اْصل المشكلة غائبا عن المعالجة
بقلم / صالح اْحمد البابكري *
في القضية الجنوبية هناك من يعمل بقوة لتغييب اْصل المشكلة واْبعاده عن المعالجة الحقيقية لاْجندة لاتخدم عملية السلام في هذه الجهوية اليمانية ..بل تخدم جهات داخلية وخارجية وهذا هو المشهد الذي يبدو شبه مستعصي على ايجاد معالجة عادلة تخدم شعب الجنوب العربي وتحقق له السلام والعدل على اْرضه من خلال خياراته التي يناضل من اْجلها ولهذا نقول مرارا وتكرارا في كل ما نقدمه من خلال تناولاتنا المتواصلة في كل مناسبة نرى اْن من واجبنا اْن ندلي بدلونا فيها بكل صدق واْمانة وليس من منطلق مانريده نحن كاْشخاص اْو جماعات وانما ما هو متعلق بحقائق الاْمور التي تناضل من اْجلها الجماهير فهي وحدها من يمتلك هذا الحق في الخيارات الهامة والتي ترتبط بحياتهم ومستقبلهم ومستقبل اْجيالهم وهكذا الوضع يجب اْن ينعكس على كافة من باْيديهم اْو اْوكل اليهم معالجة هذه القضايا ذات الاْبعاد المؤثرة في حياة الناس اْيا كانت هذه القضايا سياسية اْم اْقتصادية اْم اْجتماعية ... اْلخ...
ودون ذلك لايكتب لهذه الجهود النجاح اْذ هي وبكل بساطة لاتعبر عن الناس وعن مطالبها الحقيقية بل هي تعبر عن اْولئك الاْشخاص اْو الجماعات اْو من هو خلفهم من قوى لديها اْجنداتها الخاصة وتريد من خلالها قهر الشعوب ومصادرة حقوقها من خلال دس السم في العسل كما هو واقع الحال في ما يسمى بالحوار الوطني الذي يجري في صنعاء برعاية دولية وكذلك اْممية والذي يمضي قدما في اْعماله الخارجة عن جوهر القضايا والتي كان من الماْمل اْن يتناولها بكل صدق واْمانة بعيدا عن المصالح الفئوية والجهوية والخارجية ..وتلك المصالح وغيرها هي من فجر كل تلك المشكلات الكبيرة والمؤلمة للشعبين في الجنوب العربي وفي الجمهورية العربية اليمنية .. الاْمر الذي قد يفجر الوضع بما هو اْكبر واْكثر اْتساعا عما هو عليه في هذه اللحظة التاْريخية اْذ تشير كل الشواهد الى اْننا في هذه الجهوية اليمانية ننتظر مشهدا تراجيديا قادما سيكون مدمرا لكل ما تبقى لنا من مقدرات اْن كان هناك شيء بقي في الاْصل ... اْننا نحذر الجميع وبدون اْستثناء لاْْحد اْن مخرجات هذا الحوار العقيم منذ اْن حضر له وحتى هذه اللحظة التي قد قطع فيها شوطا ستكون مدمرة وسوف تكون ردة الفعل فيها غير محمودة وعلى وجه الخصوص في الجنوب العربي ومن بوادر ذلك ما اْشار اليه التقرير الذي قدمه السيد جمال بن عمر المبعوث الدولي الى اليمن والذي لم يفاجئنا ولم يفاجىء غيرنا بكل الابعاد لاسيما والوضع الذي تسير عليه الاْمور في عاصمة الاحتلال واضحا وجليا اْن هذه القوى التي تتربع على مقاليد الاْمور في صنعاء هي قوى فاشية وقوى همجية لاتقيم اْي وزن لشعبها في الجمهورية العربية اليمنية فكيف بها ستقيم وزنا لشعب الجنوب العربي الذي تدوسه بجنازير دباباتها وتقتله كل يوم وتسيطر على ثرواته مع شركات صهيونية تحت مسميات دولية كغطاء تدثر به ولهذا نكرر التحذير من المخرجات القادمة ونهيب بجماهير شعب الجنوب العربي الاْبية اْن تستعد بكل قوة وعزم لمواجهة تلك المخرجات القادمة وبالله التوفيق ومنه العون والنصر...
*كاتب سياسي وباحث في قضايا التريخ
15يونيو2013م