اْعلان وفاة شارون الدلالات والمغازي
بقلم / الباحث : علي محمد السليماني
كان رئيس الوزراء الاْسرائيلي اْرئيل شارون اْحد اْكبر مجرمي المجازر الاْنسانية ’ ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني ’ وقد اْقترن اْسم الرجل بالجزار (صبرا وشاتيلا ) على سبيل المثال ’ و اْرتبط اْسمه بالكثير من اْحداث الشرق الاْوسط ’ وكانت اْخر مجازر الرجل ما اْرتكبه في حربه ضد السلطة الفلسطينية في رام الله ومحاصرته للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ’ وهي المجازر التي تمنى اْحد رؤساء الدول العربية في تصريح صحفي شهير اْن تكون لبلاده حدود مع الكيان الصهيوني ليفتحها لمرور نيران جهنم الى دولة اْسرائيل , فما كان من الرئيس العربي الاْخر التي لبلاده حدود مع دولة اسرائيل ’و الذي كان يعلم من كان الى جانب الرئيس العربي العنتري وهو يطلق مثل تلك التصريحات عبر الفضائيات العالمية , حتى رد عليه بالقول في تصريح متلفز : اْهلا الاْرض موجوده سنمنحها لكل دولة عربية تريد شن حرب على اْسرائيل ’ .. ولم تمضي فترة طويلة حتى فارق الرئيس عرفات الحياة في ظروف غامضة ’ ولحق به شارون بعد اْجراء قرابة 12عملية’ والتي ظل على اْثرها في غيبوبه سياسية ’ حتى تم اْعلان وفاته اْمس في ثلاجة مستشفى هداسا ..
لايختلف اْثنان على الدور الاستراتيجي الذي لعبه الرجل وبروز اْسمه كقائد عسكري في حرب 1973م من خلال ثغرة شارون لعزل الجيش المصري الثاني ..
لم يحدث شارون الثغرة العسكرية فقط ولكنه اْحدث عدة ثغرات سياسية في تنفيذ الاْستراتيجية الاسرائيلية في دول حوض البحر الاْحمر المهم بالنسبة للمصالح الاْسرائيلية .. ولعل طول مرضه وغيبوبته السياسية قد كانت مصالح عليا لدولة اْسرائيل اْقتضتها’ وقفزت على الطقوس الدينية اليهودية التي تقضي بسرعة دفن الميت, واْدت الى اعلانها بعد مضي قرابة ثماني سنوات .. ومع تسليمنا اْن الموت حق على كل بني البشر ’ فاْن دلالات ومغازي الحالة الشارونية في دولة اسرائيل تؤكد اْن المنطقة مقبلة على تغيرات كبيرة باْتجاه التسويات والحلول لمختلف ملفاتها المتراكمة منذ العام 1967م وحتى اللحظة ’ كما اْن اْدوات كثيرة وكبيرة في منطقة الشرق الاْوسط قد اْرتبطت قواعد لعبتها وتعقيداتها بدور الرجل الكبير في اْحداث المنطقة برمتها .. وهو مايبعث على الاْمل في نجاح الجولات المكوكية التي تعود وزراء خارجية الولايات المتحدة الاميركية القيام بها ’ والتي كانت في الغالب نتائجها لاشيء بالنسبة للتقدم في عملية السلام ’ برغم منعها التقدم الى الحرب.. ويبدو اْن جولة وزير الخارجية الاميركي جون كيري هذه المرة فرصها كبيرة للتقدم نحو السلام في منطقة الشرق الاْوسط وايجاد قواعد لعبة جديدة تتفق مع الاْلفية الثالثة ’ عنوانها السلام والتعاون.. والتعامل مع النظرية الواقعية في ترتيب حجار الشطرنج وانتهاء اللعب مع الطموحات والاْطماع’ التي كانت اْحلام وردية في حقب الخمسينات ومابعدها من القرن الماضي ’ وسينوط بتنفيذ هذه السياسات الى دول محورية مهمة في الشرق الاْوسط لمعالجتها وتنفيذ مخرجاتها بمافي ذلك ايران وتركيا ومصر والسعودية ودولة اسرائيل نفسها .. ولست ضليعا في علوم السياسة ’ لكي اْعرف لمن اْرفع التعازي في الشمال والجنوب معا , لكن من المؤكداْن ملفي الجنوب واليمن سيكونا ضمن تلك االملفات العالقة التي حان فتحها وتصحيح وتصويب ماتراكم فيهما من اْخطاء وخطايا ..
12يناير 2014م
منقول ...