الملك سيف بن ذو يزن الحميري وبشارته بظهور النبي العربي...
بقلم / الباحث : علي محمد السليماني....
الملك سيف بن ذي يزن الحميري يصفه الاْخباريون بالاْسطورة التاْريخية التي هي اقرب للخيال من الحقيقة ... كما ان تعدد اسمه لدى بعض المؤرخين ’وايضا لدى الاْخباريين اضاف مساحة كبيرة من الخيال ..لكن الدراسات والاْبحاث التي تم اكتشافها في حصن الغراب وفي نقب الهجر والرحيل ومصنعة كدور - جبل الشهباء ويقال له ايضا تعكر كما يقال له اْيضا جبل النور - ووادي ضراء وبير الحمى بنجران ...تقدم الحقيقة الصادقة والتي تقول ان الملك سيف بن ذي يزن الحميري هو من وادي الاْيزون والبعض يكتبها الاْوزون والصحيح ذو يزن وذو يذاْن وهو وادي ميفعة واسمه الصحيح - اْي اسم الملك سيف - سميفع بن معدي كرب يعفر بن الملك السميفع اْشوع الثاني بن شراحيل يكمل بن شراحيل يقبل بن لحيعة يرخم بن اْسلم ذويزن الحميري .... وقد قتل جده الملك السميفع اشوع الثاني عام 537م بعد ان غدر به ابرهة الحبشي في احد القلاع بتعاون بعض حمير معه ومنهم ذو جدن الذي كانوا حلفاء واخوة ذو يزن في اْيام عزهم ثم قلبوا لهم ظهر المجن وتحالفوا مع ابرهة الحبشي.....الذي انقلب هو الاْخر على الاْتفاق الذي ابرم بين الملك سميفع اْشوع الثاني وبين الملك كالب الحبشي عام 525م بعد مقتل صهره -اْي صهر الملك سميفع -الملك ذو نواس على ساحل البحر الاْحمر اثناء تصديه للغزو الحبشي الثاني ’ الذي تحالف معه سكان الهضبة الغربية والشمالية - اليمن الشمالي- وبعد مقتل الحميريين والاْرحبيين واعراب كنده في تلك المعركة عاد اليزنيون الى موطنهم الاْصلي وتحصنوا في حصن الغراب ((عرين ماويت )) في ميناء قناْ - بير علي حاليا- وفي وادي ميفعة... ورمموا القلوت والقلاع واعادوا تجهيز التحصينات الدفاعية في حصن الغراب... بينما الاْحباش والشماليين ذهبوا الى ظفار الغرب عاصمة مملكة حمير’ ليحتفلوا بنصرهم على حمير ’ وقد فطن كالب رسالة الملك سميفع اْشوع الثاني ’الى ان حمير ستقاتل ولن تستسلم بسهولة وكان جيشه في حاجة الى التجمع وليس الى الاْنتشار واضطر الى التفاوض مع الاْمير السميفع اْشوع الثاني ’وتم عقد الاْتفاق ان يكون االملك سميفع نائبا شكليا لملك الحبشة -عاقب- وملك للجنوب باللقب الملكي الحميري الطويل ... ويذهب بعض المؤرخين ومنهم جواد علي عندما يسترشدون وعاد السميفع من ارض الحبشة-- المقصود من ارض الشمال (اليمن) التي اسماها الاْحباش في غزوهم الاْول ارض حبشت ا ر ض ح ب ش ت -اْي - اليمن الشمالي حاليا , وقد فسرت خطاْ ان الاْمير السميفع اْشوع الثاني كان يقاتل الى جانب الاْحباش وانه عاد هو واْولاده من الحبشة ’بينما كان يقاتل الاْحباش مع والده قائد جيش حمير في عهد الملك ذونواس ’ في الهضبة الشمالية الغربية حاليا (اليمن الشمالي).. ووالده قتل في حصار نجران او في الغزو الحبشي الثاني عام 525م على ساحل البحر الاْحمر ’ فالرجل كان في حرب تحررية ووحدوية من عام 512 و في مراجع اخرى 516م الى 518م ضد الاْحتلال الحبشي الاْول ’ حيث تم القضاء على الاْحتلال الحبشي الاْول..... وحكم الجنوب الشمال .. لكن يبدو ان الشماليين تضررت مصالحهم الى جانب تضرر مصالح الروم و الاْحباش ’وفضلوا الاْحباش على الوحدة مع اخوانهم الجنوبيين’ وانضموا مع دوس ذي ثعلبان السبئي الذي تمكن من الهروب في واقعة نجران الى ملك الروم مستعديا الامبراطور جوستان’ ضد حمير منتهزا ديانة الملك ذو نواس -اليهودية- وهكذا تلاقت المصالح وحاربوا اْو تواطئوا مع الاحباش في الغزو الثاني عام 525م.... وقد تصدى لقيادة اليزنيين ولي العهد الاْمير معدي كرب يعفر بن الملك السميفع اْشوع الثاني في الثورة ضد الاحتلال الحبشي في الجنوب واْنضمت معه كندة بقيادة يزيد بن كبشه وسكان ماْرب الذي هم السبئيين العرب الاْصل وليس السبئيين الاْرام الذي حكموا ماْرب عام 350ق.م وقام اليزنيون بسحت مصنعة جبل كدور عام 542م وقتلوا عامل ابرهة ذازنبر’ كما قام يزيد بن كبشه بقيادة من طاعه من كندة لمناصرة اخوانهم اليزنيين وتغلب على عامل ابرهة في شبام وخطفه الى العبر... لكن السبئيين هزموا في مارب بسرعة امام الاحباش لقربهم من تمركز قوات الحبشة ’ الذي اْتخذت من ظفار الغرب وماْرب مواقعها العسكرية ’ الاْمر الذي اضعف المقاومة حيث اضطر بن كبشه الى التفاهم مع ابرهة واطلق سراح عاملة.. بينما كل بنو اْسلم اليزنيون رفضوا الاْستسلام وتحصنوا في مصنعة كدورحمير بوادي ميفعة بعد اعادة اصلاحها ,وتمكنوا من صد عدد كبير من الهجمات الحبشية وانصارهم من المد واللو وحمير شمال غرب صنعاء ..لكنهم تمكنوا بحيلة من اسر الاْميرة ريحانه زوجة معدي كرب يعفر وام الملك سيف بن ذي يزن وابنة احد اذواء ذو جدن بمؤامرة من اهلها ولها ابنيين احدهما سيف الذي غادر مع والده والثاني شقيقه الاْصغر -عمرو اْو عامر - وهو الذي نشاء في حجر ابرهة بعد ان تزوج بريحانة.. ويبدو ان سيف لم يبلغ سن التبكر حيث لم يرد ذكره في نقوش مصنعة كدورمع الثائرين عام 543 /542م واخذه والده معه الى ملك الروم طلبا للمساعدة بحكم روابط الدين ’ في التحرير والاستقلال واستعادة الملك.. لكن الروم خذلوه فاتجه الى الحيرة والى ملكها صديقه النعمان بن المنذر للتوسط له لدى كسرى فارس , وظل يحاول اقناع كسرى حتى مات هناك ’وقد اصبح سيف في سن التثقف حسب العرف الحميري اي سن تحمل المسؤلية , واقتنع كسرى بتزويده بعدد محدود من السجناء بقيادة وهرز نقلتهم 8سفن غرقت منها سفينتين و6 السفن اْرست في ميناء مثوب بين قناْ وبين المكلا على ساحل البحر العربي وفي العمق اليزني عام 565م , وانضمت اليهم قبيلة السكاسك الكندية وكل حمير بل وكل العرب الجنوبيين الذي ضاقوا ذرعا بالاْحتلال الحبشي واشتبكت قوات الملك سيف بن ذي يزن وقوات ابرهة بقيادة ولده مسروق // اخ غير شقيق من الاْم للملك سيف بن ذويزن // -حيث بلغ جيش مسروق 120الف من الاْحباش ومن اْوباش اليمن ’وقتل مسروق وانهزمت الاْحباش في الجنوب ... وواصل الملك سيف وجيوشه الزحف الى صنعاء وتم تحريرها مرة ثانية من قبضة الاْحتلال الحبشي ’ وهذا مايقول عنه الاْخباريون وبعض المؤرخين : اْن الملك سيف بعدما حرر بلاده ’ غزا اْرض الحبشة واْعمل فيهم السيوف والرماح ’ والصحيح اْنه فقط حرر العربية السعيدة - اليمن الشمالي - التي اْسماها الاْحباش باْرض الحبشة خلال غزوهم واْحتلالها الاْول والثاني ... وبهذا فقد اصبح الجنوب حرا وتحررت الشمال واعاد الملك سيف الوحدة من جديد عام 565م واتخذ من صنعاء لاْول مرة عاصمة وشيد قصر غمدان ’ وقد شاركه شقيقه الاْصغر (عمرو ) افراح النصر ...... وقد وفدت عليه الوفود تهنئه بالنصر ومن اْشهرها وفد قريش برئاسة سيدها عبدالمطلب بن هاشم ..... وانجب الملك سيف عامر الذي اْنجب زرعه وهو من كتب اليه الرسول صلى الله عليه وسلم واصبح كاتب الرسول عليه افضل الصلاة والتسليم بعد اسلامه في العام السابع الهجري والبعض يقول التاسع ’ وذريته ببلاد الشام على عفير الاْوسط صاحب يوم القائضة في عهد معاوية بن اْبي سفيان وتنحصر ذريته حاليا في فلسطين والاردن ولبنان وسوريه ومنهم عشيرة السيوف في الاْردن والبرقاوي في فلسطين ولبنان وسوريه ’ ولايوجد منهم في الجنوب والشمال اْحد .. بينما شقيقه - عمرو فقد اورث هعان واورث هعان زرعه( ذو الكلاع بن ناكور الحميري ) قائد جيش حمير في فتح بلاد الشام في عهد الخليفة ابوبكر الصديق’ رضي الله عنه ومن ذريته ذييب - الثالث - وقميش وشجير في سلطنة الواحدي ورقيش الذي اْنتقل الى سلطنة الفضلي وصبيح اْنتقل الى غرب الجنوب ’ فهل هم صبيحة سلطنة لحج .. وذرية الاربعة مازالوا متواصلين ويعرفون نسبهم معرفة اليقين.. ومن غير المؤكد ان كان من يسمون الاْن بالصبيحة هم من ذرية صبيح بن اْحمد بن زرعة بن ذو الكلاع الحميري اْم اْن الاْمر لايعدو ان يكون مجرد تشابه اْسماء وينقطع عند اْحمد ’ لاْن الاْسماء تتشابه ولابد من ترقية النسب للوقوف على الحقيقة ... .. وحول موضوع اليزنيين يمكن مراجعة كتاب بعنوان اليزنيون ..موطنهم ودورهم في تاريخ اليمن القديم. للدكتور ناصر صالح يسلم بن حبتور/دار الثقافة العربية بدولة الامارات العربية المتحدة ... خطبة سيد قريش عبد المطلب بن هاشم على راْس وفد قريش لتهنئة الملك سيف بن ذي يزن الحميري ...
لما ظهر الملك سيف بن ذي يزن قال ابن المنذر واسمه النعمان بن قيس - ( طبعا الاْسم خطاْ لاْن الاْسم الصحيح هو سميفع بن معدي كرب يعفر بن الملك سميفع اْشوع الثاني بن لحيعة يرخم بن اْسلم بن ذويزن الحميري واسم الشهره سيف بن ذي يزن ) على الحبشه وذلك بعد مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين ’ اْتته وفود العرب وشعراؤها تهنئه وتمدحه وتذكر ماكان من حسن بلائه واْتاه وفد قريش وفيهم عبد المطلب بن هاشم واْمية بن عبد شمس اْبي عبدالله ’ وعبدالله بن جدعان ’ وخويلد بن اسد في اناس من وجوه قريش فقدموا عليه صنعاء فاْذا هو في راْس غمدان الذي ذكره اْميه بن ابي الصلت : واشرب هنيئا عليك التاج مرتفعا ** في راْس غمدان دارا منك محلالا فدخل عليه الاْذان فاْخبره بمكانهم ’ فاْذن لهم فدنا عبد المطلب فاْستاْذنه فقال له : ان كنت ممن يتكلم بين يدي الملوك ’ فقد اْذنا لك ’ فقال عبد المطلب : ان الله قد اْحلك اْيها الملك محلا رفيعا صعبا منيعا شامخا باذخا ’ واْنبتك منبتا اْرومته ’ وعذيت جرثومته ’ وثبت اْصله ’ وبسق فرعه في اْكرم موطن واْطيب معدن ’ فاْنت -اْبيت اللعن- ملك العرب وربيعها الذي تخصب به البلاد ’ وراْس العرب الذي له تنقاد ’ وعمودها الذي عليه العماد ’ ومعقلها الذي يلجاْ اليه العباد ’ وسلفك خير سلف ’ وانت لنا منهم خير خلف ’ فلن يخمد من هم سلفه ولن يهلك من انت خلفه ونحن اْيها الملك اْهل حرم بيت الله وسدنة بيته ’ اْشخصنا اليك الذي اْبهجك من كشف الكرب الذي قد فاحنا وفد التهنئة لاوفد المرزئة فقال له الملك : واْيهم انت اْيها المتكلم ؟ قال : اْنا عبد المطلب بن هاشم قال الملك: ابن اْختنا ؟ قال : نعم قال : اْدن فاْدناه ’ ثم اقبل عليه وعلى القوم فقال : مرحبا واْهلا ’ وناقة ورحلا ’ ومستناخا سهلا ’ وملكا ربحلا ’ يعطي عطاء جزلا ’ قد سمع الملك مقالتكم وعرف قرابتكم وقبل وسيلتكم فاْنتم اْهل الليل والنهار ’ ولكم الكرامة - قصر الضيافة- ما اْقمتم والحباء اذا ظعنتم ثم نهضوا الى دار الكرامة والوفود فاْقاموا شهرا ..وذات يوم طلب الملك سيف بن ذو يزن عبدالمطلب بن هاشم على اْنفراد ’ فحضر فاْدنى مجلسه منه واخلاه ثم قال له:ياعبدالمطلب اني مفض اليك من سر علمي امرا مالو كان غيرك لم ابح له به ولكني راْيتك معدنه فاْطلعك عليه فليكن عندك مطويا ((سرا او مخفيا))... حتى ياْذن الله فيه فاْن الله بالغ امره اني اجد في الكتاب المكنون والعلم المخزون الذي اخترناه لاْنفسنا واحتجناه دون غيرنا خبرا عظيما وخطرا جسيما فيه شرف الحياة وفضيلة الوفاة للناس عامة ولرهطك كافة ولك خاصة))..... فقال عبدالمطلب((مثلك ايها الملك سر وبر فما هو فداك اهل الوبر زمرا بعد زمر )). فقال((اذا ولد غلام به علامة بين كتفيه شامة كانت له الاْمامه ولكم به الزعامة الى يوم القيامة )).....فقال له عبد المطلب ( ابيت اللعن لقد اْبت بخبر ما اْب بمثله وافد ولولا هيبة الملك واجلاله واعظامه لساْلته عن بشارته اياي ما ازداد به سرورا )). فقال : ( ابن ذي يزن: هذا حينه الذي يولد فيه او قد ولد فيه اسمه محمد يموت ابوه وامه ويكفله جده وعمه وقد ولد اسرارا والله باعثه جهارا وجاعل له منا انصارا ليعز بهم اولياءه ويذل بهم اعداءه يضرب بهم الناس عن عرض ويستفتح بهم كرائم الارض ويكسر الاوثان ويخمد النيران ويعبد الرحمن ويدحر الشيطان قوله فصل وحكمه عدل ياْمر بالمعروف ويفعله وينهي عن المنكر ويبطله )).....فقال عبدالمطلب ( اْيها الملك عز جدك وعلا كعبك-كل شيء علا وارتفع فهو كعب- ودام ملكك وطال عمرك فهل الملك ساري باْفصاح ؟ فقد اْوضح لي بعض الاْيضاح )). ’ فقال ( الملك سيف بن ذي يزن : والبيت ذي الحجب والعلامات على النصب انك ياعبد المطلب لجده غير كذب)). ’ فقال ( فخر عبدالمطلب ساجدا )).. فقال له : ((ارفع راْسك ثلج صدرك وعلا امرك ’ فهل اْحسست شيئا مما ذكرته ؟))... فقال((عبد المطلب كان لي ابن به معجبا وعليه رفيقا فزوجته بكريمة من كرائم قومي اسمها اْمنة بنت وهب , فجاءت بغلام سميته محمدا ’ مات ابوه واْمه وكفلته انا وعمه))... , فقال ( ابن ذي يزن: ان الذي قلت لك كما قلت لك فاْحتفظ باْبنك واحذر عليه اليهود فانهم له اعداء ولن يجعل الله لهم عليه سبيلا واطو ماذكرت لك دون هؤلاء الرهط الذين معك فاْني لست اْمنا ان تدخلهم النفاسة (المنافسة)لا من اْن تكون له الرئاسة فيطلبون له الغوائل وينصبون له الحبائل وهم فاعلون اْو ابناؤهم ولولا علمي باْن الموت مجتاحي قبل مبعثه لسرت اليه بخيلي ورجلي حتى صرت بيثرب دار ملكه نصرة له لكني اْجد في الكتاب الناطق والعلم السابق اْن يثرب دار ملكه وبها استحكام اْمره واْهل نصرته وموضع قبره ولو لا اْني اْخاف فيه الاْفات واْحذر عليه العاهات لاْعلنت على حداثة سنة اْمره في هذا الوقت ولاْوطاْت اْسنان العرب عقبه ولكني صارف اليك عن غير تقصير مني بمن معك........., ثم اْمر لكل واحد منهم بمائة من الاْبل وعشرة اعبد وعشر اماء وحلتين من البرود وعشرة ارطال فضة وكرش مملوءة عنبر- واْمر لعبد المطلب بعشرة امثالها - كما جاءت البشارة في البداية والنهاية لاْبن كثير انتهت البشارة ..
منقول...