يظل البعد الحضاري العريق مستمرا في سلوك تلك الشعوب التي شاركت في تشييد الحضارات القديمة برغم ما قد تصاب به من نكوص في فترات لاحقة من عصور عمرها المديد’ وقد شكلت العربية العمانية الى جانب جارتها الشقيقة العربية الجنوبية (حضرموت العربية ) درعا حصينا في الذود عن شبه الجزيرة العربية والساحل العماني عبر مراحل التاْريخ القديم والحديث’ اذ تمكن العرب الجنوبيون واْخوتهم العرب العمانيون من هزيمة الاْرام في موقعة ظفار الاْولى عام 3200ق.م..كما تمكن اْخوتهم العرب الجنوبيون (حضرموت العربية ) من التغلب على اعادة التوسع الارامي مجددا عام 115ق.م ..وباتت شبه جزيرة العرب ’ عربية بالخالص¸ليتم تدشين عصر عربي مساهم بفاعلية في تاريخ الحضارات الانسانيةالقديمة..
تلك لمحة لابد منها كمدخل لتناولتي هذه الموجزة عن العربية العمانية الشقيقة التي تبهرك بتحضر وتمدن الانسان فيها ’ الذي يستقبلك بوجه بشوش’ يوحي بالاْمان والثقة .. كما تخلب لبك عظمة تخطيط شوارعها( المسقطية) باْتساعها وحسن تزفيتها وروعة رصفها’ المخصصة للمشاة والتي اْخذ مهندسوها خطط ومشاريع التوسع المستقبلي’ ولم يفتهم وهم يرسمون لوحتهم السيريالية على الاْرض حاجة الاْمهات لنقل اْطفالهن على العربات اليدوية من خلال الفتحات الانسيابية على تلك الارصفة النظيفة .. وتشدك باْندهاش روعة التخطيط العمراني البديعة والاْنيقة .. ليس هناك من شك في اْن من ابدعوا في رسم تلك اللوحة المدنية التي زاوجت بين البعد الحضاري العريق للعربية العمانية ’ وبين عصرنة الحياة في سلطنة عمان الشقيقة تقف عقول خيرة مخلصة يرعاها ويوجهها صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله ورعاه لتنفيذ تلك الانجازات الجميلة على الاْرض العمانية العريقة في شبه جزيرتنا العربية ..
كثيرة هي الاْشياء التي تدهشك في هذه السلطنة منها هدوء الاْنسان العماني وطيبته ونظافته وتواضعه العربي الجم .. وفي هذه السلطنة التي جمعت الحضارة والمدنية لاترتفع الاْصوات البغيضة وانما تتكلم الناس مع بعضها البعض باصوات منخفضة هادئة وواثقة ’ بل اْن محركات السيارات في مسقط العشق لاتسمع دورانها والسيارات تسير باْنسياب ونظام لالغو فيه ولا اْبواق مزعجة فالكل يسير الى مقصده باْمان’ ولاغرو فقد كان اْجدادهم قباطنة اْعالي البحار في سالف العصر والزمان ..
وتشارك المراْة العمانية اْخاها الرجل في كل مجالات الحياة بما فيها قيادة السيارات والعمل في مختلف المجالات الادارية والوظيفية بوجه صبوح وضاء خالي من المساحيق.. والاْدهش الجوال ورناته ليس كما هو الحال عندنا مزعجة ’ ففي مسقط تاْتيك الرنات والرسائل عذبة هادئة وخفيفة تشبه اْصوات العصافير وهي تعزف الحانها الصباحية مع تباشير قدوم فجر يوم جديد مفعم بالاْمل والعطاء والنما والتنمية الشاملة التي يراها الزائر نعمة على الانسان العماني في سلطنة عمان الشقيقة’ اْدامها الله وحفظها واْدام نعمة الصحة والعافية لصاحب الجلالة سلطانها المعظم..
31اْغسطس2013م