قرار الوصاية الدولية .. لصالح شعب الجنوب وقضيته ..
بقلم / الباحث : علي محمد السليماني
صدر القرار الدولي اْخيرا بوضع اليمن والجنوب معا تحت الوصاية الدولية ’ وهو القرار الذي ظلت اْطراف الصراع في صنعاء وبعض الشركاء الجنوبيين تسعى لاْستصداره ’ بغرض فرض عقوبات دولية مانعة للرئيسين صالح الشمالي والبيض الجنوبي واغلاق قناة عدن لايف ’ لكي يمرروا المشروع السياسي للقوى الوطنية اليمنية التقدمية في الجنوب والشمال معا ... وجاء مخيبا لاْمال تلك الاْطراف التي تتلاعب باْوضاع الشمال والجنوب معا منذ اْكثر من ستين سنة خلت ... جاء القرار لصالح الحراك الجنوبي الذي ظل يقمع بوحشية وقسوة منذ عام 2007م ... اليوم اْصبح العمل السياسي وفق المعايير الدولية ’ المسنود بحقوق الاْنسان في حق التعبير والتظاهر والمطالب المشروعه مكفولا بقوة القرار الدولي بموجب الفصل السابع من ميثاق الاْمم المتحدة ’ وجاء هذا القرار الدولي الذي سعت اْطراف الصراع في صنعاء الى قرار اْخر مقيد ومعرقل للحراك الجنوبي التحرري ’ فجاء العكس ’ وفي تقديري اْن اْطراف الصراع ستتلاعب بالقرار وبلجنة العقوبات وستتملص من تلك العقوبات’ لاْن تلك الاْطراف تعودت على ممارسة التهريب والاْحتيال والتخفي ’ ولكنها لن تستطيع الاْفلات من جرائمها التي ستكون واضحة وجلية في قمعها للمسيرات السلمية وحرية التعبير واغلاق الصحف وتكميم الاْصوات واعتقال الناشطين اْو حتى اغتيالهم ..والقرار يعطي الحق للشعب الجنوبي كافة الحقوق السياسية بما في ذلك المطالبة باستعادة الاستقلال والسيادة والدولة الجنوبية على خط الحدود الدولية القائم في 21مايو 1990م ’ بل ويعطي الحق حتى لدعاة عدن للعدنيين وحضرموت (المحميات الشرقية بدولة ).. ومن هنا ستكون اللجنة في غاية الحرج’ إذ لن يكون اْمامها غير التسليم باْنفاذ العقوبات على رؤساء اللجان الاْمنية ومدراء الاْمن وقادة المناطق العسكرية ’ التي يتم القمع والارهاب في تطاقها الجغرافي ’ وستكون مليشيات حزب الاصلاح الخاسر الاْول .. من هنا يجب على الحراك الجنوبي ’ اْن يرشد خطابه السياسي وفقا لقواعد اللعبة الدولية الجديدة التي هي لصالحه, بدون اْدنى شك...
والقرار فيه مزايا كثيرة لصالح القضية الجنوبية اذا تمعنا فيه جيدا.. منها الزام الاطراف باحترام حقوق الانسان وفي هذا حق تقرير المصير وهو مارفضت صنعاء لثلاث دورات التصويت للماصادقة عليه في الاْمم المتحدة ’ كما رفضت الاْحزاب اليمنية المعارضة جميعها بل الاْدهى لجنة الحوار اليمني في صنعاء هي الاْخرى رفضت اْعتماده ’ ومنها حقه في التعبير السلمي والتظاهر ورفع الاعلام وكتابة الشعارات وحقه في المطالب باستعادة استقلاله اذا تمسك بهويته الجنوبية العربية واْجمع عليها ..بوضوح القرارات الاْممية المتعلقة باليمن ’ قد حسمت اْمر الجهوية اليمنية ’ لصالح الجمهورية العربية اليمنية (الجمهورية اليمنية ) .. وليس من حق الحراك الجنوبي المطالبه بالانفصال او تقرير المصير اْو فك الارتباط اْو استعادة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .. ولكن من حقه التمسك بهويته العربية الجنوبية التاريخية التي تم تغييرها الى الهوية اليمنية من قبل بعض القادة الجنوبيين ’ من اْجل التسريع بالوحدة في الجهوية اليمنية على طريق الوحدة العربية ولم يعتبروا الجنوب العربي جزءا من الهوية السياسية للجمهورية العربية اليمنية كما يذهب حاليا الاْشقاء في صنعاء ...
والحذر ثم الحذر من الشطحات والعنتريات في اْصدار بيانات عن عمليات عسكرية وهميه ’ اْو اْندساس عملاء في صفوف المتظاهرين لاحداث اْعمال شغب يعطي المبرر الكافي للاحتلال بالقمع المفرط كعادته قبل صدور القرار ..
كما اْن القرار حسم اْمر القيادات الجنوبية التي كان لها شرف الحكم في الجنوب’ ومتخوفة من ضياع دورها في ثورة 14اْكتوبر 1963م والاستقلال في 30نوفمبر 1967م ’ فمؤتمر الحوار اليمني تنكر كليا لتلك الثورة ولذلك الاستقلال وما اْعقبه من اْتفاقيات وحدوية ’ واْعتبر اليمن وحده سياسية وادارية واحده ’ والحل لكل مكونات تلك الوحدة الادارية ’ ضمن الحلول للجمهورية اليمنية ووهو الدولة الاتحادية بالاقاليم الستة اْو اْي عدد يتفق عليه ’ وهو ما اْعتمده القرار الاْممي الاْخير ’ وبالتالي فليس اْمام تلك القيادات غير الاعتذار عن الخطاْ والعودة الى الصواب وذلك لاينقص من قدرها ’ فقد سبقها الرئيس السيد علي سالم البيض بذلك وهو تقريبا الوحيد الباقي على قيد الحياة من قيادات الصف الاْول في الجبهة القومية ’ كما لايضيف شيئا لمن كان يقول بالجنوب العربي ’ وعجز عن جعله حقيقه معاشة على الارض ’ فالمساْلة مؤامرة دولية راح ضحيتها الجنوب وقياداته وشعبه وثورته واستقلاله ’ وتصحيح الخطاْ اْفضل من التمادي فيه ’ اْو القبول بالحلول التي تقترحها اْطراف الصراع في صنعاء ’ والتي سرعان ما ستنقلب عليها حتى وإن توهم البعض اْن فيها خلاص ومخرج..’ كما اْن هناك اْجزاء في الجنوب العربي ’ لم تعد تطيق حتى سماع لفظة ’’اليمن ,, ناهيك اْن تكون جزءا منه وهو ما يضاعف حجم المسئولية التاريخية على الحكام الجنوبيين السابقين ..
3مارس 2014م..