عشرون تحت الاْحتلال وستة وخمسون قيد النظر والاْحتوى
بقلم / صالح اْحمد البابكري *
يحيي شعب الجنوب العربي العظيم ذكرى الغزو والاْحتلال اليمني في عامة العشرين والذي بداْ تدشينه في 27 اْبريل 1994م على مراْى ومسمع العالم كله ’ كما هي نفس المناسبة تمر على شعب الجنوب العربي من قبل الاْستراتيجية الدولية الشهيرة ’ وهي اءستراتيجية شرق وغرب السويس ’ التي تم قيامها بتفاهم بين الشرق والغرب بعيد الحرب العالمية الثانية في يالطا ’ ووضع فيها الجنوب العربي قيد النظر والاْحتوى وهو مازال تحت الاْحتلال البريطاني ’ وذلك قبل ستة وخمسون عاما والتي اْتى استقلال الجنوب العربي فيما بعد منقوصا وليس كما هو متعارف عليه عند حصول البلدان على استقلالها من مستعمريها والتي تستقل بهوياتها الوطنية مثل سائر الشعوب.. بل وحتى بين الاْقطار العربية بكل مسمياتها القطرية ’ لم يحدث ذلك .. ومن هنا تجلى ظهور تلك الاْستراتيجية اللعينة كدافع خفي للزج بهذا البلد وشعبه الطيب في اْتون الصراعات الدولية ’ وجعل حرية الجنوب وشعبه واستقلاله لخدمة المصالح الاْستراتيجية الدولية والاْقليمية بعيدا عن مصالح الجنوب وشعبه ’ بل وبطرق ضارة ومهلكة .. اْن وضع الجنوب العربي وشعبه كبش فداء في المنطقة العربية بعد فلسطين المحتلة ويتم الربط الاْستراتيجي بينهما ظلما وعدوانا ليتسنى ذلك الربط الغير منطقي والخارج عن الموضوعية ’ لفرض وصاية إقليمية في اْحتلال مباشر لفلسطين سبق اْحتلال الجنوب العربي ’ ليلحقه باْحتلال غاشم سببه اْلداؤه في الداخل الجنوبي بالاشتراك مع الاْدوات في صنعاء وقيد النظر الاْسرائيلي ودولا عربية اْخرى وفق نظرية الاْحتوى’ وكان مزدوجا بين الغرب والشرق ومازال حتى هذه اللحظة برغم اْن هناك الكثير من الاْستراتيجيات للقوى النافذة قد تغيرت وفق معطيات اْستجدت عالمية ومحلية لبلدان ومناطق كثيرة في العالم كل حسب ما اْتت به من دفوعات تلك المتغيرات ’ وشكلت تعرجاتها التي فرضتها بقوة معطيات لابد من الدفع بها ’ وقد ولدت تلك الاستحقاقات الحتمية ..كما راْينا وتعايشنا مع كل ما يحدث على الخارطة الدولية كيف يتم هذا ..وكيف يتم التعاطي مع شعب الجنوب العربي من قبل العالم كله ’ وذلك يعود الى قصور حكامنا الاْماجد منذ مابعد الاستقلال عام 1967م وحتى اللحظة الراهنة ’ ويبدو اْننا مازلنا بعيدين كل البعد عن الحق والمنطق والادراك لاْهمية موقعنا ومزاياه ’ وحذلقات البعض من تلك القيادات التي مازالت تغرف مفرداتها من المخزن القديم في ذاكرتها الخربة ’ وهذا ما قد يضطر شعب الجنوب العربي الى نفاذ صبره ويجد نفسه مضطرا لخلط الاْوراق بكل ما فيها ... اْن الشعوب لاتقاس اْفعالها من خلال عددها اْو غير ذلك ’ بل تقاس الشعوب بفاعليتها وما لديها من قيم وما تختزنه من إرادة وعزيمة ..وهذه لم يفقدها بعد شعب الجنوب العربي العظيم برغم حجمه الصغير وفقره المفروض عليه عنوة من قبل حكامه الجهله اْو من قبل محتليه الغزاه اليمنيين اْو اْعداؤه البعيدون , وفي كل الاْحوال مازال لدى شعب الجنوب العربي الكثير من مفاتيح المناورة’ بحجم اْمتدادانا الثقافي الكبير الذي بنيناه عبر قرون خلت في بقاع واسعة من العالم ..إذ نحن وللله الحمد والشكر اْصحاب اْدوار في التاريخ البشري مضيئة ومستنيرة وجلية ولسنا على قارعة الطريق لازلنا نتلمسها وحتما ستاْتي التحولات شاء من شاء واْبى من اْبى..
عاش الجنوب العربي بشعبه العظيم ..
*كاتب سياسي وباحث في التاريخ
22ابريل 2014م