عناقيد الغضب بين شبوة وحضرموت!
بقلم/علي سالم بن يحيى:
04 - سبتمبر - 2013 , الأربعاء 03:21 مسائا (GMT)
11 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
قدمت حرب صيف 94م ونتائجها التدميرية على الجنوب صورة أبناء شبوة في أبشع ملامحها كغزاة وأهل فيد وسطو وجبروت، لا يقلون عن أقرانهم أبناء الشمال- لدى أبناء حضرموت- شيئاً!!.
صورة ترسخت في أذهان “الحضارم” بشكل مخيف، نتيجة لمشاركة الكثير من القيادات السياسية والعسكرية المنتمية لمحافظة شبوة إلى جانب قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح أو قوات الشرعية (غير الشرعية) كما أطلق عليها الرئيس ذاته أثناء حرب جحافله على الجنوب.
تلك الصورة (السوداوية)، لم يرسمها صانع النكتة، وكاره الغزاة (العم عوض لعنة)، أو حاول تصويرها أحد فطاحلة الشعر في حضرموت، بل- بكل أسف- رسمها عديد من أبناء المحافظة (الرابعة)، وهم يهجمون على المدينة الوادعة، الهادئة، وعروس البحر العربي (المكلا)، ويلوثونها بسموم أفعالهم وأعمالهم، وتحويلها إلى واحة خصبة للفيد والغنيمة، وفرض قانون القوة والسلاح على عشاق المدنية والسلام!.
تعامل كثيرون من أبناء شبوة بنفس العقلية الجاهلية البليدة، عند سكنهم مدينة المكلا، ويحكى كثير من “الحضارمة” عن قصص (هوليودية) حدثت بسبب نزاعات على أراض، ومساكن، أبطالها أبناء العمومة، بغية إجبار أصحاب الحق على أن يكونوا مجرد أذلة لجبروت وقوة تلك النوعيات الغريبة من البشر، ثم تبعتها حالات قتل واختطافات، علما أن تلك الكاينات الحية لا تمثل الوجه الحقيقي لأبناء الشرف والشهامة والقبيلة، فهي بمثابة بقع سوداء، وندوب في وجه ليس كله شرور!.
في زمن التصالح والتسامح الجنوبي..ظلت رائحة شبوة (العفنة) مسيطرة على أنوف غالبية من أبناء حضرموت، فالطبع يغلب التطبع، فإذا كان الشماليون غزاة درجة أولى، فالشبوانيين يمثلون الركيزة الأساسية الثانية لهم، هكذا سمعت، ورأيت وقرأت…!
يوم الخميس الماضي أختطف رئيس نيابة استئناف حضرموت القاضي سالم عبدون من أمام منزله، من قبل مجاميع مسلحة تابعة لإحدى قبائل شبوة، تعامل معها الشارع الحضرمي بمزيد من السخط والتذمر، وسمعت أن هناك من أقام نقاط للاستيلاء على أي سيارات تحمل اللوحة المعدنية رقم (15) الخاصة بشبوة، وهناك من هدد بالرد بالمثل، خاصة وان الحكومة والنظام والقانون في إجازة طويلة منذ إعلان الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م، توازي نومة أهل الكهف!
ثم ان الخطف يزيد الطين بلة، ولا يلغي حكم القضاء. ما نتمناه على العقلاء في المحافظتين المتجاورتين تفويت الفرصة لمن يحاولون زرع الفتنة النائمة، وشق وحدة الصف الجنوبي، بالتدخل العاجل والمستعجل، لإطلاق سراح القاضي عبدون، قبيل اشتعال نار الغضب وعناقيدها المتدلية، لأنها ستحرق الجميع…!!.