زنزانة الرعب ما اْقسى لياليك تبالك تبا لهم تبا لبانيك
بقلم /صالح اْحمد البابكري*
القول لهذه القصيدة والتي اْخذنا مطلعها عنوانا لتناولتنا لهذا الاْسبوع هي للمناضل الكبير الشهيد البطل علي عبدالعليم بانافع رحمه الله واْسكن روحه الجنة , وسائر الشهداء الجنوب الغر الميامين في كل ثورات الجنوب العربي المستمرة منذ زهاء النصف القرن .
إن طريق النضال كانت ومازالت وستظل على مر الزمان محفوفة بالاْشواك كما إن الثورة هي الطريق الصحيحة للوصول للغايات المنشودة للشعوب حيال الطغاة ولا سبيل للخلاص منهم إلا بتقديم التضحيات تلو التضحيات بقوة وعزيمة لاتلين إن ثمن الحرية والانعتاق من العبودية والاْستبداد والانتقال الى مصاف الشرف والكرامة لايعترف بالانكسار ولاينحني اْمام العواصف بل يزداد قوة وباْسا في مقاومة الظالمين مهما كان جبروت سطوتهم وعنف مجابهتهم للمقاومين ’ وشعبنا العظيم في الجنوب العربي من الشعوب المقاومة والجسورة على مر التاريخ البشري ومنذ ولادته وبدء حضارته الموغلة في القدم عبر التاريخ , شعب مقاوم لايعرف السكينة ولا الإستسلام إلا من خلال السلام العادل والمنصف وليس المذل والراكع ’ هذا ما يجب اْن يعرفه الخصوم اْينما كانوا ومهما كانت قوتهم وقدراتهم واْحلافهم مجتمعين وذيولهم , فشعب الجنوب العربي العظيم لايخشاهم ومجلدات التاريخ مليئة بمناقبنا في الميادين وفي العلوم وفي الفكر وفي نشر الخير والعدل من منطلق الاْنفس الرفيعة والرؤوس الشامخة , هذا هو شعب الجنوب العربي معقل يعرب واْصل اليعربيون من قحطان وعدنان من المحيط الى الخليج .
إن التاريخ حافل بالعثرات وليس بالإنكسارات ومع كل الحروب وما حملته من خطوب عبر سبعة اْلاف عام من ظهور قحطان وعدنان على هذه الاْرض المباركة , غابت اْقوام واْندرست حضارات بجبروتها , وهانحن باقون وبذريتنا وسلالاتنا نتمدد في وطننا العربي الكبير وفي الكثير من بقاع العالم نؤدي دورنا الذي خلقنا الله من اْجله وهو نشرالخير و العدل ونشر الرسالة الإنسانيه والإيمانيه بما شملته من معاني الخير والعدل والرحمة للبشرية جمعا, وتاْثيرنا ملموس وقوي ويعرفه الاْعداء من خارج اْمتنا ولذلك هم يحاربوننا اليوم باْعداء من داخل اْمتنا خدعتنا ولم نكن نعلم خداعهم ومكرهم لسبب بسيط وليس لغباء منا , بل لإننا كنا ومازلنا ننشد لهم الخير ولانعلم إنهم بكل هذا الحقد الغير مبرر يكيدون لنا ومتاْمرون علينا وعلى اْمتنا العربية والاسلامية مع الاْعداء إلا إننا مع كل هذا وماتحمله هذه الافعال المشينة نتصرف وسنتصرف بما اْمرنا به الله في محكم كتابه : ولاتزر وازرة وزر اْخرى .
إننا نفرق بين فعل الحكام والجماعات بكل اْشكالها والوانها الطيفيه وبين شعوبهم , وهذا هو الصلابة في القيم والسلوك الحسن الذي يتحلى به شعب الجنوب العربي العظيم ’ واْمتداده لمهمته الإلهيه في نشر الخير والعدل في الاْرض ..
وقبل الوداع نقول لكل مناضلي الثورة السلمية الشعبية الجنوبية (الحراك الوطني الجنوبي ) بكل قواه إن عليكم منذ هذه اللحظة تقع مسئولية كبرى لفعل ثوري تاريخي هو فعل ثورتكم والمتمثل في ان تكونوا على قدر المسئولية بكل تبعاتها من معاني التلاحم والاصطفاف وتوحيد الجهود والقدرات , اْو اْن تستسلموا لما اْنتم فيه من اْنقسام غير مبرر ونعرف ويعرف شعبنا العظيم من يقف خلفه ومن هم سببه ومن يخدم , ان العدو يستقطبكم باثمان بخسه اْو بملفات رخيصة ويقودكم الى العبودية من خلال زرع التشرذم والانقسامات ومن بعد ذلك سوف تكون الطامة الكبرى وهي العبودية لهؤلاء الغزاه الطامعين في ارضنا وبموت شعبا عظيما له سبعة اْلاف عام مرفوع الراْس ويكون موته جريمة لاتغتفر إذ اْصيب بطعنة من داخله منكم اْيها المتخاذلون المرضى بداء الذات المذلة وغير المنطقية والمهينة, والله غالب على اْمره ولو كره الكافرون وبعونه ناصر شعب الجنوب العربي وحافظه من شرور الاْعداء وشرور ضعاف النفوس المحسوبين منه وهم عليه.
*كاتب سياسي وباحث في التاريخ
11مارس 2015م.