بقلم / صالح اْحمد البابكري *
حتمية التغيير اْمرا واردا وليس فيه من الغرابة شيء ... يعلمه كل المؤمنون في الاْرض من بني البشر اْذ هو صلب الاْيمان وجوهره ’ والذي لايتغير هو الله وحده لاغيره سبحانه ..كما اْن التغيير مصدره التدافع في الاْرض بين الناس ’ وذلك مايبدو جليا في المشهد الماثل في هذه اللحظة من التاريخ البشري ’ ولطالما توفرت الاْسباب لذلك فموضوعية التغيير اْصبحت حتمية ولامناص منها ..بل هي في مصاف المنطق المطلوب في اْن يكون هناك تغيير سيما وعبث العابثون زاد عن حده ’ والذي اْصبحت معه مهددة لشعوب المنطقة العربية بالذات والتي اْفسد معناها واْعترض مسارها الطبيعي هؤلاء المتحكمون بالمنظومات السياسية القائمة في الوطن العربي من اْقصاه الى اْقصاه .. والمنظومات هذه ليست وقفا على من يحكم منهم بل حتى من تسمي نفسها منظومات المعارضة في شكل التاْطير الحزبي والايدولوجي والتي نشاْت في حقب مختلفة من التاْريخ في وطننا العربي الكبير ’ وهي منظومات قادت اْمتنا الى الهزيمة تلو الاْخرى واْفرغت محتوى ثورتنا العربية الثانية في القرن الماضي كما فعلت ذلك في الثورة العربية الكبرى الاْولى في الربع الاْول من القرن العشرين ..
اْن التغيير سيستمر في طول وعرض الوطن العربي كافة اْذ محال اْن يكون هناك قطرا سوف تاْتيه المتغيرات دون اْخر, وذلك عائدا للاْسباب نفسها المتشابهة في كل قطر عربي’ والذي حوله هؤلاء المفلسون في المنظومات بكل اْشكالها وتعدد مسمياتها الى ( كانتونات ) تابعة لقوة خارجية’ ونظاما قطريا من حيث الشكل لا المضمون تحت مسمى اْيدولوجي’ فكريا كان اْم مذهبيا ’ وذلك كله لتزييف وتشتيت الحقائق بكل مفرداتها التي تحتاجها الشعوب لنهضتها في اْمة العرب والتي هي كثيرة لامجال لذكرها في هذه العجالة كما اْن كل كل اْفراد شعوبنا العربية تدركها اليوم جيدا وليست خافية عليها ..
اْن الصراع القائم اليوم وفي لحظتنا التاْريخية هذه بين الشعوب العربية ومنظومات السلطة فيها الحاكمة والمعارضة بحاجة الى حضور الحكمة واْعطاء فرصة للغة العقل والمنطق والموضوعية بين الحاجة الشعبية التي فرضتها معطيات العصر والاْجيال الناشئة والمتنافسة بقوة والتي اْصبحت تناهز الاْربعمائة مليون وليس كما هوكما كان الحال تسعون مليون في ستينات القرن الفارط .. وكما قال المثل العربي الحاجة اْم الاْختراع وها نحن اليوم اْمام اْستحقاقات لابد من دفع فواتيرها .. حيث اْن دوام الحال من المحال , وعلى هذه المنظومات اْن تعترف انها اْصبحت مفلسة وغير قادرة على اعادة اْنتاج نفسها اْمام اْستحقاقات العصرنة الجديدة بكل ماتستحقه اْجيالها من حداثة وتنمية في شتى المجالات الاقتصادية والسياسية والفكرية المواكبة للعصر ...
*كاتب سياسي وباحث في قضايا التاريخ
15اْغسطس 2013م