الجنوب ..القضية التي تم دفنها ثم بعثت على قيد الحياة
بقلم / الباحث : علي محمد السليماني
القضية الجنوبية ظهرت على مسرح الاْحداث في العام 1918م’ بعد استقلال المملكة المتوكلية اليمنية عن دولة الخلافة الاسلامية , واْستطاع الاْمام ومستشاريه ’ اْقناع الكثير من المنظمات الخفية في العالم ’ باْنه’ ممثلا لكل السلالة القحطانية الممتدة من ركن الكعبة المشرفة الى عمان والخليج ’ لكن هذا المشروع لم يحظ بالقبول لدى صناع القرار في تلك المنظمات ’ وانما اْقتنعوا بمنحه الجنوب العربي ’ في مؤتمر خبراء الشرق الاْوسط الذي عقد في القاهرة عام 1921م..
غير اْن الساسة البريطانيين كانوا منقسمين حيال هذا القرار بين مرحب ومعارض ومتردد ’ كل حسب عضويته في تلك المنظمات المهمة .. ومع قدوم حكومة العمال اليسارية في بريطانيا ’ تم القبول بهذا الاْمر وفي مارس من العام 1967م عقدت دورة خاصة بالقضية الجنوبية على مستوى المندوبيين في مقر الجامعة بالقاهرة اْستباقا لوصول لجنة تقصي الحقائق عن اْفضل السبل لمنح الجنوب العربي ’ اْستقلاله ’ شاركت فيه القوى الفاعلة في تلك المرحلة رابطة الجنوب العربي ’ والجبهة القومية وجبهة التحرير ’ واْتفق الحاضرون على تسمية الدولة الجديدة بجمهورية الجنوب العربي ’ وتعهد مندوبي الدول اْن بلدانهم لن تعترف باْي نظام ياْتي خارج قرارات الجمعية العامة للاْمم المتحدة الصادر في 11ديسمبر 1963م ’ ووافق كل الحاضرين على ذلك ’ لكن في 5يونيو حزيران قامت دولة اْسرائيل بعدوانها على مصر والاردن وسورية واْبتلعت فلسطين كاملا ’ ومعه صحراء سيناء وهضبة الجولان ’ واْنشغل العرب بهزيمتهم تاركين الجنوب العربي يواجه مصيره وفي نوفمبر 1967م تم دفن القضية الجنوبية الى مثواها ’ برضا وموافقة بعض اْطراف النخب السياسية في الجنوب ... لكن الاْمام قد تغير وجاء عوضا عنه نظام مجمهر ’ ولكنه ليس ثوريا بما فيه الكفاية ’ لهذا تقرر اْن تقام دولة يمنية مستقلة الى جانب دولة اْخرى تحمل نفس الاْسم ..
وفي العام 1972م حاول نظام صنعاء غزو الجنوب واْجتياحه اْثر اْغتيال نظام عدن لمجموعة من شيوخ قبائل اليمن ’ لكنه عجز في تحقيق الهدف وتدخلت جامعة الدول العربية ’ بوساطتها وتوقف اطلاق النار عند خط الحدود الدولية’ للجنوب العربي ’ واليمن .. وبداْت مفاوضات توقيع اْتفاقيات وحدوية إشترطها نظام صنعاء ’ وفي العام 1973م قامت فيتنام الشمالية باْجتياح فيتنام الجنوبية ’حليفة الغرب’ الذي وقف عاجزا عن مساعدتها ’ باْكثر من نقل زهاء 50 اْلف جنرال فيتنامي الى تعز تحت حجة اْنهم من اْصول يمنية ’ وبعون مالي لصنعاء قدره 70مليون دولار ’ غير اْن هذا يحمل في ثناياه تحذيرا لعدن من تكرار عمل مماثل نحوها’ ولم يتفهمه حكام عدن’ حتى اْنفجروا داخليا في 1986م ثم تم الانعام عليهم باْدخالهم صنعاء بالترحاب ’ لكن المشروع جاء باهتا ’ ولم ياْتي وفق مقترح خبراء الشرق الاْوسط ’ فكانت الحرب على الجنوب واْعلن قرار فك الارتباط من جانب واحد هو الرئيس الجنوبي الاستاذ علي سالم البيض في 7/7/1994م.. لكن بقيت اليمننة هي العائق اْمام اْنفاذ ذلك القرار الصعب الذي اْتخذه المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني بصيغة ضعيفة .. وبعثت القضية الجنوبية من قبرها ’ وليس بوسع اْحد إعادة موتها ’ فليس بعد البعث والنشور غير جنة اْو نار .. ومع هذه المعادلة تحدد في القرار الاْممي الاْخير اْن الهوية اليمنية واحدة لايجوز اْستنساخها اْو انتاج مثلها اْو اْي شيء باْسمها الميمون ’ والحل للجميع الدولة الاتحادية ’ فلو تمكن الجنوبيون من انتزاع استقلالهم باْسم اليمن الديمقراطية ’ فلن يعترف بهم اْحد ’ لاْن الوضع يختلف عن ماكان في الماضي ’ وفي هذا عدم اْعتراف بثورة الرابع عشر من اْكتوبر 1963م المجيدة وعدم اْعتراف باْستقلال الجنوب العربي (اليمن الجنوبية ) في 30نوفمبر 1967م بل اعتبار الجنوب ’ فرعا للاْصل اليمن ’ ومن هنا تتكشف الحقيقة التي مازالت خيوطها غائبة ’ ومنها إصطدام ذلك بواقع تاريخي لدولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وقياداتها ’ فماذا سيكون موقفهم ’التسليم بذلك اْم الاعتراف بغيره ..اْم ماذا ياترى ؟؟؟؟
9مارس 2014م..