الحوثي والحكومة في الدوحة والقرعة في عدن والتصفيات في لودر

قال علي عبدا لله صالح لوسائل الأعلام الشهر الماضي في مطار صنعا ان بطولة خليجي عشرين ستقام في عدن في موعدها المحدد وكان الحديث اثنا توديع سمو الأمير حمد بن خليفة أمير دولة قطر الشقيقة الذي قام بزيارة خاطفة حينها الى صنعا لتفعيل المبادرة القطرية بشأن قضية صعدة ذات الخمسة البنود+واحد.

لم يخطر ببال أي سياسي متابع ان تفعيل مبادرة الدوحة بشأن صعدة مرتبطة ببطولة رياضية (خليجي 20)وكان الاستغراب سيد الموقف حينها لآي متابع سياسي بعدم وجود مناسبة لتصريح (صالح)بأن بطولة خليجي 20ستقام في عدن بموعدها المحدد خصوصا وان التصريح المقابل لسمو الأمير القطري كان مفادة حرص دولة قطر على بقا الوحدة اليمنية ومساعدة اليمن على تجاوز التحديات وان أي وحدة يحصل فيها اخطا وأن دولة قطر على استعداد لمساعدة اليمن لتجاوز مشكلاته الا إذا رفض اليمنيون ذلك ولكن حسب تصريح سمو الأمير إن اليمن لم ترفض ذلك .

اليوم 22اغسطس 2010م موعد أجراء القرعة لبطولة خليجي 20 في مدينة عدن والتي دارت حولها تباينات وخلافات خليجية بين الكويت وغيرها من الدول الخليجية وكاد الموقف الدبلوماسي يتعقد عندما وجهت الكويت دعوة لعقد اجتماع لرؤسا الاتحادات الخليجية يسبق موعد أجراء القرعة في عدن بيومين وهو ما أثار احتجاج الحكومة اليمنية عن طريق اتحاد كرة القدم وتوالت التصريحات الخليجية فيما بعد بالموافقة على المشاركة في أجراء القرعة في عدن وعدم حضور اجتماع الكويت وقبول الكويت بالحضور الى عدن اليوم.
وكان اليوم 22اغسطس موعد وصول كاس الخليج إلى مدينة عدن وتسليمه رسميا إلى محافظ عدن من قبل وفد سلطنة عمان باعتبارها الدولة محرزة لقب البطولة أخر مرة,وتوالت الوفود المشاركة بالقرعة الرياضية إلى عدن من دول مجلس التعاون ,وبنفس اليوم أيضا وصل إلى مدينة الدوحة العاصمة القطرية ممثلي الحوثي وممثلي حكومة صنعا للحوار بشأن تفعيل المبادرة القطرية وبنفس اليوم أيضا تمت التصفيات العسكرية وتمشيط مدينة لودر الجنوبية بعد القصف المدفعي والصاروخي على مدى يومين وقتل عدد من السكان المدنيين وهدم المنازل وتوزيع الطيران منشورات للسكان لأخلا المدينة وهي العمليات المماثلة التي حصلت في صعدة في الحرب السادسة وما قبلها .

بالعودة الى تصريح (صالح )في مطار صنعا بوجود سمو أمير قطر عن إقامة بطولة خليجي 20في عدن بموعدها المحدد بينما المباحثات اليمنية القطرية يومها كانت بشأن تفعيل المبادرة القطرية لقضية صعده لم يتضح مدلول تصريح صالح ومغزاه إلا اليوم يتضح إن هناك كانت شروط متبادلة حسب قراءتنا السياسية بأن اليمن توافق على تفعيل المبادرة القطرية بشأن صعده وتضمن عدم عرقلة الحوار لتنفيذ المبادرة القطرية ووفقا لنتائج الأمور اليوم يتضح أيضا إن اليمن اشترط التزامه بالمبادرة القطرية وتفعيلها بشرط التزام دولة قطر بإنجاح قرعة خليجي عشرين في عدن بموعدها المحدد وعدم عرقلتها وهو ماتم اليوم من تزامن بوصول كاس الخليج الى عدن وأجراء القرعة ووصول وفد الحوثيين ووفد حكومة صنعا إلى الدوحة لتفعيل المبادرة القطرية .

حكومة اليمن تتعامل من موقع القوة والغطرسة حيث قامت ولازالت بقصف مدينة لودر وتصفية سكانها وشن حرب واقعة ضد الإنسانية متزامنة مع وصول وفد الحوثيين ووفد حكومة صنعا الى الدوحة ومع توافد وصول وفود دول الخليج الى عدن لتوجه رسالة للحوثي والحراك الجنوبي ولدولة قطر بقدرتها على إحراق المدن وحرب الابادة الجماعية وان الحوارات لا معنى لها والمبادرات الإقليمية أيضا وأنها تتفاوض من منطق القوة وتستغل الاهتمام الإعلامي الخليجي بالحدث الرياضي أجراء القرعة في عدن خصوصا وجمهور الرياضة الخليجي شغوف بمتابعة بالإحداث الرياضية خصوصا بطولة كأس الخليج وكبار رجال السياسة أيضا هناك يتابعون إحداث الرياضة أكثر من السياسة وهي تعلم ان الحدث الرياضي سيطغي خليجيا على الحدث السياسي في لودر .

يتضح ايضأ ان أجراء القرعة لخليجي 20في عدن اليوم هو قرار سياسي وتعاون قطري لإنجاح القرعة حيث ان التحليل الرياضي اثنا أجراء القرعة ومباشرة على قناة الجزيرة يشير إلى أن اليمن ليست جاهزة لإقامة البطولة وهذا ما جا على لسان شخصية رياضية كبرى الليلة بقناة الجزيرة الذي أضاف أيضا ان اليمن قالت قبل فترة ان لبطولة لن تقام باليمن وقال ان هناك ضعف بالترتيب والإعداد وأضاف ان أجراء القرعة الليلة كان ضعيف مراسيميا وإعلاميا وان البطولة كانت لن تقام باليمن لعدم جاهزيتها ولكن (حصل تعاون ومساعدة من بعض الدول الخليجية لليمن لاستضافة البطولة ) ,وكما تابع الجميع قيام السلطات اليمنية بالاعتدا على مراسل قناة الجزيرة (الرياضية)واعتقال المصور الخاص بالجزيرة ومنعهم من تغطية إحداث أجراء قرعة بطولة خليجي 20 في عدن وهو الخبر الذي قامت بنقله قناة الجزيرة مباشرة وكذا اعتقال السلطات اليمنية 25صحفي اليوم كانوا متوجهين الى صعده واعتقال الصحفي عبد الاله شائع الخبير بشؤون القاعدة بالتزامن مع سياسة خلط الأوراق في لودر ومحاولة اظهار تنظيم القاعدة في الجنوب يحارب السلطة وهو ما كان سينفيه ويوضحه الصحفي شائع كمحلل وخبير بشؤن القاعدة لكن السلطة حاولت تأمين جميع الابواب لتتمكن من ارتكاب جريمة لودر وهذا الاستقواء من قبل السلطات اليمنية ماذا يعني ؟
ما يهمنا من الموضوع بأكمله ماذا نحن فاعلون ؟وماهي الحلقة المفقودة بالحراك الجنوبي ؟باعتقادي الحلقة المفقودة في الحراك الجنوبي هي الحلقة المتوافرة لدى الحوثيين المتمثلة بوحدتهم والتفافهم حول قائدهم يحي الحوثي وإجماعهم حول مشروعهم كل تلك المقومات وضعت الحوثيين على طاولة المفاوضات بالدوحة إمام الحكومة اليمنية ,