الاْمام والصحابي الجليل ذو الكلاع الحميري(بن ناكور)..
بقلم / الباحث : علي محمد السليماني
الاْمام والصحابي الجليل ذو الكلاع الحميري(بن ناكور).. رضي الله عنه اْسلم مع ملوك حمير في العام7 للهجرة... واسمه زرعه بن هعان بن عمرو (وربما عامر) تم اعرابه كما يفعل البعض من النحويين اليوم خطاْ باْعراب الاْسماء بن شرحئل (الشقيق الاْصغر للملك سيف بن ذو يزن الحميري ’ الذي نشاء في حجر اْبرهة - اْي شرحئل- ) بن سمو ولي العهد معد كرب يعفر - الذي ذهب الى اْمبراطور الروم بعد مقتل والده الملك سميفع اْشوع الثاني عام 538م - وكني بذو الكلاع للتمييز بينه وبين زرعه بن عامر بن الملك سيف ذويزن - اْبن عمه .. و كني بن ناكور لغرابة اسم ابيه (هعان ) في الاْسماء الاْسلامية... بينما هعان رجل عظيم وقائد شجاع من قادة حمير ذو يزن جاء اسمه في نقش حصن الغراب عام 525م كما تكرر اسمه في نقش مصنعة كدور عام 542م اثناء ثورة بنو اْسلم اليزنيين في وادي ميفعة ’ضد ابرهة الحبشي ومن معه من اوباش اليمن والجنوب وذو جدن حمير وطبعا (هعان هنا يختلف عن هعان الذي جاء ذكره في نقش حصن الغراب وفي نقش مصنعة كدور وانما سمي تقريبا على اْسمه وهذا يرجح بعض المصادر التي تقول ان هعان الاْول ’الذي جاء ذكره في النقوش هو احد ابناء الملك سميفع اْشوع الثاني.. وعمرو وقد يكون الاْسم عامر كما اسلفنا هو اْبن الشقيق الاْصغر - شرحئل - للملك سيف بن ذو يزن الحميري - سميفع - والذي- اْي شرحئل- نشاْ في حجر ابرهة الحبشي... ... وشرحئل .. هو ابن ولي العهد الاْمير معد كرب يعفر ابن الملك سميفع اْشوع الثاني ابن شرحئل يكمل ابن لحيعة يرخم ابن اْسلم ذويزن ..واْولد الصحابي الجليل, زرعه بن هعان...الذي كتب اليه خليفة المسلمين ابوبكر الصديق رضي الله عنه عام 12هجرية ضمن من كتب اليهم من اهل الجهوية اليمانية وسارع الى تلبية دعوة الجهاد ومعه اْبنه الكبير شرحئل ’ وترك ابنه الصغير احمد في ميفعة , لاْن الاْذواء الحميريين ظلوا يحكمون اذوائيتهم اكثر من 150سنة بعد البعثة المحمدية ..
وقد كان ذو الكلاع قائد جيوش حمير من ذوريدان وذويزن وحضرموت والتي بلغ تعدادها 12000 مقاتل باسلحتهم في فتح بلاد الشام..وانقطعت ذريته من شرحئل في الشام او في العراق كما اْنقطعت ذرية الملك سيف بن ذو يزن - سميفع - في بلاد الشام وهم من يسمون البرقاوي في نابلس بفلسطين واْيضا في بيروت وفي سوريه ويبدو اْنهم كرروا الهجرة الى برقة في شمال اْفريقيا مع الفتوحات الاسلامية ثم عادت بعض ذريتهم الى الشام وسموا المدينة التي هي في نابلس ببرقة ونسبوا اْنفسهم اليها بينما فرعهم الذي بقي في بلاد الشام اْتخذ من الاْردن حاليا موطنا واْسموا مدينتهم ميفعة على اْسم مدينتهم ميفعة شبوة حضرموت الجنوب العربي ويعرفون باْسم قبيلة السيوف نسبة الى جدهم الملك الجنوبي سيف بن ذو يزن الحميري ..
بينما ذرية احمد الموجودين في وادي ميفعة وتفريعاتهم معروفة وهم ذييب بن احمد وقميش بن احمد وشجير بن احمد ورقيش بن احمد وصبيح بن احمد ( رغم اْن بعض الصبيحة يقولون اْن صبيح بن اْحمد وكازم بن اْحمد اْخوة وهو قول غير دقيق ترفضه المصادر الاْكيدة وقد يكون اْشتراكهم في اْسم اْحمد سبب الالتباس لكن لايستطيع من يقول بذلك معرفة اْب اْحمد وجده ناهيك بقبيلته الاعلى سيما اْن باكازم هم شعب لسلطنة العوالق السفلى ’مكون من عدة قبائل بينما الصبيحة قبيلة بعينها تعد جزء من شعب سلطنة لحج ’ ولايعقل اْن يكون شعبا شقيقا لقبيلة’ ويذهب الاْمير اللحجي المؤرخ القمندان في كتابه هدية الزمان في اْخبار ملوك لحج وعدن بالقول : اْن العامة في لحج يقولون ذييب بن اْحمد ورقيش بن اْحمد وصبيح بن اْحمد اْخوة من حمير ويلتبس الاْمر عليه لتشابه صبيح مع ذو اْصبح ويقول اْنهم من ذو اْصبح كما لم يذكر اْخوتهم قميش وشجير ربما لعدم تواصلهم مع لحج في ذلك الزمان ’ والحقيقة اْنهم اْخوة من ذو يزن وليس من ذو اْصبح وفي هذا الشاْن وجدت جزءا من قصيدة للشيخ عبد القوي بن شاهر شيخ مشايخ الصبيحة يقول فيه :
اْنا بن شاهر الطاهش الهمام // وسط مشاريح دولة اْنا عليكم ستة الذي قتلناهم داخل منوبة // واللي يخالف نحكم عليه اْعدام اْنا الذي جدي قاتل مع رسول الله // واللي يكذب يقراْ فتوح الشام .. ولو طال عمري وزادت اْيامي // باذكرك من منا المقدام وفي هذه الابيات الشعرية فصل الخطاب الاْكيد..
كما يوجد لهم فرع صغير في اعمامهم قبيلة نوح بوادي حجر القريب من جولهم بالنشيمة مديرية رضوم محافظة شبوة مازال يحمل نفس الاْسم ومازال الكبار والصغار في تلك المنطقة يضيفونهم الى اْخوتهم الذي تفرقت بهم السبل ... وقيل عن ذو الكلاع انما اراد الخلاف على معاوية لاْنه صح عنده ان الاْمام علي كرم الله وجهه بريء من دم عثمان .. كما يذكر الرواه الاْخباريون من كبار السن اْن اْمير المؤمنيين سيدنا علي بن اْبي طالب قد زار المنطقة في العهد النبوي الشريف مع صديقه ذو الكلاع وحفروا بئر للمياه واْسميت على اْسمه ’ وهكذا غلب اْسم سيدنا علي كرم الله وجهه على اْسم ميناء قناْ لتكون المنطقة باْسم بئر علي مازالت تعرف به حتى يومنا هذا ..وهو اْمام متبوع وكريم يجود بالمال على الفقراء والمساكين والمحتاجين ’ وقتل في موقعة صفين عام 39هجرية ’ وهو في صف اْمير المؤمنيين سيدنا علي رضي الله عنهما’وكان كثير الاْشعار في مدح صديقه الاْمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه ...حتى انه قال رضي الله عنه في قصيدة لااْمدح إلا عليا..حتى حسبه مؤرخ اليمن الهمداني من ذو الكلاع احد بيوت حمير بينما هو من ذو يزن بوادي ميفعة شبوة حضرموت الجنوب العربي . وقد تم تجهيز الجيش الاسلامي لفتح بلاد الشام التي يسيطر عليها الروم ’وبداْت الجيوش تتجمع إلى خارج المدينة ثم ذهب أبو بكر ومجلس الحرب الذي كان قد عقده لرؤية الجيوش بعد أن كانت قد أتمت إعدادها فلاحظ رضي الله عنه أن إعداده وعتاده كان مناسبًا ولكن ينقصهم العدد فسأل: ماذا ترون في هؤلاء، أترون أن نشخصهم إلى الشام في هذه العدة ؟ فقال له عمر: والله يا أبا بكر ما أرضى هذه العدة لبني الأصفر.{يقصد الروم} فقال لأصحابه: ماذا ترون؟ فقالوا: نحن نرى ما رأى عمر ففكر الصديق رضي الله عنه وألهمه الله عز وجل الحل الذي يستطيع به أن يواجه جيش الروم. . ألا أكتب كتابا إلى أهل الجهوية اليمانية فكتب الخليفة هذه الرسالة التي نصها :
بسم الله الرحمن الرحيم من خليفة رسول الله " صلى الله عليه وسلم " إلى من قُرِيء عليه كتابي هذا من المؤمنين والمسلمين من أهل جهوية اليمن سلام عليكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو أما بعدُ فإن الله تعالى كتب على المؤمنين الجهاد وأمرهم أن ينفروا خفافا وثقالا ويجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والجهاد فريضة مفروضة والثواب عند الله عظيم وقد استنفرنا المسلمين إلى جهاد الروم بالشام وقد سارعوا إلى ذلك، وقد حسنت في ذلك نيتهم، وعظمت حسبتهم فسارعوا عباد الله إلى ما سارعوا إليه ولتحسن نيتكم فيه فإنكم إلى إحدى الحسنيين إما الشهادة وإما الفتح والغنيمة فإن الله تبارك وتعالى لم يرضَ من عباده بالقول دون العمل ولا يزال الجهاد لأهل عداوته حتى يدينوا بدين الحق ويقروا لحكم الكتاب ثم يختم الصديق خطبته لهم حفظ الله لكم دينكم وهدى قلوبكم وزكى أعمالكم ورزقكم أجر المجاهدين الصابرين وبعث بهذا الكتاب مع أنس بن مالك رضي الله عنه الذي يروي ما كان من أمر هذه الرسالة إذ يقول أتيت أهل الجهوية اليمانية جناحًا جناحًا وقبيلة قبيلة أقرأ عليهم كتاب أبي بكر وإذا فرغت من قراءته قلت : الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله بسم الله الرحمن الرحيم أما بـعد فإني رسول خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول المسلمين إليكم ألا وإني قد تركتهم مُعَسكِرِين ليس يمنعهم من الشخوص إلى عدوهم إلا انتظاركم فعجلوا إلى إخوانكم رحمة الله عليكم أيها المسلمون يقول: فكان من أقرأ عليه ذلك الكتاب ويسمع مني هذا القول يحسن الرد علي ويقول: ونحن سائرون وكأنا قد فعلنا حتى اْنتهيت الى ذو الكلاع الحميري فلما قرأتُ عليه الكتاب وقلت هذا المقال دعا بفرسه وسلاحه ونهض في قومه من ساعته ولم يؤخر ذلك وأمر بالمعسكر فما برحنا حتى عسكر وعسكر معه جموع كثيرة وسارعوا فلما اجتمعوا إليه قام فيهم فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: "أيها الناس، إن من رحمة الله إياكم ونعمته عليكم أن بعث فيكم رسولاً وأنزل عليكم كتابًا فأحسن عنه البلاغ فعلَّمكم ما يرشدكم ونهاكم عما يفسدكم حتى علمكم ما لم تكونوا تعلمون ورغبكم فيما لم تكونوا ترغبون ثم دعاكم إخوانكم الصالحون إلى جهاد المشركين واكتساب الأجر العظيم فلينفر من أراد النفير معي الساعة" وهنا يبدو لنا في موقف ذو الكلاع الحميري رضي الله عنه أنه سارع مباشرة في تنفيذ أمر أنس بن مالك وطاعة خليفة المسلمين ذلك أن المسلم مأمورٌ ليس بفعل الخير فحسب بل مأمورٌ بالمسارعة إليه والقيام إليه دون تكاسل أو توانٍِ فالمسارعة في الخيرات هي أسلوب القرآن الكريم دائمًا: وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ(اْل عمران) .. وهناك فرق بين فعل الخير وبين المسارعة فيه فالله تعالى يريد منا المسارعة في الخير ويريدنا أن نلجأ إليه كالذي يفِرّ "ففروا الى الله" . قال أنس عن ذي الكلاع فنفر بعدد كثير من قومه وقدموا على ,,أبو بكر’’ فرجعنا نحن فسبقناه بأيام فوجدنا,, أبو بكر’’ بالمدينة ووجدنا ذلك العسكر قبله على حاله ووجدنا ,,أبو عبيدة ’’يصلي بأهل ذلك المعسكر قدم أنس رضي الله عنه يبشر,, أبو بكر’’ بقدوم أهل الجهوية اليمانية وقال: يا خليفة رسول الله وحقك على الله ما قرأت كتابك على أحد إلا وبادر إلى طاعة الله ورسوله وأجاب دعوتك وقد تجهزوا في العدد والعديد والزرد النضيد وقد أقبلت إليك يا خليفة رسول الله مبشراً بقدوم الرجال وأي رجال! وقد أجابوك شعثاً غبراً وهم أبطال وقد ساروا إليك بالذراري والأموال والنساء والأطفال وكأنك بهم وقد أشرفوا عليك ووصلوا إليك فتأهب إلى لقائهم قال: فسر أبو بكر رضي الله عنه بقوله سروراً عظيماً وأقام يومه ذلك حتى إذا كان من الغد وفي حوالي 16 من رجب 12 هـ قدمت حِمير على,, أبو بكر’’ فأقبلوا وقد لاحت غبرتهم لأهل المدينة وتزينت المدينة وخرجت لاستقبال الجيش فكان أول قبيلة ظهرت حمير وهم بالدروع الداودية والبيض العادية والسيوف الهندية وأمامهم ذو الكلاع الحميري رضي الله عنه فلما قرب من الصديق رضي الله عنه أحب أن يعرفه بمكانه وقومه وأشار بالسلام وجعل ينشد ويقول:
أتتك حمير بالأهلين والولد... أهل السوابق والعالون بالرتب أسد غطارفة شوس عمالقة... يردوا الكماة غداً في الحرب بالقضب الحرب عادتنا والضرب همتنا... وذو الكلاع دعا في الأهل والنسب د مشق لي دون كل الناس أجمعهم... وساكنيها سأهويهم إلى العطب.
قال: فتبسم أبو بكر الصديق رضي الله عنه من قوله ثم قال ل علي بن أبي طالب رضي الله عنه يا أبا الحسن أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إذا أقبلت حمير ومعها نساؤها تحمل أولادها فأبشر بنصر الله على أهل الشِّرك أجمعين" فقال الإمام علي رضي الله عنه صدقت وأنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنس رضي الله عنه وسارت حمير بكتائبها وأموالها