فصل المسارين..بداية تصحيح اْوضاع اليمن والجنوب العربي
بعد نصائح متعددة وجهود مضنية وجدل لايختلف كثيرا عن جدل بني اْسرائيل حول ذبح البقرة ’ وكاْن الاْشقاء في الجمهورية العربية اليمنية وشركاؤهم من بعض القيادات الجنوبية يتماهون في التشبيه بدرجة عالية من التذاكي على الشعبين الشقيقين في اليمن والجنوب العربي ’ تم التوقيع اْمس الاْربعاء 8يناير 2014م على مالابد من التوقيع عليه ’ وهو العمل على فصل المسارين و تنفيذ مخرجات مؤتمر حوار صنعاء في نطاقه الجغرافي والسياسي وتاْجيل النظر في القضية الجنوبية الى وقت لاحق ’ غالبا بعد 7/7/2014م ’ لكي يتمكن الاشقاء اليمنيين من لملمة وضعهم وترتيبه وفق القواعد والاعراف المتفق عليها منذ مابعد ثورتهم في 26سبتبمبر 1962م ’ مع بلاغ صحفي من الرئيس المؤقت التوافقي’ رئيس مؤتمر الحوار ’ عبدربه منصور هادي ’ بعدم تعرض الوحدة اليمنية للمساس وهو محق وصادق في وعده وعهده ..
اْن الظروف في اليمن والجنوب العربي تبدو معقدة الى درجة كافية بجعل الشعبين الشقيقين لايفقهون شيئا مما يدور.. وليس فقط اْعضاء الفريق الجنوبي في لجنة الحوار اليمني بصنعاء .. وكما تعقدت اْوضاع البلدين الشقيقين والجارين على مدى قرابة المئة سنة ’ دون اْن يعي الشعبين كنهها وطبيعتها ومخاطرها ’ وقد دفع الشعبان ضريبة باهضة كتكاليف لتلك اللعبة القذرة التي جعلتهما في ذيل الشعوب المتخلفة برغم توفر عدة عوامل للنهوض والنمو والتقدم لديهما على حد سواْ .. لاشك اْن توقيع مختلف الاْطراف الفاعلة في العملية السياسية في صنعاء على فصل المسارين لحل المساْلة اليمنية وتفكيك طلاسم القضية الجنوبية ’ قد جاء مخالفا لطموحات واْمال فرقاء الوثيقة التي تم طبخها بعناية شديدة في صنعاء وبتواطىء مع الاْسف من بعض القيادات الجنوبية القديمة ’ غير اْن ذلك العمل يعد بذرة ياْمل كل المحبين للشعبين الشقيقين اْن تثمر خيرا ونماء ورخاء وتقدم عليهما ’ اْن تغليب مصالح النخب القيادية والحزبية الضيقة على مدى 50سنة خلت قد كانت نتيجتها هذا الاْنهيار وهذا الفشل في مختلف نواحي الحياة طوال تلك السنيين العجاف ’ وليس اْمام الشعبين والعقلاء في اليمن والجنوب العربي معا غير ترميم جسور العلاقات والروابط والتاْخي واْزالة جدران الكراهية ’ وفتح الحدود والسدود والحواجز بمصداقية وبثقة للتعاون المثمر بين القطرين الشقيقين على قاعدة اْحترام تلك الحدود والحواجز والسدود ’ وجعلها معابر للخير والنماء بين الجنوب العربي وشقيقه اليمن ’ وقطع العلاقات بالماضي الاْثم ونسيانه وشطبه من الذاكرة من قبل كلا الشعبين الشقيقين ’ وترك اْمر الوحدة للاْجيال القادمة في نطاق وحدة الاْمة العربية متى ما وجدت تلك الاْجيال اْن لها حاجة بها وفيها مصالح متكافئة لمختلف مكوناتها واْطرافها .. اْن شعب الجنوب العربي قد دفع ضريبة باهضة التكاليف جراء تجريب مختلف النظريات على ترابه الوطني من قبل حفنة تفتقر الى اْبسط شروط القيادة الاْدارية ناهيك عن الزعامة ’ كما مارست الاْغتراب عن وطنها وعن تاريخه واْعتبرت اْن كل من يتكلم باْسم الجنوب العربي عميل للرجعية في السعودية ودول الخليج كما كانوا يقولون بهتانا وكذبا ..
بدون شك نعرف ويعرف الاْشقاء في صنعاء اْن قراري مجلس الاْمن الدولي لعام 1994م لايحلان قضية الجنوب العربي ’ التي هي اْس كل التعقيدات في شبه الجزيرة العربية ان لم اْقل في منطقة الشرق الاْوسط قاطبة ’ واْحسن رجال اليمن العقلاء التصرف بقبول النصح الرشيد ’واْقتصار عملهم على تنفيذ مخرجات مؤتمرهم التي تلبي الحلول العملية للمساْلة اليمنية ’ التي هي اْقل تعقيدا من شقيقتها القضية الجنوبية ’ وتاْجيل الحل لها - اْي القضية الجنوبية - الى مابعد حل تلك المساْلة بمساعدة دولية غالبا ومع اْطراف جنوبية رشيدة تحظى على الاْقل بشبه اْجماع شعبي جنوبي من قبل الشعب في الجنوب العربي .. اْن زمن تجريب النظريات وتجريب القيادات وتجريب المسميات في الجنوب العربي قد ولى والى غير رجعه وهو مايجب اْن يدركه الرفاق الجنوبيين في القاهرة وفي الخليج وفي السعودية ( سبحان الله كيف جمع بين النقيضين ) واْبناء بعض سلاطين واْمراء وشيوخ الجنوب العربي من المهرة الى باب المندب ’ فشعب الجنوب العربي على موعد مع دوره الريادي الاْنساني التنموي والحضاري الذي تم تعطيله على مدى ال50سنة الفارطة ’ولن يثنيه عنه لا رفيق جاهل مغامر.. ولاسلطان صغير طامع ’ غير اْن الباب سيكون مفتوحا اْمام الجميع للمشاركة في البناء والنهوض بالجنوب العربي وتعويضه تلك السنيين من الحرمان وسيكون للشعب اليمني الشقيق نصيب من خير الجنوب العربي كما سيكون في استقلاله ضمان اْمن واْستقرار للمنطقة برمتها بمافيها اليمن الشقيق’ وحافظ اْمين لضمان مختلف مصالح الدول الشقيقة والصديقة وفق مبادىء الشرعة الدولية والقانون الدولي المعاصر .. نعم ناْمل اْن يكون ثمار بذرة فصل المسارين بداية تصحيح واْمل للجنوب العربي واليمن معا..
9يناير 2014م
منقول....