محلل سياسي يفجر مفاجئة:13 يناير 1986م لم يكن صراعاً داخلياً بل مؤامرة خارجية هدفت لتصفية قيادات الجنوب وضرب جيشه ودوره ومكانته في المنطقة
عـدن المنارة/(خاص) سلمى النخعي:
13 - يناير - 2015 , الثلاثاء 08:25 صباحا (GMT)
179 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
رفض المحلل السياسي/سامي عبدالعزيز تحميل أي طرف سياسي جنوبي من أطراف الصراع، مأساة 13 يناير 1986م، بوصف الجميع ضحايا تم التلاعب بهم وجرهم إلى اتون صراع دامي لايخدم أي طرف منهم من قبل أطراف إقليمية ودولية لتحقيق أهداف خارجية..، مشيراً أن السنوات التالية لتلك الأحداث أثبتت بما لايدع مجالاً للشك حجم المؤامرة التي تعرضت لها دولة الجنوب بمكوناتها المختلفة ومن هي الأطراف المستفيدة منها وهول الخسارة التي تعرض لها كل الجنوبيين بدون استثناء قيادة وشعب ومن كل الأطراف.
وأكد أن أحداث 13 يناير 1986م، لم تكن وليدة صراع داخلي حقيقي بين الأخوة ورفاق النضال المشترك من قيادات الجبهة القومية والحزب الاشتراكي والبعث واليسار الجنوبي عامة، أو بين جهات مناطقية بعينها ضد جهات مناطقية اخرى، بدليل وجود شخصيات من محافظات وجهات مناطقية جنوبية موزعين بين طرفي الصراع، ويمكن الرجوع إلى الأسماء للتأكد من ذلك بكل يسر وسهوله، رغم محاولة إلباسها هذا الثوب ابان الأحداث واستغلال البعض له بإيعاز خارجي.
وأوضح أن الموقع الاستراتيجي والطوباوية الفكرية المصاحب للشطط والتهور السياسي..، ناهيك عن الاستقطاب الدولي بين الشرق والغرب، والحرب الباردة حينها، والدور الإقليمي والدولي الكبير والمؤثر الذي كانت تمارسه دولة الجنوب "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية"، على كل الأصعدة، ومشروعها التقدمي، ووجود كادر يساري كامل في كل مفاصل الدولة جعل دولة الجنوب تحت طائلة التأمر الصريح والخفي منذ إعلان استقلالها عن الاستعمار البريطاني عام 1967م.
وأشار المحلل السياسي: إلى أن دولة الجنوب تعرضت منذ عام الاستقلال وحتى العام 1990م، عندما أعلنت تأسيس وحدة اندماجية لأول مرة بالتاريخ مع دولة اليمن، تعرضت للاختراق الجاسوسي الخارجي..، منوهاً إلى وجود قيادات كبيرة في جهاز الدولة بالجنوب تعمل لصالح اليمن الشمالي وقوى إقليمية وغربية عديدة، كشف عن بعضها بعد العام 1994م عقب حرب اجتياح الجنوب، فيما ظل بقية الأسماء الكبيرة طي الكتمان والسرية حتى الآن ولم يكشف عنها.
وتطرق إلى وجود قوى يمنية شمالية عديدة كانت تسمى بمسميات عديدة منها الجبهة الوطنية، وكان من ضمن تلك القوى المتواجدة بأرض الجنوب عناصر من ضباط أمن ومخبرين يتبعون دولة اليمن الشمالي ودول أخرى، وكان لهم دور كبير ويد طولى في كثير من أحداث فتنة الأخوة في قيادة الجنوب، ناهيك عن الدور ألتأجيجي الذي كان يمارسه عدد من القيادات العربية اليسارية لخلق صراعات بين قيادات الجنوب، وتصفية البعض للبعض الأخر لجعل الجنوب ساحة للصراع وتدميره وإنهاء دوره الإقليمي وهو ماحصل جزئياً بعد العام 1986م، والعام 1990م، والعام 1994م، حيث تم الإجهاز نهائياً على القوى العسكرية والكادر اليساري المجرب ومكونات الدولة في الجنوب.
وتطرق المحلل السياسي إلى كميات السلاح الكبيرة التي وصلت إلى الجنوب قبل أحداث يناير 1986م، بفترة وجيزة والتي سربت عبر الحدود من اليمن الشمالي، كما أن خطة التصفية الجسدية لأعضاء المكتب السياسي رسمها خبراء مخابرات غربيون، كما أن الخطاب الإعلامي الدولي كان تصعيدياً ويمتلك معلومات كانت تسبق في أحايين كثيرة مايجري على الأرض، ويمكن الرجوع لمن تابع الأخبار على إذاعة لندن وصنعاء هذه الحقائق.
وأفاد أن السنوات القادمة ربما تكشف مزيداً من الأسرار والحقائق عن التدخلات الخارجية في التأمر والتخطيط للصراعات بين الأخو ورفاق النضال الواحد التي جرت في دولة الجنوب، واستمرارها والدفع بمحركاتها وإشعال نيرانها وأن منفذيها غالباًُ ماكانوا يجهلون أهدافها ومن يقف وراءها ولماذا جرى مايجري حينها؟؟!!.
وختم المحلل السياسي: بالقول أن الجنوب لازال حتى يومنا هذا يتعرض لمؤامرات وخطط لتفتيتية وإضعاف مكوناته حتى لاتقوم له قائمه في ظل شرذمة قياداته وقبائله ومناطقه، وربما الأيام والسنوات القادمة تولد من رحم الجنوب وأرضه من يعيد للجنوب مكانته ودوره وهيبته.