رحلة قصيرة في تاريخ العرب الجنوبيون
بقلم / الباحث: علي محمد السليماني
يظل التاريخ محل جدل كثير في محتواه ومضامينه ’ كما إن تاريخ المنطقة بشكل عام يعتوره الخلط والكثير من الروايات المتضاربة ’ بل اْن تاريخ الشرق القديم كله بهذا التضارب في الفرضيات ’ وفي هذا الحيز المتواضع رغم طوله ادعوك عزيزي القارىء الى رحلة في تاريخ المنطقة للوقوف على بعض الحقائق المتيسرة ..
اْن اْل يهبئر واْل عبدربشمس واْل ذو ريدان واْل ذو يزن والاْوسانيين والقتبانيين والنبطيين ينتمون الى حمير ,,مملكة حضرموت الكبرى’’ والتي تعد المبتكرة لنظام الحكم الاداري الفيدرالي ,, الاتحادي بلغة اليوم ’’ واْن انتشارهم اْنطلق من ميفعة عاصمة مملكة حضرموت وعاصمة الاْمارة اليزنية ومن شقيقاتها عزان وميفعة اليزنية , واْن تلك الممالك كانت ضمن النظام الملكي الحضرمي الحميري القائم على الفيدرالية ’ وقد اْحتفظت ميفعة بمكانتها عند مختلف تلك الممالك ’ وظلت عاصمة ثانيةللمملكة الحميرية الكبيرة التي اْختطت عاصمة جديدة لها بعد العام 115ق.م في ظفار الغرب اْو ظفار الثانية تيمنا بظفر الحميريين بالاْرام في ظفار الشرق اْو الاْولى والتي تتبع حاليا الشقيقة سلطنة عمان وذلك عام 3200 ق.م ’ بعد اْن وحدت شبه الجزيرة العربية والخليج وبلاد الشام والعراق وجنوب بلاد فارس ,, بلاد الشرق القديم ,,وعبرت البحر الاْحمر الى اْقليم شواء الاعلى واْقليم شواء الاْسفل حتى وصلت الدناكل .
كما وجدت اْن الاْقليم الاْوساني -هكذا اْسمه ’ وهو الاْقليم الممتد من الجوف الذي كان تابعا لمملكة حضرموت الى دثينة تجمع فيه الاْوسانيين من حمير بعد ما لقيوا من غدر وخيانة من اْخوتهم في مملكة حضرموت ومملكة قتبان’ وهو نفس كاْس الغدر الذي تجرعه اْخر ملوك مملكة حضرموت العزيلط بن عبد ربشمس بعد نقل عاصمته الاْولى من ميفعة الى شبوة وتحالفه مع السبئيين الاْرام ضد الممالك التابعة له والتي يبدو اْنها اْخذت في الاْبتعاد عن المملكة الاْم حضرموت ربما لضعف الاْسرة الملكية اْل عبدربشمس ’ الذي اْيضا قضى على شقيقته مملكة قتبان التي سبق لها مناصرته ضد مملكة اْوسان وهو الخلاف الذي اْستفاد منه السبئيين بعد إن اضعفت تلك الحروب الداخلية لاْقاليم اْو الممالك العربية الجنوبية الحضرمية ’ وفي احتفال كبير اْقيم في حصن النود ( العقلة ) بانتصار ات اْسرة اْل عبد ربشمس شاركت فيه وفود من الهند وكلدان واشور والحبشة والجارة ’’ سباْ’’ و اْعلن اْشعر وتر ملك سباْ ( الشمال )السلام في المنطقة اْمام الملك الجنوبي الحضرمي الحميري العزيلط اْخر ملوك مملكة حضرموت الكبرى ’ واْمعانا في التضليل طلب يد شقيقة الملك العزيلط وتم الاتفاق على الزفاف الملكي بين حمير حضرموت وبين سباْ معين الاْرام .
لكن الاْمر كانت فيه خدعة كبرى ’إذ كانت مملكة حضرموت تتجهز للعرس الملكي كانت سباْ تجهز جيوشها مغتنمة فرصة انطلاءخديعتها على ملك حضرموت الحميري العزيلط ’ وهكذا هجمت جيوش سباْ ( معين ) ودكت شبوة وميفعة وعزان وقناْ وجردان وعماقين ووادي حجر وكل اراض حضرموت حمير عام 180ق.م و احتلوها هذه المرة و اضافوا الى لقبهم ملك ,, سباْ وحضرموت’’.. وفي العام 150ق.م عقد مؤتمر ( حميرم ) بالعر حصن حمير في شبام الاْحقاف بزعامة الملك ياسر يهنعم الاْول وابنه التبع لاحقا شمر يهرعش وقاموا بثورتهم التحررية وقضوا على الغزو والاحتلال السبئي المسنود من الحبشة وحرروا بلادهم ,, العربية الجنوبية ’’ عام 115ق.م وتابعوا الارام حتى ظفروا بهم في ظفار تهامة وحرروا ,, العربية السعيدة ’’ .
وهنا بزغت مملكة ذو ريدان حميرالتي ايضا عملت بنفس النظام الاداري الذي اعتمدها اخوتها في مملكة حضرموت الكبرى ’ ويعد الكثير من القبائل اليوم في شبوة وابين ودثينة في الاْقليم الاْوساني من حمير رغم إنهم يقولون ذيب عله وذيب الكور
وروابطهم في النسب اْقرب الى بعض قبائل الكورالعوالق والظاهر والبيضاء ودثينة ومنها المياسر والحسني وقبيلة عفارة والسياري فهم من الاْوسانيين الحميريين.
وقد اْطلق على ساحل البحر الاْحمر الاْفريقي الساحل الاْوساني اْو ساحل عزانيا اْو الساحل الحميري ’ وكلها تسميات لشيء واحد هو اْوسان الحميرية .. اْما ما سمي بسرو مذحج لاحقا فاْنما ذلك جاء بعد البعثة المحمدية على صاحبها افضل الصلاة والتسليم ,وناتجا عن تبادل الاْقوام للمواقع بعد البعثة , ويوجد بالطبع في ذلك الاْقليم البعض من قبائل مذحج الجنوبية ومن اْشهرها النخعيين وغيرهم ’ ويبلغ تبابعة حمير 77تبعا كما يبلغ عدد ملوكها 139ملكا’
. وربما قادم الاْيام تجود علينا من خلال اْكتشافات اْثرية تجلي الاْلتباس في ذلك وغيره.
المملكة الحميرية 115ق.م.وهي التي تاْسست على اْثر طرد الاْحتلال السبئي الاْرامي المدعوم من الحبشة كما اسلفنا ’ الذي حدث عقب غدر اْشعر وتر السبئي بملك حضرموت العزيلط وتخريب كل حواضر المملكة الحضرمية الحميرية العربية الجنوبية واْخضاع مملكة حضرموت العربية الجنوبية للاحتلال السبئي تقريبا العام 150ق.م من التاريخ الحميري , حيث تداعت القبائل العربية وعقدت مؤتمر ,,حميرم’’ في مدينة شبام الحضرمية العربية الجنوبية ,, حصن العر ’’ وتم تنصيب الملك ياسر يهنعم الاْول ملكا واْبنه الاْمير شمر يهرعش الاْول وليا للعهد وتم تحرير الجنوب العربي واستقلاله لكن ضربات هذه المملكة الواعدة استمرت بالزحف حتى تم تحرير الهضبة الشمالية والغربية(اْرض حبشت كما كانت تسمى واليمن الشمالي بتوصيف اليوم ) نقطة الضعف في شبه جزيرة العرب التي يدخلها الغزاه وينطلق منها باْتجاه مختلف ارجاء الجزيرة العربية - ومازالت على هذا المنوال حتى اللحظة- وفي عام 24ق.م قام الرومان بحملة بقيادة (اليوس جالوسي) حاكم مصر الرومانية تكونت من عشرة اْلف جندي بصد الاْستيلاء على الجنوب العربي ,, العرب الجنوبيون ’’ بمساعدة بعض العرب وبعض حرافيش صنعاء وتمكنت العرب الجنوبيون من هزيمة الرومان ..وعلى اْثر ذلك عدل الرومان عن فتح هذه البلاد بالقوة العسكرية واْكتفوا بمحاولة السيطرة على التجارة البحرية وتدعيم مصالحهم التجارية في بلاد العرب لتحسين علاقاتهم السياسية بالدول والاْمارات في الجنوب العربي ومع دولة الحبشة .
الفرضية الكبرى ’اْما الحدث الاْكبر في ما وجدت بين دفات تلك الكتب هو هلامية فرضية وجود دولة ,,معينية ’’اْذ اْن الدولة ليست اْلا مملكة حضرموت التي تشير المراجع الى قيامها بين 1300ق.م اْو 1020ق.م .. وهو نفس التاْريخ الذي اْختلط فيه الاْمر على المؤرخين وساهم الاْخوة في صنعاء بتشويشه.. والمعنيين هم اْنفسهم السبئيين وهم كما اْسلفنا اْراميين - ساميين مع جدلية بعروبتهم وصلتهم بالعرب البائدة - ومن اتجهوا جنوبا منهم كانوا بدو يعملون بحراسة القوافل لصالح مملكة حضرموت الكبرى (الجنوب العربي ) وينقلون اللبان والعود والعطور والمر والصمغ وغيرها من تجارة العرب الجنوبيون ’ من خلال النقل البري حيث تلتقي القوافل في الجوف التي كانت تسمى جوف حضرموت ’ وتواصل رحلتها شمالا الى شمال الجزيرة وبلاد الشام والعراق وفارس.
اْنظر ماذا يقول المؤرخ الدكتور حلمي محروس اْسماعيل في كتابه القيم الشرق العربي القديم وحضارته /بلاد مابين النهرين والشام والجزيرة العربية / طبعة عام 1997م:
الدولة المعينية (1300-650ق.م) وهي اْقدم الدول العربية التي قامت في اليمن (عند المؤرخين تعني الجنوب ) وكانت تقوم في منطقة الجوف بين نجران وحضرموت في سهل اْشتهر بكثرة نخيله ومراعيه وتحيط به الجبال من ثلاث جهات مما جعل لها حماية طبيعية/ يجزم الباحث اْن تلك الصفات لاتتوافر للجوف الحالية واْنما تتوافر الى اليوم في حضرموت واْن تلك الدولة التي تتزامن مع ظهور مملكة حضرموت في عهد اْل يهبئرالحميريين ) في المصادر العربية سوى اْسم ( معين ) وبراقش .. على اْنهما موضعان في منطقة الجوف ونسب تاْسيسهما الى سلالة (التبابعة )/ ويرى الباحث في هذه السطور اْن هذا دليل اْخر على عدمية دولة معين التي هي بالفعل نفسها دولة حضرموت الكبرى لاْن التبع وجمعه تبابعة اْنما يقتصر على حمير وومملكتهم حضرموت هي من حمير ومن ميفعة بالتحديد/ ويواصل القول المؤرخ حلمي في كتابه المذكور اْنفا : وتدل لفظة ((معان )) على نبع ماء وجاء ذكر المعينيين في التوراة على اْنهم سكان النقب اْو سيناء ويذهب فريق من الباحثين الى اْنهم سكان منطقة معان التي تقع الى الجنوب الشرقي من(( البتراء )) وقد اْشتغل المعينيون بالتجارة / يرى الباحث كاتب هذه السطور اْن المقصود بالتجارة النقل البري/ وسيطروا على الطريق التجارية بين الشمال والجنوب /يقصد الجنوب العربي وبلاد النهرين والشام/ ونافسوا في ذلك السبئيين الذين يشتركون معهم في اْصل واحد ويقول : في ذلك (اْلويس موسيل ) اْنه خلال الاْلف قبل الميلاد كان الجزء الاْعظم من التجارة العالمية في بلاد العرب واقعا في اْيدي السبئيين والمعينيين /يقصد نقل التجارة وحراسة القوافل / الذي كانوا يسيطرون على الجزء الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية وكان السبئيون والمعينيين اْبناء جنس واحد ولكنهم كانوا يتنافسون على السيادة لافي بلادهم فحسب بل في الواحات التي كانت تمر بها الطرق التجارية- وهنا الصورة تتضح جليا اْن الموقع الجغرافي الذي حدده المؤرخ هو نفسه موقع الجنوب العربي بمملكته الحضرمية الحميرية وما في اْحشائها من ممالك تابعة لها اْوسان وقتبان ’ واْن السبئيين والمعينيين لم يكونوا سوى جمالة وحراس للقوافل في تجارة النقل البري وقتذاك بعد هزيمتهم الاْولى على اْيدي الدولة القضاعية الحميرية الاْولى في ظفار الشرق ,, الاْولى ’’عام 3200ق.م والتي تقع حاليا في سلطنة عمان الشقيقة ..
واْنما اْختلط الاْمر على المؤرخين حيث كان النقل التجاري اْكثر واْوسع من العلاقات السياسية والعسكرية والثقافية بين مملكة حضرموت ,, الجنوب العربي ’’ وبين تلك البلدان في بلاد مابين النهرين والشام’ وقد اْدى توسع تجارة النقل البري الى اْحتكاك المعينيين الذي هم انفسهم لاحقا تسموا السبئيين بدول الشرق القديم في بلاد الرافدين والشام ومصر الذي يتعاملون مع حراس الواحات والقوافل من اهؤلاء القوم الذي هم اْنفسهم’’اْرام ’’ على اْساس اْنهم (الملوك الجنوبيون ) وبالطبع قوة الوسيط من قوة موسطه فمن الطبيعي اْن يحظى ناقلو منتجات الجنوب العربي وحراس قوافله الكثيرة بالاْحترام لدى البلدان المستوردة لتلك المنتجات التي تعادل اليوم النفط والغاز .
المعينيين والسبئيين525/350ق.م..
ويختلف المؤرخون حول تاْريخ بداية مملكة المعينيين والسبئيين فبينما البعض يقول 1500 ق.م والبعض الاْخر يقول 650ق.م فاْن الاْبحاث الجادة وضعت فرضيات اْن بداية المعينيين بالملك عام 525 ق.م. واْنتقل الى اْخوتهم السبئيين تقريبا عام 350ق.م في عهد المكرب اْيل وتر سادن المعبد الذي قتل معين الرهوي الثاني قائد الجيش العائد من حربه مع مملكة دومة الجندل بشمال الجزيرة العربية وتجمع الجيش المنهزم في صراوح , حيث غدر كرب ايل وتر بقائد الجيش ونصب نفسه مكربا وغزا اْرض سباْ ,, ماْرب ’’ واْحتلها واْسمى نفسه ملك سباْ في العام350 ق. م وفي هذا العهد بداْت الفتن والقلاقل و ظلوا يثيرون الفتن والسرقات والغزو ضد الجنوب العربي (العربية الجنوبية )كل ما سنحت لهم فرصة ويقومون بالسرقات وحرق المدن والقتل والنهب وغير ذلك من اْعمال السلب ,, طالع النقش رقم 10 لكرب اْيل وتر ’’ لكنهم لم يكونوا يطمحوا في توسيع مناطق نفوذهم اْبعد من تواجدهم في الهضبة الشمالية الغربية ,, اليمن الشمالي ’’ حتى ثارت الفتن والحروب بين ممالك العربية الجنوبية كما اْوضحنا اْنفا.
مملكة ذويزن:
وقد انتهت مملكة ذو ريدان تقريبا العام 510م واعتلى الحكم في العاصمة الحميرية ظفار تهامة اْو ظفار الثانية لخيعة ذو الشناتر من ابناء المقاولة وبالدارجة اليوم ,,دحباشي ’’ حتى قام الملك يوسف اْساْر يثاْر ذو نواس ذو يزن ,, يهودي الديانة ’’ من وادي ميفعة العظيم عام 516م وحرر العاصمة الحميرية ظفار وحرر صنعاء و تعز وتهامة وجيزان وجزيرة فرسان ونجران عام 518م وضم ,, ارض الحبشة ’’ - الشمال - كما اسماها الاحباش الى مملكة ذو يزن الاْولى ’ لكن اْوغاد تلك الهضبة وبقايا السبئيين تاْمروا مع الروم والاْحباش ضد اليزنيين الجنوبيين من خلال استعانة دوس ذو ثعلبان بامبراطور الروم والذي ادعى امامه ان ملك حمير احرق النصارى في الاْخدود واحرق الكتاب المقدس ’ واْمر الامبراطور وكيلتهم في المنطقة الحبشة بغزو بلاد حمير وتم الغزو فعلا وحدث الانزال البحري على ساحل البحر الاْحمر عام 525م حيث قتل ملك حمير والارحبيين واعراب كندة بينما بقية قبائل الهضبة ,, الشمال ’’ كانوا يحتفلون مع الغزاة الاْحباش في عاصمة حمير ظفار بالانتصارات ’ وعاد الملك سميفع اْشوع الثاني تجميع صفوف حمير في عرين ماوية ,, حصن الغراب ’’ في وادي ميفعة واقام التحصينات الدفاعية ورمم الخزانات واحتشدت كل قبائل الجنوب العربي حوله وكانت رسالة واضحة لملك الحبشة كالب وقائد الغزو اْرياط وتم عقد الصلح القاضي بالاعتراف بالملك سميفع اشةوع الثاني ملكا على الجنوب باللقب الملكي الحميري الطويل حتى تم الغدر به عام 537م ثم قيام الثورة الثورة الجنوبية الواسعة ضده في ميفعة وفي مصنعة كدور عام 542/543م وهزيمة بنو اْسلم ذو يزن بعد حصار مرير وغادر معد كرب يعفر قائد الثورة الى امبراطور الروم بحكم روابط الدين لكن الروم خذلوه فاتجه الى كسرى فارس ومات هناك وخلفه ابنه الملك سميفع ,, سيف ’’ بن ذويزن وزوده بثمان سفن غرقت منها سفينتين رست في ميناء مثوب بين قناْ والمكلا في عمق الموطن اليزني عام 565م وحرر بلاده ثم اتجه الى ماسمي بارض الحبشة ,, اليمن ’’ وحررها واتخذ من صنعاء عاصمة لاْول مرة في تاريخها حتى مات في ظروف غامضة عام 595م وفي مراجع اْخرى تقول 599م بل وفي بعضها تقول إن حكمه من الاْساس لم يزد على اْربع سنوات وهو قول غير دقيق لايتفق مع العقل ’ وما وصل اليه هذا الملك من شهرة ’ وانتهت مملكة حمير الصغرى الثانية ’واعتلى الملك في صنعاء وحدها الفارسي وهرز وقامت عليه ثورات من حمير وكندة الجنوب مما استدعى طلب النجدات العسكرية الفارسية والتي رست في اْحور وفي شقرة وفي عدن ’ وبزغت فجر البعثة المحمدية بعد ذلك واْسلمت صنعاء على اْيدي الفارسي باذان الذي عينه النبي صلى الله عليه وسلم واليا عليها ..
و في لمحة سريعة على الماضي نجد إن معظم الكتب تبحث عن الملكة التي ورد ذكرها في سورة النمل وما يسميها العامة بالملكة بلقيس.’ويختلف مؤرخو صنعاء على نسبها فبعضهم ينسبها الى حمير - الصرح يخضب - والهدهاد وهؤلاء جانبوا الصواب لاْن اختلاف حكم حمير مع حكم الملك سليمان اْختلافا كبيرا والفارق بينهما مئات السنيين .. والبعض ينسبها الى السبئيين وهؤلاء ايضا حكمهم متاْخر عن حكم الملك سليمان بن داْود 960/935ق.م..
ومن هنا تبقى فرضية اْن تكون هذه الملكة التي اْختلف المؤرخون عن من تكون ومن اْي قوم فاْحتمال اْن تكون من ملكات مملكة حضرموت الكبرى في عهد الدولة القضاعية التي اْشتهرت بعصر الملكات الحميريات لتطابق التاريخ في الحكمين الملكي الحضرمي الحميري العربي الجنوبي / والملكي النبوي لسليمان بن داْود. اْو ان تكون هذه الملكة في قوم اْخرين وبلد اْخر’ ويعتقد الباحث مسود هذه السطور إن هذه الملكة هي التي تحدثتت عنها التوراة واْسمتها سبوتا أو شيبوتا ’ وهي نفسها شبوة
)حضرموت) والتي يسميها المؤرخون باْرض النود والتي تمتد الى ما يسمى بكسر حضرموت الفاصل بين حضرموت والاحقاف ’ اْي إن هذه الملكة حميرية حضرمية من مدينة شبوة وربما تجود علينا الاْكتشافات الاْثرية في قادم الاْيام بتوضيح هذه الجدلية التاْريخية.
اما الفرضية التي تشبه اليقين فهي ان مملكة اسرائيل والهيكل المزعوم ليس في فلسطين وانما هو في وادي اْبو جبارة ,وهما واديين احداهما بالقرب من صعدة والاْخر بالقرب من بيشة ومملكة اسرائيل تمتد من هناك باتجاه الجنوب الى سراة تهامة وتنتهي حدودها عند حدود سرو حمير في الضالع العربية الجنوبية ..
واْكتفي بهذه الفرضيات التي تحتاج الى اْمكانيات كبيرة وجهود مضنية في التقصي والاْطلاع والمقارنة والمقاربة بين الاْسماء والاْحداث والنقوش وما تناولته الكتب عنها وحتى يقيض الله من هو قادر واْقدر من العبدالله اْو يجود علينا الزمان باْكتشافات اْثرية جديدة , فاْنني التمس العذر ان اْخطاْت واجر اجتهادي وان اصبت التمس الاْجرين من الله العلي القدير..
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم.
26اغسطس 2014م
منقول..