اْصحاب المشاريع الصغيرة يسحبون قضية الجنوب العادلة الى مربع الصراعات الدولية
بقلم / الباحث : علي محمد السليماني
لاشك اْن الطغاة لم تلدهم اْمهاتهم طغاة متغطرسين ’ ولكنهم وصلوا الى الحكم بحيل واْساليب ملتوية وربما بتكاليف باهضة دفعوها شخصية ووطنية ’ لكن الشعوب هي من تصنع هؤلاء الطغاة بالخنوع لهم وتزيين الباطل لهم وتحويل فشلهم الى عصور ذهبية , طمعا في مال اْو منصب اْو مصلحة.. لقد مرت القضية الجنوبية بمخاضات عديدة وعسيرة ’ وتجاذبات اْقليمية ودولية منذ ستينات القرن الماضي ’ رغم اْن القضية كانت واضحة وليست في حاجة الى دعم مشروط ولا الى سرقة البنوك وقتل الاْبرياء بحجج واهيه ’ وتصفية لخصومات شخصية ’ وحسابات ليست القضية الجنوبية العادلة في حاجة لها ’ تلك القضية التي تتلخص في جلاء الاستعمار من اْرض الجنوب العربي ’ ووحدته الوطنية ’ وبناء دولته المستقلة على كامل ترابه ومياهه وجزره وحدوده وسدوده وحواجزه الدولية بموجب المواثيق والمعاهدات الدولية الملزمة ’ لمختلف الاْطراف’ وترك اْمر الوحدة مع اليمن اْو مع غيره لاْرادة الشعب الجنوبي , ولكن اْبى البعض واْستكبر وغلًب مصالحه الضيقة والمحدودة’ واْدخل الجنوب العربي في مربع الصراعات الدولية ’ واْنساق الشعب مع تلك اللعبة القذرة اْنطلاقا من عواطفه العروبية الجياشه’ وكانت النتيجة’ ماحدث في الجنوب العربي من حروب وصراعات وتصفيات ’ من اْهمها صراعات الثمانينات ’ التي اْصبت بالقرف والغثيان وانا اْقراْ اليوم خبرا عن تمجيدها واْعتبارها المرحلة الذهبية ’ عجبا هل الحروب الاْهلية من المراحل الذهبية ياقوم ’ اْليس فيكم من فيه نخوة وضمير ويقول كلمة حق ’ لست في وادي نبش الماضي الاْثم فذلك متروك اْمره لغيري ’ فالعبد الله كان ومازال له شرف الدعوة الى التسامح والتصالح منذ هزيمة الجنوب واْحتلاله عسكريا من قبل القوات اليمنية وشركاؤها من قوات الاْخ الرئيس علي ناصر محمد في 7/7/1994م, بل وما يصيب بالقرف اْكثر هو هذه المشاريع الصغيرة التي يرفضها كل شعب الجنوب ’ الذي يطالب بتحرير واْستقلال بلاده وفك اْرتباطه من قواعد لعبة الاْشتباك التي تم اْدخالها فيها عنوة ’ ودون معرفته بالصراعات الدولية وتوازن القوى والمصالح وتقاطع الاْسترتيجيات الدولية من قناة السويس الى باب المندب .. اْن المتمسكين بمشاريع نص كم مثل الرئاسة للجنوب لمدة عشرين سنة ثم فيدرالية الاْقليمين بعد اْن فشلت وتترنح اْتحادية الاْقاليم ’ انما يعيدون سحب الجنوب وشعبه الى مربع جديد للصراعات الدولية ’ ومايحدث في الضالع حاليا اْومايحدث في الشحر وحضرموت كلها ’ ومايحدث في شبوة وعدن ولحج ’ وماحدث قبل ذلك قي اْبين غير دليل اْكيد وواضح على الاْصرار على تمجيد الفشل والحروب واْعتبارها مراحل ذهبية ’ متجاهلين تماما التصالح والتسامح ’ الذي اْعلنه شعب الجنوب وطلائعه الخيره من جمعية ردفان الخيرية ’ في ذكرى اليوم المشئوم- من المرحلة الذهبية حد وصفهم - في 13 يناير 2006م.. اْن اْستخدام مفردات غير واضحة مثل الوطن اليمني الواحد والثورة اليمنية الواحدة والشعب اليمني الواحد ’ مفردات تعطي المبرر الكافي لاْبادة شعب الجنوب ’ باعتباره شعب اْنفصالي خارج عن الملة كما يفتي بذلك علماء مراكز النفوذ في كل خطبهم التي يشحنون بها الجنود والضباط الشماليين’ وهو الشحن الذي يجعل الجندي والضابط الشمالي المتواجد على اْرض الجنوب لايكتفي بقتل الجنوبيين العزل برصاص الاْلي ’ وانما بمضادات الطائرات وبقذائق المورتور والدبابات ’ كما حدث في عدن وفي الضالع وفي الشحر.. بينما يصاب العالم بالذهول اْيصدقون القادة الجنوبيين التاريخين.. اْم يسمعون صوت الشعب الضحية ؟ ومن هنا تبداْ لعبة الصراعات الدولية القذرة ’ والضحية بالطبع شعب الجنوب الذي ترتكب ضده المجازر الجماعية ’ والذي يستقبل المواطنون قذائف الدبابات في منازلهم لتحصدهم مع اْطفالهم دون اْن نسمع بيان واضح من تلك القيادات التي كانت هي السبب في كل ماتعرض له الجنوب اثناء حكمها (المرحلة الذهبية ومشاركتها الايام المجيده ) ..اْو في ما تلوكه وتقدمه من مشاريع نص كم حاليا ’ ومتسببه في تلك المجازر اليوم .. والتي جعلت العالم يصاب بالذهول مما تسمع من تلك القيادات التي توقف تفكيرها عند مرحلة عصرها الذهبي كما تتوهم ’ ولانقول غير اللهم اْهدي القوم الى سواء السبيل واْنر لهم سبلهم وهيىء لهم من اْمرهم رشدا .. ولاحول ولاقوة الا بالله ..
19يناير 2014م
منقول....