الجنوب العربي وطن اﻻجيال
علي محمد السليماني
2015
بقلم / الباحث : علي محمد السليماني
نعيد القول ونكررة ان اﻻيدولوجيا التي مابرحت تصدرها صنعاء عاصمة اليمن الشقيق للجنوب العربي يكمن فيها السم القاتل لشعب الجنوب العربي ولمعتنقيها من شعبه ، ﻻنها ببساطة تعتمد على قوالب تستهدف زرع التطرف حسب موضة العصر ، اذا كان قوميا او كان يساريا امميا او كان اسلاما متطرفا، وليس ببعيد عنا مافعله اﻻشقاء اليمنيين بمعتنقي تلك اﻻيدولوجيات من الجنوبيين في الجبهة القومية وكيف تخلصوا من التيار القومي بالقتل واﻻعتقال والنفي ، لينتقلوا الى الموضة الجديدة التي تم اعتمادها في الخارج واعتنقها اﻻشقاء اليمنيين الذي اصبحوا شركاء في حكم ج.ي.د.ش بعد عام 1969م وطبقوا قوانين التاميم وزايدوا في يساريتهم وامميتهم حتى عزلوا الجنوب العربي عن انتمائه العربي واﻻسلامي ، بينما في وطنهم اليمن لم يطبقوا تلك اﻻيدولوجيات المتطرفة ، وما ان هيئوا الحنوب للمصير المؤلم الذي يقاسيه كل شعب الحنوب حتى ساقوه للذهاب به الى سوق الملح عام 1990م، بعد انتهاء تلك الموضة او اﻻيدولوجيا الغريبة وانحسارها في العالم ، ثم تلقفوا ايدولوجيا الجهاد اﻻسﻻمي المتطرف وصدروها للجنوبيين كرد فعل ﻻيدولوجيا اليسار المتطرف المنتهية صﻻحيته وطرد اصحاب تلك اﻻيدولوجيا خارج الجنوب العربي كما حصل مع قيادات الحزب اﻻشتراكي اليمني الحنوبيين ، عام 1994م ومن بقي منهم تم اقصاؤهم وتهميشهم ، وهاهي صنعاء بدهائها مع موضة جديدة باسم ايدولوجيا الاخوان المسلمين والقاعدة وانصار الشريعة وداعش بعدموضة الجهاد واﻻفغان العرب ، يعيدوا تصدير تلك اﻻيدولوجيات الى الحنوب العربي التي ترفع شعارات الدين والوحدة اﻻسﻻمية والتطرف قاسم كل تلك اﻻيدولوجيات ،بينما بﻻدهم اليمن ﻻيوجد فيها مثل تلك اﻻسماء المتطرفة التي تمتهن العنف والقتل واﻻغتياﻻت، وعدم احترام اﻻخر او القبول به ، بل اعتباره عدوا مع انه هو الشريك في هم الوطن ،معتبرين مثل اسﻻفهم كل من يؤمن بتلك اﻻيدولوجيات من اي مكان في العالم شريك لهم في حكم الجنوب العربي او تسليمه صنعاء ، كما كان يفعل الحزب اﻻشتراكي اليمني وايدولوجيته اليسارية اﻻممية ، بينما اﻻيدولوجيا اﻻسﻻمية المتطرفة حالياخفضت مستوى سقفها الى تحقيق وحدة المسلمين وفق ماتم تلقينه لهم من صنعاء كما خفض اسﻻفهم اليساريين سقفهم اﻻممي الى الوحدة اليمنية ؟؛.. كل تلك اﻻيدولوجيات التي تتلقفها صنعاء وتعيدتصديرها الى الجنوب العربي ، هدفها حرص صنعاء على ابقاء الجنوب العربي يمنيا خاضعا لها بموجب مالها من حق في الوصاية عليه ، او تحت حكمها وهيمنتها المباشرين ، ان التوسعيين اليمنيين الحالمين بقومبة يمنية تماما مثل بعض الحالمين في بﻻد الشام بقومية شامية ، وكﻻ القوميتين تتعارضان مع القومية العربية ، ﻻشك ان اﻻشقاء في اليمن يريدوا ان يحققوا ما عجز الله عن تحقيقه لحكمة يعلمها وﻻنعلمها نحن، فالله عز وجل قادر على كل شيء ، و لكنه جعل القوم في جنوب الجزيرة العربية يتفرقوا ايدي سبا ممزقين مفرقين ،وتمادى اصحاب اﻻيدولوجيا اﻻسﻻمية السياسية في الغلو والتطرف حتى قالوا ان ” الوحدة اليمنبة “فرض سادس ، ببنما النبي استحى من الله ان يرجع اليه لتخفيض الخمسة فروض على امته، بعد ان قال له موسى ارجع لربك ليخفضها على امتك ، لكن النبي محمد قال انني استحي من الله ان اطلب منه ذلك وقد خفضها من خمسين الى خمسة فروض وهكذا، فرض الله الخمسة الفروض.. بينما اصحاب ايدولوجيا التطرف اﻻسﻻمي السياسي اضافوا فرض سادس الى تلك الفروض الخمسة هو الوحدة اليمنية ، وقد انقطع الوحي ،والنبي محمد ﻻنبي بعده .،اي وحدة يمنية التي يحرضونا عليها اصحاب ايدولوجية صنعاء هداهم الله،ينظرون لبيوت الناس المهدمة ينظروا لﻻيتام واﻻرامل ينظروا الى المعاقين والى الجرحى في مختلف مشافي العرب ، ينظروا للمطار للفنادق للكهرباء للمياه للناس وهي مشتتة بسبب العدوان اليمني بعنوان الحوثعفاشيبن على شعب الجنوب العربي لفرض هذه الوحدة اليمنية للمرة الثانية بالقوة والحرب والدمار او ابادته، وهدم بنيته التحتية التي تركها له اﻻحتﻻل البريطاني، ثم عيدوا النظر والتقييم لكل تلك اﻻيدولوجيات المصدرة للجنوب العربي من صنعاء مذ ستينات القرن الماضي وحتى اللحظة هذه من المعترك الراهن، وتمعنوا في قاسمها المشترك وهو عدم ايمان معتنقي تلك اﻻيدولوجيات بالوطن الجنوب’او اعتباره لحقة،شطرا لليمن الشقيق ، بل ومعاداة ومحاربة كل من يتمسك به، وسبحان الله الهادي ، فهل من متعظ ومهتدي للحق باﻻيمان بالجنوب العربي، كاهم قطر من اقطار الجهوية اليمانية ، ووطن لﻻجيال الحاليه والصاعدة والقادمة تتوارثه على مر اﻻزمان وﻻيجوز التفريط به من اصحاب اية ايدولوجيا مهما كان بريقها، فالجنوب العربي وطن شعب بكل اجياله وﻻيحوز تقديمه هدية او هبة ﻻحد، ومتى ماتوحد العرب نحن معهم ،ومتى ماتوحد المسلمين نحن معهم، ومتى ماتوحد العالم كله ايضا نحن معه ، وحتى ذلك الحين ،من حق شعب الجنوب العربي ان تكون له دولته المستقلة مثل بقية العرب والمسلمين واليمن الشقيق، وشعوب العالم.