف المعادلة في سورية ملمحا ضمنيا الى ان نظام بشار الأسد ينبغي أن يكون بين هذه الاطراف محذرا من الدم والقتل والدمار في سورية.
قبل ذلك وجه العاهل الأردني رسالتين تمثلت الاولى بالتعبير خلال وقفة له مع صحافيي بلاده عن قلقه على دول جوار سورية وتحديدا لبنان، فيما تكرست الثانية لجميع القادة العرب بالإعلان عن وجود ولي العهد الشاب الأمير حسين بن عبدالله بفعاليات القمة بجانب والده وكانت انتشرت تكهنات بأن يغادر الملك القمة قبل اختتامها ويترك رئاسة الوفد بين يدي الأمير الشاب.
دون ذلك انتهى اتجاه القمة العربية بخصوص الملف الفلسطيني إلى قمة عربية مصغرة في القاهرة ترتب للمصالحة بين حركتي حماس وفتح ثم تنطلق للعالم في مهمة لإنعاش السلام والمفاوضات بالإضافة إلى وعود 'قطرية' بالعمل على توفير مليار دولار لدعم مدينة القدس في الوقت الذي يترقب فيه الجميع ما سينص عليه البيان الختامي بخصوص ملف إصلاح الجامعة العربية الهيكلي.