الشيوكلاته..هل تسيطر على الجزيرة بعد سقوط الجنوب العربي...
بقلم /الباحث : علي محمد السليماني
يبدو السؤال غريبا ومروعا في شكله البسيط’ ولكنه بالنسبة للباحثين والسياسين الفطنيين, يبدو اْفتراضا واردا ’ ويمكن اْن يكون هو المتسيد بدعم القوى ذات المصالح الكبيرة في العالم .. اْن حركة التاريخ وتطوره ’ تعطينا مؤشرات واضحة’ من خلال الوقوف على الصراع الذي كان يسود العلاقات بين العرب الجنوبيون - الجنوب العربي - ’ واخوتهم في العربية السعيدة ( اليمن ) , والذي لم يخلوا من البعد الدولي والاْطماع التوسعية ليس في جنوب شبه الجزيرة العربية وانما فيها كاملة ومعها الخليج وهو مايتم تجاهله اليوم من قبل القوى والنخب السياسية والاعلامية والثقافية في تلك البلدان دونما يبذلوا اْدنى جهد للوقوف على حقيقة مايدور من صراع عميق وكبير في المنطقة ’ بين شعب الجنوب العربي العظيم ’ وبين القوى اليمنية المسنودة بشعار الوحدة اليمنية المدعومة من قوى باتت معروفة ليس فقط لشعب الجنوب العربي , ولكنها معروفة للقاصي والداني , اْن الوحدة اليمنية قد بذل الجهود وقدم التضحيات من اْجلها القادة الجنوبيون ’ ولعل بعضهم مازال حتى اليوم يقف ضد وطنه الجنوب وشعبه ’ لصالح الشمال ’ وهو ما اْعتقد اْنه اْربك المشهد السياسي, والحق اْفدح الاْضرار بالجنوب وبشعبه العربي العظيم ’ الذي يخوض نضالا شاقا ومرهقا ومكلفا على مدى ربع قرن من الزمان’ يتعرض خلاله يوميا الى القتل والاْذى والحصار السياسي والاعلامي ’ بينما يمد الخصم اليمني بالمال والسلاح وتنظم المؤتمرات الدولية لضخ عشرات المليارات من الدولارات الى عضلاته’ دونما الاْشقاء المانحين يكلفوا اْنفسهم اْين تذهب تلك المليارات التي لاوجود لها على اْرض الواقع في هذا المسمى ( اليمن ) .. بينما الوحدة اليمنية قد ماتت وتم دفنها وليس بوسع اْحد اْن يحيها غير الواحد القهار’ واذا اْحياها وهو القادر ’ فهذا معناه يوم الحشر والنشور ..
اْن التاْريخ القديم يسعفنا بتجاربه الصادقة ’ والتي تقول اْن الفضل في الحفاظ على عروبة شبه الجزيرة العربية والخليج العربي ’ يعود الى شعب الجنوب العربي وممالكه القديمة ’ قضاعة حضرموت ريبون منذ 3200ق.م وحضرموت ميفعة منذ العام 1500ق.م وقتبان واْوسان وذو ريدان وذو يزن ’ وما خاضته تلك الممالك من حروب ضد الغزاه من الامبراطوريات القديمة مباشرة اْو عبر وكيلتهم المستدامة ( الشيوكلاته ) المتخذين من هذا المسمى (اليمن ) الحليف المرحب دوما ’ نقطة الاْنطلاق والتوسع لضرب العرب الجنوبيون ’ الذي كانوا ومازالوا وسيظلوا باْذن الله ’ قلعة الصمود في وجه تلك الاْطماع الاْجنبية وشركائها المحليين في العربية السعيدة .. ومن ثم الانطلاق باريحية الى مختلف اْرجاء شبه الجزيرة العربية وسواحل الخليج العربية ’ واْحكام السيطرة عليها وعلى الاْماكن المقدسة ’ لاسمح الله .. اْن المشهد يعيد نفسه بقوة وحضور لانظير له من خلال تبدل التحالفات في صنعاء ’ ومن خلال الصراع اليوم الذي يدور على ارض الجنوب العربي ’ فبعد اْن تم طمس هويته وتغيير اْسمه منذ العام 1967م وحتى العام 1990م , شهدت المنطقة وبلدان الخليج والقرن الاْفريقي اْضطرابات عنيفة وخطيرة سيما بعد اْن تم اْبتلاع الجنوب العربي في 90م ’ والذي اْدى الى غياب كلي وكامل للجنوب العربي ودوره في التوازن مما نتج عنه زيادة وتيرة تلك الاْضطرابات على شواطىء الخليج ’ مثل غزو قوات صدام حسين للكويت ’ وسيطرة الفوضى في الصومال وانسلاخ اْرتيريا عن( الشوكلاته الحبشية ’ ) في القرن الاْفريقي , واْضطراب اْوضاع السودان الشقيق ’ وغير ذلك من التعقيدات التي تربك السياسي والمراقب للمشهد في تلك البلدان , .. اْن مايحدث من قتل ونهب وسلب وتواطىء ضد الجنوب العربي وشعبه العظيم ’ ويقابله سكوت عربي وتحديدا خليجيا وجزيريا , ليؤكد اْن حجم المخطط كبير جدا ’ واْن الشيوكلاته يتم تحضيرها ’ واْن فتوى الشيخ عبد الوهاب الديلمي ضد السعودية ’ مؤخرا والتي سبقتها فتوى مماثلة ضد الجنوب العربي وشعبه في عدوان صيف 1994م ضده من قبل (اليمن ) سيتم تحفيزها لاحقا بفتاوي اضافية على غرار تلك المظاهرات التي خرجت في صنعاء ’ واْمام السفارة السعودية مطالبة بتدويل الاْماكن المقدسة في الحجاز حد ماحملته تلك المظاهرات البسيطة في عددها والكبيره في مغزاها .. اْن الشيوكلاته يتم تحضيرها على مداخل باب المندب وعلى سهول الحديدة وحرض ,و سواحل جيزان وسواحل البحرين, العربي والاْحمر ومياه خليج عدن ’ وتخوم الاطراف والوسط في شبه الجزيرة العربية ’ وطلائعها ماتم اْستعراضه في عاصمة خليجية في ضوء الحملات لتجديد رخص الاْقامات ’ كل هذا يتزامن مع اْضعاف الحراك الجنوبي ’ من خلال زيادة العنف والقتل والمجازر ضد شعب الجنوب’ ورفض السماح للمنظمات الدولية حتى الدخول الى تلك المناطق’ وبلعت الاْمم المتحدة ريقها وعادت لجانها السامية من حيث اْتت ’ ليؤكد فعلا خطورة الوضع ليس في الجنوب العربي ’وانما في شبه الجزيرة والخليج’ فهل يدرك الاشقاء ما اْسدته حضارات الجنوب العربي في حروبها مع الارام والشيوكلاته والامبراطوريات القديمة حتى اْجلتهم نهائيا من شبه الجزيرة وسواحل عمان والخليج , وحافظت على العروبة قبل بزوغ البعثة المحمدية على صاحبها اْفضل الصلاة والتسليم, اْم اْن في الاْذان وقرها وعلى العيون غشاوتها ’....
والاْمر لله من اْول ومن تالي ....
14مارس 2014م...
منقول...
__________________