اسقاط المؤسسات تعميد استقلال ام تعميد احتلال
صالح علي الدويل باراس
يتردد أن هنالك نية لاستيلاء الحراك على مؤسسات ومرافق في عدن بالتزامن مع فاعلية 14 أكتوبر ورغم أني لا اعتقد جدية الإقدام على فعل كهذا من قوى وهيئات الحراك في هذا الظرف رغم انه عمل نضالي مطلوب إذا ما كان ضمن خطة متعددة المراحل ومنضبطة القيادة والأهداف وقوية التحالفات وليست قائمة على ردود أفعال وتشرذم قيادي فيكفينا انه بعد 7/7 / 2007م تشعبت بنا ادعاءات الممثل الوحيد والاحتكار الفردي او الفئوي للنضال فأصبحت أفعالنا ردود أفعال حتى ضاقت جماهير الحراك بقياداته وهيئاته ومشهد مخيم المنصورة مازال شاهد حي .
السؤال : هل الإسقاط كما يتردد يأتي ضمن خطة بوحدة قيادة بمراحلها وتحالفاتها الدولية والإقليمية كحال خطة الحوثي لإسقاط مؤسسات ودوائر في صنعاء؟؟؟ أم أنها ردود أفعال غير محسوبة؟؟
المراقبة العادية للحالة القيادية للحراك لا تؤكد وجود خطة جاهزة قياديا وسياسيا وجماهيريا لا توجد تحالفات إقليمية ودولية لذلك ولا توجد أية استراتيجية تتقاطع مع الحراك ما عدا المشروع الإيراني الذي يتحرك بقوة الآن في صنعاء هذا المشروع يدعم مشروع السيد عبدالملك الحوثي بأن قضية الجنوب قضية مظلومية يجب عرضها على المقام السامي في صعدة ومساواتها بمظلومية الجعاشن أما ان تتساوى المظلومية الجنوبية بمظلوميته في صعده فذلك من المحال!!
إن الحوثي قبل إسقاط صنعاء تقاطعت مصالحه مع مصالح إقليمية ودولية فصنعاء لم تسقط بل تمت بعملية استلام وتسليم فمعركة الاثني عشر ساعة لا تكفي زمنيا لإشباع رغبة عاشقين وليس لإسقاط مدينة بحجم صنعاء عدا ان للحوثي وحدة قيادة وقوة حشد وقوة مليشيا تدافع عن هذا الحشد ولديه تواطؤ دولي وإقليمي من اجل التخلص من الإصلاح وحلفاؤه ولديه أنصار او خديعة في القوات المسلحة ولديه سيطرة على البنك المركزي والاعلام المركزي!! وسيطرة على وزارة المالية وووووووووووووو الخ
لكن ماذا لدى الحراك؟؟؟؟؟
لا وحدة قيادة فمرض الممثل الوحيد لم يقبل له شركاء حتى الآن في إدارة منصة الفعالية، ولن تسير العملية بانضباط جماهيري بل بفوضى جماهيرية فلا يوجد مال لديمومة البقاء الشعبي الجنوبي في الساحات وليس لدى زعماء الإسقاط ،إذا كان ما يتردد حقيقة، مليشيات تدافع عن الحشود وتدافع عن الجماهير حتى تسقط المؤسسات وتحميها من النهب وليس لديها تواطؤ إقليمي ودولي لإنجاز ذلك العمل فالحراك ليس حليفا لا دوليا ولا إقليميا لإسقاط الإصلاح وحلفائه وجامعته ولم يقدم نفسه حتى كلاميا بأنه شريكا لمحاربة الإرهاب ، الوتر الحساس لدى امريكا، وليس لديه أنصار اختراق او خديعة في القوات المسلحة وإذا افترضنا وجودها فستخدم الخديعة صنعاء مهما اختلف سيدها وليس لديه بنك مركزي ولا اعلام مركزي وليس لديه وزارة مالية فلا يستطيع إدارة تلك المرافق فالمال في صنعاء وتستطيع إفشال اي عمل تغيب عنه الترتيبات والتحالفات الإقليمية والدولية لتسد تلك الفجوة الرئيسية فقطع الطاقة الكهربائية فقط كفيل بحركة شعبية جنوبية تطالب بالكهرباء وستسقط أي محاولة للسيطرة الحراكية على المرافق .
من المستفيد من إسقاط غير مدروس؟؟
واذا كان لابد من إسقاط المؤسسات فالأفضل ان يكون عبر الجنوبيين الذين في السلطة وعبر لجان شعبية جنوبية تابعة لهم ويظل الحراك حامل هدف الاستقلال فان سقطت لصالح الاستقلال فالجنوبيون يريدون ذلك وان كان العكس فلا يكون الحراك هو الذي سلمها للحوثي إما إذا ما تم باسم الحراك فلن يخدم الجنوب الآن بل سيخدم إيران ومشروعها بعلم الحراك او بدون علمه وسيضاف لإنجازات الحوثي في إسقاط صنعاء وسيستغلون الحشد الجنوبي الصادق في انجاز فعل غير محسوب ستكتشف الجماهير بعد فوات الأوان أنها انخدعت وان من خطط له اما انه مغفل او انه ضمن مشروع لا يخدم التحرير والاستقلال وفي هذه الحالة سيكون الإسقاط عودة بالجنوب مرة أخرى لاحتلال عبر بوابة الحراك الذي يدعي الاستقلال وسيكون الحراك بذلك جزء من مشروع الحوثي بدون حرب يشنها وبدون ثمن سياسي او وطني وسيؤكد رؤية السيد بان القضية في الجنوب قضية مظالم كما حددها في خطابه الأخير والإسقاط بهذا المعنى اخطر وثيقة سيكسبها وسيكون مؤتمر الحوار الوطني ومخرجاته واتفاقية النفق اقل خطرا على الجنوبيين من هكذا إسقاط ،وسيكون رافعة داعمة تذوّب الحراك وقضيته في بند إعادة صياغة شكل الدولة التي فرضها السيد باتفاقية السلم والشراكة بمجرد استلامه لصنعاء!!
ان الإسقاط اذا كان صادق النية والهدف يجب ان يكون ضمن استراتيجية جنوبية لاستقلال الجنوب وتحت وحدة قيادة تحقق تقاطع مصالح إقليميا ودوليا تستثمره سياسيا وتخضع لها مليشيات وقوة تدافع عنه وعدا ذلك مهما كان الصدق فيه فسيفتح باب الفوضى لأنه سيجمع كل الإخوة الأعداء في صنعاء من حوثي وإصلاحي ومؤتمري للدفاع عن الغنيمة الجنوبية وستحضر للمشاركة في الغنيمة القاعدة والأنصار وداعش هذا عدا ان الإسقاط في ظل عدم وحدة قيادة جنوبية سيرتد في الجنوب ولن يكون حالنا كحالهم عند استلام صنعاء فلن تلجا كثير من القوى لمقولة "حقنا لدماء المسلمين" حيث لم يعد خافيا ان الإقصاء تعملق حتى ان بعض القوى والأشخاص تجعل بضع أشهر سجن الرصيد الوحيد لتمثيل الجنوب والبعض جعل من احتكار أسمائهم في اللجان التحضيرية والسيطرة على المنصات الشهادة الوحيدة ليرث بها الجنوب وهذا محال ومحال المحال .
موضوع: اسقاط المؤسسات تعميد الاستقلال اْم تعميد الاحتلال..بقام / صالح علي الدويل 
الإثنين أكتوبر 13, 2014 3:03 pm
