قطر الجنوب العربي في ما بعد الدولة الاْيوبية
بقلم / صالح اْحمد البابكري *
لقد شكل ما يسمى اليوم الجمهورية العربية اليمنية اْرضا واْنسانا مشكلة كبيرة لشعب واْرض حضرموت الكبرى (الجنوب العربي ) وذلك منذ مابعد سقوط الخلافة العباسية وحتى هذه اللحظة التاْريخية من زمننا هذا .. وفي هذه العجالة سنبين للقارىء الكريم بشكل موجز هذه المعضلة شبه الدائمة والتي تواجه عرب الجنوب في حضرموت الكبرى .. اْن هذه الهضبة العليا الشمالية الغربية المتاخمة لحدود الجنوب العربي والخصبة شبه الوحيدة في شبه الجزيرة العربية , هذه الهضبة الجبلية الخصبة والتي تتخللها مئات الوديان والمنحدرات والسهول الداخلية اْضافة الى التهائم ..كما تسمى لدى بعض المؤرخين القدامى وكذلك بعض المحدثين بمملكة سليمان عليه السلام والتي تمتد من تلك الهضبة الى الشمال في شبه جزيرة العرب , اْما في ما ذكر من تهريج المسمى تاريح لبني اْسرائيل وهو متضارب بعض الشيء فتسمى هذه الارض بمملكة يهوذا القديمة ..
لقد اْشرنا في تناولاة سابقة اْن ليس هناك من قطر عريق في شبه جزيرة العرب غير قطرين وهما في جنوب شبه الجزيرة العربية وهما عمان وحضرموت الكبرى (الجنوب العربي ) وهذان القطران تشكلا في العهد الاسلامي الاْول بعد معركة صفين اْذ كان يشكلان في مابعد الخلافة الراشدة , معقلا للخوارج والذي في مابعد تسموا بالاْباضية وشيد دولتهم الموحدة وعاصمتها شبام في وسط حضرموت الكبرى بقيادة عبدالله طالب الحق الكندي بعد معارك خاضها مع الدولة الاْموية وذلك في اْخر عهدها اْبان خلافة الوليد بن محمد بن عبد الملك ( الملقب بالحمار ) اْما تشكيل القطر الحضرمي الكبير لشعب الجنوب العربي منفصلا عن اءشقائه في عمان فقد بداْ هذا القطر في التشكل في بداية القرن السابع الهجري بعد اْن وضعت الحرب الداخلية اْوزارها لصالح المذهب الشافعي الاْشعري اْذ سيطر الكنديون والهاشميون على المشهد الحضرمي الجنوبي من ظفار شرقا وحتى باب المندب غربا عدا مدينة عدن التي كانت في يدي الاْيوبيين وكان حاكمها في ذلك الوقت السلطان طغنكين الاْيوبي كما ذكر ذلك اْبن المجاور المؤرخ الفارسي في كتابه صفة جنوب شبه الجزيرة العربية .. اْلا اْن الهضبة العليا الشمالية الغربية ( اليمن حاليا ) تشكل ممرا دائما لكل الغزاة عبر التاْريخ برغم منعتها الطبيعية الجبلية العالية وتضاريسها الصعبة اْلا اءنها اْو هن من بيت العنكبوت اْمام الغزاه ما اْن يقرع بابها طارق حتى تفتح اْبوابها له على مصراعيها اْذ شكلت علىالجنوب العربي محطة التزود لغزوه من قبل كل الاْعداء بداءا بالعهد الفاطمي ومرورا بالعهد الاْيوبي والدول الداخلية مثالا على ذلك كبني رسول والطاهريون وهلم جرا وحتى البرتغاليون وهكذا هذه البلاد كانت ولازالت تشكل مخلب في ظهر حضرموت الكبرى وشعب الجنوب العربي ..وهاهي في هذه اللحظة التاْريخية المعاصرة تحتل الجنوب العربي باْسم الوحدة لصالح اْسرائيل ومخططها لاْخضاع العرب ..كما قامت بانقلاب على الهاشميين في 26/9/1962م اْسمته ثورة وجلبت الجمهورية العربية المتحدة (جمهورية مصر العربية) لهذا المستنقع على اْرضها الملىء بالالغام وتسبب ذلك في هزيمة مصر والاْمة العربية اْمام اْسرائيل في الخامس من يونيو حزيران 1967م..يالهول هؤلاء الحرافيش وعمالتهم وسوق نخاستهم .. اْلا اْننا على يقين اْن نهايتهم باتت قريبة ولم يعد هناك كثير وقت لبقائهم.. والى لقاء قادم باْذن الله تعالى ..
20نوفمبر 2013م
*كاتب سياسي وباحث في التاريخ