البعد عن صنعاء بعد القمر ..
يطيل العمر
بقلم / صالح اْحمد البابكري *
لم يعرف عبر التاريخ الاسلامي كله اْن اْسست دولة قطرية في هذه الهضبة العليا الشمالية الغربية على حدود الجنوب العربي عدى سلطة طائفية لمرحلتين اْنشاْها الهاشميون وهي سلطة القاسميون ومن بعدهم في القرن الماضي الحميديون (اْل حميد الدين ) وجميعهم من الاسرة الهاشمية الشريفة.. وقبلهم دويلة مابين القرن الخامس والسادس الهجري أقيمت بين صعدة وكوكبان طائفية اقامها اْل شرف الدين .. وهناك دويلات لاحصر لها هنا وهناك في هذه الاْرض الاْكثر خصوبة في شبه الجزيرة العربية تظهر تارة وتختفي , وتظهر غيرها دون اْن تترك اْثرا عدى مزيدا من الخراب ونهرا من الدماء حتى المماليك السود من تهامة وهم بني نجاح كان لهم حظا وافرا في النيل من هؤلاء الهجين في هذه الهضبة لفترتين من الزمن وعاثوا فسادا في هذه الارض المسماة (اليمن ) واذا ما اْوغلنا في التاريخ القديم وعلى الهامش ليس هناك من حضارة عرفتها هذه الهضبة والمسماة في العصر الحديث باليمن , إلا عبر حضارة العرب الجنوبيون ’ وكان ذلك تحديدا فيما بعد العام115 ق.م على اْيدي الريدانيون الحميريون الحضارمة , حين اْنتصر الجنوبيون على اْعدائهم السبئيين بعد حروب طويلة كما ذكرنا ذلك في تناولات سابقة ’ وهم ليسوا عربا ناهيك عن اْن يكونوا (يمنيين)’ فهم اْراميون ورثوا دولة معين وهي الاْخرى اْرامية .. كما سباْ الثانية ليست هي سباْ الاْولى التي اْتى ذكرها الله في القراْن الكريم ’ إذ اْن الفرق الزمني كبير بين الاْولى والثانية , كما اْن سباْ الثانية الاْرامية لايتزامن تاريخ وجودها مع تاريخ وجود الملك سليمان عليه السلام والفارق الكبير يناهز الثمانية القرون ونيف ’ وهو عهد سليمان عليه السلام ’ والذي كانت مملكته فيما بين الطائف وبيشة ’ والتي تقعان حاليا ’ في المملكة العربية السعودية ’ كما يقول بذلك بعض البحاثة في التاريخ وتوصف جهويا بمملكة يهوذا القديمة ’ وهي تشمل غالبية اْراضي هضبة السراة وحتى نجران وبعض من التهائم ’ والله اْعلم..وما يدعيه بنو صهيون اليوم في فلسطين ليس دقيقا عدى هجرتهم الى فلسطين في عهد الملك شيشانق في حوالي 950 ق . م ’ بعد اْن هاجم مملكتهم في المنطقة اْنفة الذكر ’ وذهبوا الى ارض فلسطين لاجئين وطالبي رزق وليس لهم فيها حقا’ غير هذا ..ولذلك عجز الاْثريون اْن يحصلوا لليهود في اْرض فلسطين على اْي اْثر لدعاويهم فيها وهي ’ اْرض الميعاد كما يقلولون زيفا ’ وهو زيف واْفتراء وضربا من الخيال إذ تثبت البحوث الجديدة للبحاثة العرب اْن اْرض الميعاد في حضرموت الكبرى من الجنوب العربي ’ وهي الهضبة الممتدة من ثمود الى اْقصى الشرق من صحراء النفوذ ’ والله اْعلم .. وقبل الوداع من خلال هذه التناولة العابرة اْننا ننصح الاْخوة في صنعاء هذا إن كانوا اْخوة ’ اْن يسلموا البلاد التي تسمى الجمهورية العربية اليمنية لاْنصار الله بقيادة الاْسرة الهاشمية الشريفة وعلى راْسها الحبيب عبد الملك الحوثي ’ وذلك النصح مصوبا لاعتبارات كثيرة ’ لاتهداْ هذه البلاد ولاترى العافية من خلال هذه المنظومات السياسية بكل مسمياتها ’ فهذه المنظومات ليس لديها ما تقدمه لشعبها عدى هذه المشاهد المحزنة من الدماء والصراعات التي لم تنتهي منذ عام 1962م فاْنصار الله باْذن الله تعالى بقيادة السيد عبد الملك الحوثي والرجال المخلصون معه ’ قادرون اْن يعيدوا بوصلة العدالة التي رحلت’ برحيلهم منذ ذلك التاريخ المذكور ’ فالهاشميون هم من وحد اْطراف الجمهورية العربية اليمنية وحدوها باسم مملكة اليمن المتوكلية’ ووريثتها اليوم الجمهورية العربية اليمنية ’ ومن الاْفضل العمل الجاد على تطوير البلد عوضا عن السعي الى التوسع غير محمود العواقب... والى لقاء قادم إن شاء الله ....
15اْبريل2014م
*كاتب السياسي وباحث في التاريخ...