[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فع (عنا) - أكد القيادي البارز في الحراك الجنوبي "علي هيثم الغريب" في حوار مطول مع وكالة أنباء عدن أنه "مهما يكن من الإبادة والعنف التي تستعمل للقضاء على فكرة الاستقلال لدى الجنوبيين فإنه لن تستطيع أي قوة أن ترضيهم بما دون الاستقلال, ثم إن طلب الاستقلال لم يكن خاصاً بعنصر دون آخر, ولا بشريحة اجتماعية دون أخرى, بل كل الجنوبيين في أمره سواء" على حد قوله.
وأشار الغريب إلى أن "انقسام الحراك بين المكونات كان عبارة عن طيش ظهر في الفترة التي ظهر فيها خوف بعض الحزبيين على مستقبلهم الحزبي والشخصي, ولكن هذا الطيش بدأ يفقد مغزاه في الظروف الراهنة".
وقال الغريب في حواره مع (عنا) أن "الحزبيين الجنوبيين وعلى رأسهم الاشتراكيين لم يفرطوا بقضية الشعب الجنوبي قيد أنملة, ولم يستطع نظام الاحتلال شرائهم حتى وهم في سجون الاحتلال" لكنه أسف أن البعض منهم "في قيادة مجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب قد تحولوا خلال مدة قصيرة جداً إلى جهاز لم يعد يسمح بإعادة اختيار أو انتخاب أو تجديد أو تطعيم القيادة" مشيراً إلى أن البعض منهم "يسعى لعقد مؤتمر يمنحه شرعية جديدة فقط".
وأضاف أنهم "قد شكلوا أغلبية داخل المجلس, وفي تكوين اللجنة التحضيرية حيث أتوا لها بكشوف خاصة بهم, حتى يظلوا دائما هم القادرون على فرض آرائهم وتعزيز مركزهم القيادي" معتبراً أن هذا يعني-إذا نجحوا فيه- أن الجنوب "سيسير من جديد وراء الفكر الواحد والحزب الواحد".
ونفى الغريب وجود "خلافات داخل الحراك الجنوبي السلمي بشأن الهوية أو بشأن النضال من أجل استعادة الدولة واستعادة الهوية (الجنوب العربي) في آن معا" على حد قوله.
ولكنه أكد وجود "صراع مع أحزاب المشترك سواء كانت يمنية أو جنوبية حول استمراها في يمننة الجنوب العربي" مشيراً إلى أن قيادت حزب الإصلاح وهو أكبر هذه الأحزاب "تنتمي إلى الشيعة مذهبياً وقواعده سنية-شافعية", متهماً رجل الدين اليمني عبدالمجيد الزنداني بالانتماء "إلى فرق التكفير داخل القاعدة وهو مطلوب من قبل الأمم المتحدة" على حد قوله.
وأضاف الغريب في حديثه عن علاقة الزنادني بالقاعدة: "الزنداني هو راعيها الأول في اليمن, يتواصل مع أعضاءها, وقد هدأ الوضع في صنعاء ومأرب, ونفذت بعض مطالبهم".
وعن علاقة الحراك بالمعارضة اليمنية قال الغريب أن الحراك الجنوبي عرض على المشترك اليمني "أن يعارضوا نظامهم باتجاهين, الأول يكون بضرورة إخراج الجيش اليمني من الجنوب, ويستهدف العودة إلى ما قبل إعلان الوحدة عام 90, ثم يكون في المرحلة الثانية إصلاح نظامهم وبناء دولة على الأقل في صنعاء".
واعتبر الغريب أن "الواقع الجنوبي بعد عام 1978م قد فرض صراعاً بين مجموعة الحكم, ومن هم ليسوا على حق من المختلفين معهم وعنهم" مشيراً إلى أن "الإيديولوجيات قتلت المشروع الحلم الذي طرح إبان الكفاح المسلح ضد بريطانيا".
وقال أنه "بعد عام الاحتلال-1994م- أصبح كل جنوبي سواء كان مع المنتصرين أو المهزومين, يقف صامتاً يراجع ماضيه ويرسم حاضره".
مؤكداً أن "المشروع الحضاري لبناء الدولة في الجنوب، الذي راود أحلام مناضلي حرب التحرير في ستينيات القرن الماضي، مازال بأهدافه الكبرى مطمح كثير من النخب الوطنية الجنوبية".
وحول عدم وجود القبول الدولي لإقامة دولة مستقلة في الجنوب أكد الغريب: " القبول موجود, فقط العالم يبحث عن حل اقتصادي وسياسي لليمن (الشمال حاليا) حتى لا تتصومل".
وطالب الغريب الجنوبيين في الخارج "تقديم طلب قانوني إلى مجلس الأمن الدولي على قراراته السابقة (924,931 لسنة 1994م) بشأن إحالة قضيتنا إلى محكمة العدل الدولية للفصل أو للإفتاء أو للاستشارة وفق دعوتنا القانونية المنطلقة من المواثيق الدولية, وتوجه دعوة أخرى نطالب من خلالها الإدعاء في المحكمة الجنائية الدولية بإلقاء القبض على المتهمين بارتكاب جرائم حرب ضد أبناء الجنوب العزل" على حد قوله.
نص الحوار:
(1): لماذا لا يمكن للحركة الاحتجاجية الشعبية في الجنوب التنازل عن مطلب الدولة المستقلة؟
- هناك ثلاثة أسباب تؤكد هذا الحق, أولها:أننا كنا دولة مستقلة ذات سيادة دخلنا بشراكة مع دولة جارة – وليس بعملية بيع وشراء- ثانيها: هناك إجماع شعبي جنوبي على الاستقلال, وذلك أمر لا يحتاج إلى دليل.. فالطلاب يطالبون بالاستقلال, والمتقاعدون الجنوبيون وشريحة كبرى من الموظفين يطالبون بالاستقلال, المظاهرات والمسيرات والاعتصامات التي يشهدها الجنوب منذ ما بعد احتلاله من قبل القوات اليمنية, وكما جاء في البيانات أنهم يطالبون بالاستقلال, الإضرابات في الجنوب ورفض التعامل مع قوات الاحتلال لأن غرضهم الاستقلال, هتافات الأطفال وشباب الجنوب وطلاب المدارس وهتافات طلاب الجامعات في كل أنحاء الجنوب "برع برع يا استعمار" هذا لأن طلبهم هو الاستقلال, ما أظهروه المسئولون الجنوبيون في كافة أجهزة نظام الاحتلال من الاستياء من معاملة المناضلين الجنوبيين من قبل قوات الاحتلال يدل دلالة قاطعة أنه لم يتبقى لهم في صنعاء سوى الراتب الشهري, وأنهم مع استقلال دولة الجنوب.. وأن تطور الوسائل النضالية السلمية إلى غيرها لم يكن إلا النتيجة الطبيعية لما قوبلت به هذه الوسائل السلمية المشروعة من العنف والقمع والتدمير والقتل الجماعي, وعدم المبالاة بإحساس الشعب الجنوبي, ومهما يكن من الإبادة والعنف التي تستعمل للقضاء على فكرة الاستقلال لدى الجنوبيين فإنه لن تستطيع أي قوة أن ترضيهم بما دون الاستقلال, ثم إن طلب الاستقلال لم يكن خاصاً بعنصر دون آخر, ولا بشريحة اجتماعية دون أخرى, بل كل الجنوبيين في أمره سواء.
(2): بماذا تصف عجز الحراك الجنوبي عن إقامة مؤتمر توحيدي؟
- اسمح لي إذا أطلت بالإجابة على هذا السؤال, كونه من الأسئلة المهمة التي تحتاج إلى توضيح ومن الواقع الذي نعيشه.. والحقيقة أنه لم يكن هناك أي عجز أمام الحراك الجنوبي في إقامة مؤتمر توحيدي.. فنحن قد أسسنا لهذا المؤتمر الأشياء المهمة (اندماج 9 مايو وإيجاد الوثائق البرنامجية الرسمية للحراك والتشكيلات على مستوى المحافظات وتوحيد الخطاب السياسي والبيانات وغير ذلك), ولكن كانت هناك صعوبات من النوع الفردي التي يمكن التغلب عليها.. وتكمن تلك الصعوبات فقط في مسألة التسابق التي تمت من قبل بعض الأفراد في تشكيل الهيئات وحجز مواقع في قيادة الحراك الذي أصبح وكأنه ملك لهم وكنا على يقين كامل أن تلك الهيئات بعضها تابع للاشتراكي, وبعضها مجرد تسمية بدون أي قواعد شعبية تذكر, وتمسك بعض الأفراد ببعض الهيئات أو بقاياها هم فقط من أجل استلام حصتهم عند تقاسم قيادة الحراك من خلال "الجبهة الوطنية" التي يحرصون على قيامها أكثر من حرصهم على القضية الجنوبية.. في ظل هذه الظروف كان المد الشعبي من أجل توحيد الحراك, يزداد قوة, ويزداد قبول مشروع الانفتاح على شرائح المجتمع الجنوبي المشاركة في الحراك.. واليوم إن النزوع الشعبي العام إلى وحدة الصف قد شمل جميع شرائح المجتمع الجنوبي وقواعد الحراك الجنوبي لم يكن بوسع أحد تصوره قبل عام, ونحن ونقولها بكل صراحة فقد فقدنا أعز الأصدقاء في سبيل تمسكنا بهذا النهج, وهو نهج توحيد مكونات الحراك حتى بنسبة 70% ونتيجة لاختيارنا هذا الطريق التوحيدي, فإذا كان تعدد الهيئات قد كشف عن اختلافات وهمية وشخصية كبيرتين, فإن مشروع "الجبهة الوطنية" سيحدث أزمة في ثقافة الحراك الجنوبي, وسيحدث تفسخ أخلاقي داخل قيادة الجبهة إن وجدت, فكنا نعاني من ضغط داخلي –وإن كان فردي وغير مؤثر– لرفض الاندماج بين الهيئات, وضغط خارجي لإيجاد"جبهة وطنية", ووقف أمام طلائع العمل الوطني من الذين رفضوا أي مشروع إلا مشروع إيجاد قيادة موحدة ووثيقة وطنية واحدة, نحدث من خلالهما نوع من الشرعية لقيادة الحراك, ولا أقول شرعية وحيدة, سؤال مهم هو: كيف يمكن إعادة لحمة الحراك إلى وضعها الطبيعي؟.. وصيانة وحدة الحراك, والحفاظ على ثقافته من التطرف الفكري والسياسي والمصالح الذاتية التي كانت قد بدأت في الانتشار, وما زال تأثيرها باقياً, في مثل هذه الظروف كان الحل المعقول والوحيد والمدعوم شعبياً هو التقارب بين الهيئات والمجلس الوطني والشباب وشرائح المجتمع الجنوبي, والتغلب على التباينات داخل قيادات الحراك في المحافظات وليس داخل قواعد الحراك الموحدة والعملاقة في فهمها وحرصها على دماء الشهداء والأهداف النبيلة, وكنا نخاف أن تلك الهيئات التي تشكلت في محافظة واحدة وخلال شهرين فقط (من أكتوبر إلى نوفمبر 2010م) قد تولد انقسامات حقيقية ثم تعلن صعوبة الاندماج وتذهب للمطالبة بـ"الجبهة الوطنية" بين مكونات لا تاريخ نضالي لها سوى "الكتبة", ولكن قواعد الحراك الموحدة لم تسمح لهذه الأصوات القليلة بأن تقود عملاً جبهوياً أو ائتلافياً.. ولم يكن الحل إلا لتلافي ذلك فإما الاندماج أو ترك تلك المكونات في دائرة النسيان, وحاول البعض من الخارج من الحريصين على العمل الوطني إعطاء أشكال أخرى لوحدة الصف النضالي الجنوبي, ولكننا نوهنا أن إنتاج الجبهات في هذا الوقت المبكر سوف يفسد التصالح والتسامح والتضامن, وأن العمل الجبهوي ينتج عادة من عمل نضالي طويل يخوضه هذا الحزب أو المنظمة أو الجبهة, ويصبح لكل فصيل وطني أرشيف تاريخي عزيز على كل إنسان وطني, ولكن في حالنا في الحراك الجنوبي السلمي لم يوجد بعد مثل هذه المكونات, بل وجدت هيئات دخلتها الأمراض الذاتية الطبيعية منذ ولادتها, وإذا ما تكون عمل جبهوي يعني أن تلك الأمراض ستنتقل إلى الشكل الجديد (جبهوي كان ائتلافي), لأننا من خلال العمل الجبهوي نكون قد أعطينا مساحة من الاستقلالية لكل مكون, ولكن باندماج تلك المكونات ستذوب معها أمراضها.. وتنتهي المصالح والنزوات الذاتية, ونؤكد اليوم أن انقسام الحراك بين المكونات كان عبارة عن طيش ظهر في الفترة التي ظهر فيها خوف بعض الحزبيين على مستقبلهم الحزبي والشخصي, ولكن هذا الطيش بدأ يفقد مغزاه في الظروف الراهنة.. فادعاء 6 مكونات رفع راية الاستقلال وفك الارتباط واستعادة الدولة, ثم يرفض بعضهم التوحيد, جعل أولئك النفر موضع سخرية الشعب الجنوبي فعلاً.. واليوم الحمد لله فقد نحينا التباينات والإساءات الشخصية جانباً وتقرر البدء بالعمل الوطني الموحد لكل من ينشد الاستقلال وفك الارتباط واستعادة الدولة.. ومن لا يريد توحيد الصف الجنوبي من حقه أيضاً أن يعمل فمجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب قد أكد في وثائقه أنه الممثل الشرعي للحراك الجنوبي ولكنه ليس الممثل الوحيد.. هكذا أملت علينا الظروف الجديدة الحاجة الملحة لصيانة الحراك من الأهواء الشخصية التي كانت المسبب الأول في التعدد.. وهناك أسس لانعقاد المؤتمر الوطني الجنوبي العام وضعناها للتشاور والمناقشة في إطار كل محافظة جنوبية.
(3): هل يقلقك تمسك الحزبيين الجنوبيين بعضوياتهم؟
- عارضنا الانتماءات الحزبية في هذه المرحلة بالذات, وذلك ليس استنقاصاً بإخواننا الحزبيين الجنوبيين الذين لا يستطيع أحد أن يزايد عليهم بما قدموه خلال مراحل الحراك من تضحيات, فالحزبيون الجنوبيون وعلى رأسهم الاشتراكيين لم يفرطوا بقضية الشعب الجنوبي قيد أنملة, ولم يستطع نظام الاحتلال شرائهم حتى وهم في سجون الاحتلال, ولكن رأينا أن الحزبية ترتبط ببرامج وتتبنى سياسات غير صالحة للجنوبيين, وأن إيجاد قيادة للحراك وهي مرتبطة تنظيمياً وسياسياً بتلك الأحزاب قد تحدث نوع من الولاء المزدوج (حزبي ووطني), وقد تضع القضية الجنوبية تحت سيطرة غير وطنية.. خاصة وأن الحزبيين (بفعل أن المجتمع الجنوبي مجتمع مدني ومتحضر, والتعدد الحزبي فيه سهل الاستيعاب) قد شكلوا أغلبية داخل المجلس, وفي تكوين اللجنة التحضيرية حيث أتوا لها بكشوف خاصة بهم.. حتى يظلوا دائما هم القادرون على فرض آرائهم وتعزيز مركزهم القيادي.. وهذا يعني-إذا نجحوا فيه- أن الجنوب سيسير من جديد وراء الفكر الواحد والحزب الواحد.. علاوة على ذلك, أننا كنا نأسف أن البعض من الحزبيين في قيادة مجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب قد تحولوا خلال مدة قصيرة جداً إلى جهاز لم يعد يسمح بإعادة اختيار أو انتخاب أو تجديد أو تطعيم القيادة, بل إن البعض يسعى لعقد مؤتمر يمنحه شرعية جديدة فقط, وهذه الطريقة ممقوتة وقد تكون لا سمح الله بداية لتأسيس مركزية حزبية - مناطقية مقيتة, وهو الأمر الذي أدى إلى ابتعاد البعض عن الشارع الجنوبي, وجماهيره التواقة إلى وحدة الصف والحرية والاستقلال.. بل ورفض بعض أفراد المجلس مع الأسف أي بيانات أو تصريحات غير التي تأتي من جانبهم, بل إن البعض يعرقل كل المحاولات الجادة لعقد مؤتمر وطني جنوبي للحراك إلا إذا أقر البرنامج المقدم من قبله بعيداً عن لجنة صياغة الوثائق التي أقرت في آخر اجتماع لمجلس قيادة الثورة في الأول من نوفمبر 2009م.. وتريد مؤتمر وطني يبقي على وثيقتها "رافضة أي وثيقة وطنية أخرى", وكذلك على القيادة السابقة, أي أن البعض يريد مؤتمر من أجل القيادة الحالية وليس مؤتمر من أجل وحدة الصف الجنوبي, يستوعب من خلاله الآخرين.. لكن رغم كل هذه التحديات التي هي أصلاً من صنع الأفراد, فإن الشعب الجنوبي ظل على ولائه للقضية الجنوبية, بل والتهب أكثر فأكثر وقدم مئات الشهداء والجرحى وآلاف المعتقلين ليعطي درساً أن الشعب يضحي من أجل وطنه, ومن أجل استعادة دولته, لا من أجل الأفراد مهما علا شأنهم, وأن مطلب إيجاد قيادة شرعية للحراك هو من أجل تنظيم العمل النضالي فقط, وليس لأن أعضاءها هم الأفضل داخل الشعب الجنوبي الأبي, وإدراكاً منا لأهمية القضايا التي يعيشها الجنوب, وبحكم مشكلات وقضايا التحرر الوطني التي تمر فيها حركات الشعوب, وبما أن الخط الأساسي لـ"مجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب" يتمثل في كونه تنظيماً وطنياً شعبياً مفتوحاً "عضوية وقيادة" لكل أبناء الجنوب, ويلتزم بالنضال الوطني التحرري من الاحتلال اليمني.. ولا يلتزم بأي "إيديولوجية معينة" بل ويمنع تصنيف الجنوبيين إلى وطنيين وغير وطنيين, مهما كانت التباينات أو الانتماءات أو الوظائف في حكومة الاحتلال, هذا من جهة, ومن جهة أخرى أن الذي لا يسعى إلى توحيد الصف ويبحث عن المنصب القيادي والمصلحة الذاتية سيعيش في دائرة الضياع والنسيان, وهي نفس الدائرة التي يعيشها نظام صنعاء حالياً.. للعلم أن لجنة الصياغة "غير الحزبية" قد أعدت وقدمت الوثائق البرنامجية, حيث تعتبر تلك الوثائق أشمل برنامج صادر عن مجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب, من حيث تحديدها لطبيعة القضية الجنوبية, والصراع القائم مع نظام صنعاء, وطبيعة التحالفات التي يسعى المجلس إلى إقامتها, ومن حيث تحديده للقوى الاجتماعية "شرائح المجتمع", التي ستشارك في قيادة مرحلة التحرر الوطني, وكذلك القوى الجنوبية الأخرى المساندة له في نضاله ضد الاحتلال اليمني.. وهناك وثيقتين, وثيقة حزبية قدمت من قبل "نجاح" ولجنة جديدة اختيرت لها من الاشتراكيين فقط ويتمسك بها بعض الاشتراكيين, ووثيقة أخرى غير حزبية قدمت من قبل لجنة الصياغة المختارة بالإجماع في الأول من نوفمبر 2009م في ردفا ن,وهي مرفوضة من قبل الاشتراكيين, وما زلنا في طور التشاور حولهما.
(4): لماذا لا يتم إعلان فك الارتباط داخل الحزب الاشتراكي على غرار إعلان فك الارتباط بين الجنوب والشمال, وعودة اعتبار الاشتراكي ممثلاً للجنوب على غرار اعتبار جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ممثلة لدولة الجنوب؟.
- لا أعتقد أن الحزب الاشتراكي في الجنوب مؤهل لهذه المهمة.. والاشتراكي لم يكن يوماً ما ممثلاً للجنوب بل كان حاكماً إيديولوجياً للجنوب, ثم إن قوى الحراك اليوم غير الحزب الاشتراكي الذي كان عام 1990م.
(5): إلى أي مدى ترتبط الخلافات داخل الحركة الاحتجاجية الشعبية بمسألة "هوية الجنوب"؟
- لا توجد خلافات داخل الحراك الجنوبي السلمي بشأن الهوية أو بشأن النضال من أجل استعادة الدولة واستعادة الهوية "الجنوب العربي" في آن معاً, ولكن يوجد صراع مع أحزاب المشترك سواء كانت يمنية أو جنوبية حول استمراها في يمننة الجنوب العربي, خاصة مع الحزب الاشتراكي بحكم تمسكه بالأيديولوجيات ومع حزب الإصلاح بحكم أن قيادته تنتمي إلى الشيعة مذهبياً وقواعده سنية-شافعية, فالأحمر والآنسي واليدومي والديلمي مذهبياً ينتمون إلى الشيعة الزيدية, والزنداني ينتمي إلى فرق التكفير داخل القاعدة وهو مطلوب من قبل الأمم المتحدة, فهذا الوضع الحزبي العجيب في اليمن هو المتمسك بيمننة "الجنوب لعربي".. والصراع معها سيكون أشد من الصراع مع نظام الاحتلال.. وبعض شرائح المجتمع الجنوبي بحكم التعبئة الخاطئة التي استمرت نصف قرن هي الأخرى تحتاج إلى تثقيف وتعريف بهويتها العربية الحقيقية.. فالبنية الاجتماعية الجنوبية ذات طابع خاص ومتفرد, إذ لا يوجد مجتمع عربي أو أجنبي يمتاز بالمذهب السني الواحد, أو قاتل بشراسة كل المذاهب الدموية التي حاولت غزوه, مثلما هو حال الشعب الجنوبي.. وهذا ما جعل شعبنا أكثر مدنية وأكثر تقدماً في الجزيرة العربية.. وهو في هذا المجال يمكن مقارنته بالدول المتحضرة, أما اليمن فهي مستعمرة مذاهب ومشايخ, فمنذ أكثر من ألف ومائتين سنة وشرفاؤها ورجالها المخلصون إما تجد رؤوسهم معلقة في باب اليمن أو يعيشون في السجون مع ما يعنيه ذلك من كل أشكال الاضطهاد والاستغلال البربري للإنسان فيها.
(6): إذا كان من السهل أن يسقط المجتمع الدولي اعترافه بالجمهورية اليمنية ويعيد اعترافه بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية, فلماذا لا يمكنه أن يسقط اعترافه بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ويعيد اعترافه بوثائق استقلال الجنوب العربي قبل العام 1967م؟
- القضية لا تؤخذ قانونياً أو سياسياً بهذه الصورة, فالمجتمع الدولي لن يعترف إلا بالقضية الحقيقية التي أمامه, ولن يسقط شيء لا وجود له أصلا, فالمعروف لديه وفق اتفاقيات إعلان الوحدة بين الدولتين في العاصمتين عدن وصنعاء, ووفق القرارات الدولية والعربية أن جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية دخلتا بشراكة عام 1990م, وعندما لم توفق الدولتان في الاندماج وبناء دولتهما الجديدة, أعلنت الجمهورية العربية اليمنية الحرب على دولة الجنوب بمساعدة القاعدة وإيران والسودان واحتلتها بالقوة العسكرية, وهناك قرارات دولية عديدة ترفض الوحدة بالقوة, والمطلوب بعد أن انتفض الشعب الجنوبي مطالباً بفك الارتباط واستعادة دولته أن يعود الوضع إلى ما كان عليه عام 90م أي اعترافه بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وتحت الإشراف الدولي, وهذا بإذن الله تعالى ما سيتم, أما الجمهورية اليمنية فهي ناتج شراكة بين دولتين, مثل الجمهورية العربية السورية وجمهورية مصر العربية التي نتج عن اندماجهما عام 1958م دولة واحدة تسمى "الجمهورية العربية المتحدة", وعندما فك الارتباط بتوجيهات من الزعيم القومي جمال عبد الناصر عادت الدولتان إلى وضعهما السابق, وسقطت التسمية الجديدة التي كانت ناتجة عن الاندماج "الجمهورية العربية المتحدة".
(7): لماذا لا يمكن إقامة تحالف مع المعارضة اليمنية مرحلياً وفق برنامج استراتيجي يحفظ للحركة الاحتجاجية الشعبية في الجنوب هدفها الرئيس؟
- هوية الصراع هي التي تحدد التحالفات ومعالم الطريق, فالصراع مع نظام صنعاء هو وطني الهوية, ونحن لم نرفض تقسيم النضال في الشمال والجنوب, ولكن المشترك هو الذي رفض ذلك, عرضنا عليهم أن يعارضوا نظامهم باتجاهين, الأول يكون بضرورة إخراج الجيش اليمني من الجنوب, ويستهدف العودة إلى ما قبل إعلان الوحدة عام 90, ثم يكون في المرحلة الثانية إصلاح نظامهم وبناء دولة على الأقل في صنعاء, فكيف تكون المطالبة بالإصلاح في ظل انعدام الدولة؟, أين سيكون الإصلاح؟, وعليهم أن يعترفوا أن وضعهم متعدد المذاهب (شافعية, زيدية, إسماعيلية واثنى عشرية), ولابد أن يناضلوا من أجل أن يتمتع الجميع في اليمن "الشمال حالياً" بالحقوق والفرص المتساوية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية, وتداول الحكم, أما نحن في الجنوب فإن مهمتنا ليست إصلاح أو تغيير نظام صنعاء بل إلى التحرر منه, واستعادة دولتنا السابقة التي كانت في الجنوب قبل احتلالها, فالجنوب اليوم يعيش مرحلة التحرر الوطني, وهو المحتوى الأساسي للحراك الجنوبي, وهو مشروع وطني يتخطى مسألة تغيير نظام الحكم في صنعاء إلى ما هو أبعد من ذلك "فك الارتباط والاستقلال واستعادة الدولة", ومن ثم فإن تحرر الشعب الشمالي من الاضطهاد لا يرتبط بتحرر الشعب الجنوبي من الاحتلال, والجميع يعترفون بهذه الحقيقة, وإننا جميعاً في الشمال والجنوب بحاجة إلى الاستقرار ليتمكن شعبينا من البناء واللحاق ببلدان هذا العالم المتقدم, وللتغلب على تركة الحروب المحلية وبين الدولتين, وإذا وصلنا إلى هذا الإنجاز فهذا يعني أننا وحدويون فعلاً, وعليهم الاعتراف أن الصراع في الشمال هو صراع على السلطة وفي سبيل بناء الدولة - الصومال واليمن هما البلدان الوحيدان في العالم اللذان لم تبن الدولة فيهما- وحروبهم الداخلية منذ أكثر من ألف عام هي حروب مذاهب, وليست حروب من أجل بناء الدولة.. فإذا كانت المعارضة اليمنية هكذا, ووضعنا آخر تماماً, إذن ما هي فوائد التحالف أو النضال المشترك؟.
(
: إذا كان رفض الوحدة في العام 1990م خيانة, والقبول بها في العام 1994م خيانة, فعلى ماذا تستند معايير الوطنية برأيك؟
- عام 90م ليس خيانة, ولا عام 94م كذلك خيانة, فقضايا الشعوب لا تدار بالتخوين وإنما بالمعالجات الموضوعية, فإذا كانت نسبة رفض الوحدة مع الجمهورية العربية اليمنية عام 90م تمثل 20في المائة, فإن رفضها عام 94م قد كان 60 في المائة تقريباً, ولكن رفضها اليوم يمثل أكثر من 95 في المائة, هكذا تآكلت الهياكل السياسية والثقافية للوحدة في الجنوب, والتي زرعت بقوة إبان الفترة "الإيديولوجية" وهذه النسب فرضتها تجاذبات داخلية وخارجية, وهي غير خاضعة للتخوين, واسمح لي إذا قلت لك أن عام 90م كان عبارة عن تصفية حسابات بين الجنوبيين, وعام 94م سار بنفس الوتيرة مع إضافة جيش الأفغان العرب, هذا الأمر المأساوي سهل على نظام صنعاء احتلال الجنوب, وهو لا يستطيع أن يحكم صنعاء نفسها, وفي رأيي أن الوطنية لا تصنف وفق معايير سياسية, فهناك أحياناً تتداخل أمور وتكون رأي عام معين, قد يفرض هدف مقبول لدى بعض الشعوب, وأعتقد إن في العلاقات بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية -1972-1990م- لا يحق لأحد ذكر التخوين فيها, أو صرف صكوك الوطنية على بعض الجنوبيين دون البعض الآخر, نتيجة التداخل الذي حصل في الجنوب, فالعناصر التي أفضت إلى إعلان الوحدة بين البلدين الجنوبي والشمالي, هي عناصر جنوبية قومية وأممية, وتحمل ثقافة عربية عامة, فنحن في الجنوب العربي ننشد الوحدة العربية نتيجة انتمائنا العربي, ونتيجة التزامنا بالرابطة العربية والإسلامية, وليس لأن الجنوب العربي لا دولة له؟.. ثم إن الواقع الجنوبي بعد عام 1978م قد فرض صراعاً بين مجموعة الحكم, ومن هم"ليسوا على حق"من المختلفين معهم وعنهم, وذاك الواقع لا يمكن إلا أن يفرز أنماطاً من"الشعارات" الثورية, استمرت إلى عام 1994م, بعد عام الاحتلال-1994م- أصبح كل جنوبي سواء كان مع المنتصرين أو المهزومين, يقف صامتاً يراجع ماضيه ويرسم حاضره, الماضي الذي أعطى عبر كثيرة للسلوك والقيم الواجب اعتمادها حاضراً, ببث فهم جديد وثقافة جديدة لمرحلة التحرر الوطني هذه, تعمق ذلك في مفهوم التصالح والتسامح الذي جب ما قبله, ودفنت مفاهيم كانت دخيلة, منها التخوين وإلى غير رجعة,.إذن فالتصالح والتسامح كان دليل دفن التخوين وإلى الأبد, وإذا وجدت تباينات وحتى اختلافات فهي سنة من سنن الكون, فقط علينا أن نضع أسس أخلاقية ووطنية لتجاوزها.
(9): هل الجنوب الآن وطن لمن يطالب بـ"الاستقلال" فقط؟
- كل الجنوبيين تجمعهم هوية كبيرة واحدة, ولا يوجد بينهما شيء آخر, والدفاع عن الهوية يتجاوز في طبيعته حدود الآراء والمواقف الآنية, فالهوية غير الآراء هي روابط مرسخة في التاريخ, فالآراء في تغير دائم لكن الهوية تظل دائماً هي الثابت, وحتى إذا اختلفت المطالب من شخص إلى آخر أو من مجموعة إلى أخرى فالرابطة الوطنية لن تغيب عن الجميع, فالهوية دائماً تضمن الجمع رغم التفرق بالآراء, ولكن علينا أن نسلم أن هناك هوامش قابلة للاختلاف, مثلاً المطالبين بالاستقلال والمؤجلين أو حتى الرافضين لهذا المطلب كما جاء في سؤالك شيء مرحلي أفرزته المراحل السابقة ولا يعني أن احدهما سيقع تحت سيطرة الآخر؟ وإنا على يقين أنه عندما ينتهي الاحتلال اليمني ستتوحد كل الاتجاهات, فالتباينات في المطالب السياسية هي تعبيرات عن أشخاص طامحين وتعبيرات عن واقع كما يرونه, صحيح ونقولها بأمانة وليس بعداوة فنحن نتألم عندما نرى مواطن جنوبي يناضل ويضحي من أجل غيره وفي سبيل وطنه ويأتي شخص آخر يزدري هذه التضحيات العظيمة, أعتقد أن هذه الأفعال تحمل نفس الإيديولوجيات التي قتلت المشروع الحلم الذي طرح إبان الكفاح المسلح ضد بريطانيا, ونتمنى من إخواننا في الحراك ألا يدخلوا بانتقادات مع من لم يحمل بعد مشروعهم العظيم فأي مشاريع هي أقل من الاستقلال تصبح مثل الشرنقة تخنق نفسها, ثم إن الحراك بدون الهدف الأول له الاستقلال يصبح كالجسم بدون رأس, هذه الحقائق لا تحتاج منا إلى صراع مع الآخرين الذين لا يتبنون مشروعنا, وإنما إلى صبر وسلوك وطني ناضج وتمسك شريف بالثوابت الجنوبية "فك الارتباط والاستقلال واستعادة الدولة".
(10): لماذا يحق لكم تمثيل الجنوبيين المطالبين بالاستقلال, ولا يحق لقيادات "اتفاق القاهرة" تمثيل الجنوبيين الذين لا سلطة للحراك عليهم؟
- نحن لم نقل لأي مواطن جنوبي اعمل كذا وكذا, أولا يحق لأحد قول شيء غير ما نقوله, فأي جنوبي يحق له أن يعبر عن قضيته بالصورة التي يراها مناسبة, حتى وإن كانت تتناقض مع أهداف الحراك, فقط نحن نقول لا يحق لأحد قيادة الحراك إلا إذا كان غير مرتبط بحزب أو جهة يمنية أخرى, وهنا يمكن أن نضيف أن السبب الأساسي في التباين بين بعض القيادات السابقة للجنوب, وما يطرحه الحراك إنما يرجع إلى الاختلاف بينهما في تحليل طبيعة الصراع الذي يواجهه الشعب الجنوبي.. هل هو صراع مع سلطة تحتاج إلى الإصلاح, أو التغيير, أم أنه صراع يجد أساسه في وجود احتلال للجنوب؟, وبطبيعة الحال فالاختلاف في تحديد هوية الصراع يؤدي إلى اختلاف الرؤية والمواقف, ولمنهج وأساليب حل الصراع, فالقول أن الصراع من أجل إصلاح أو تغيير نظام صنعاء يعني أنه صراع داخلي يتعين حله في إطار النظام القائم في صنعاء, أما القول بأن الصراع هو بين الشعب الجنوبي المحتل من جانب, وبين نظام صنعاء الذي تحتل قواته الجنوب من جانب آخر, فهو قول يعني أن أسلوب حل الصراع لن يكون إلا بفك الارتباط والاستقلال واستعادة الدولة.
(11): برأيك هل الحراك الجنوبي قادر على ملء الفراغ السياسي والأمني فيما لو قرر نظام الرئيس صالح تسليمكم الجنوب؟
- الحمد لله الحراك الجنوبي يمتلك ثروة بشرية نادرة, يمتلك الكفاءات والكوادر المتخصصة في مختلف الجوانب, فالجنوب كانت مصدر تموين لدول الخليج بعد الاستقلال عن بريطانيا, بل إن أكبر ميناء دولي في كندا يدار من قبل كادر جنوبي من أبناء عدن, علاوة على أن هناك ثقافة عصرية للحراك قائمة على الاعتراف بالآخر, ثم إن زمن الإيديولوجيات والأقطاب قد انتهى, ونحن لا نعترف إلا بشعبنا وشرائحه الاجتماعية التي دخلت الحراك بقوة وهي الآن تقدم التضحيات في كافة الجوانب, فالشعب الجنوبي الآن شعبٌ موحدٌ, وهو الآن يدير بعض المناطق المحررة بمسؤولية كبيرة هذا من جهة, ومن جهة أخرى إن نظام صالح ليس هو نظام عبد الناصر حتى يسلم الجنوبيين دولتهم كما سلمت سوريا لسوريين؟, فمصر كانت تحكم بأخلاق العرب ونقائهم, أما اليمن فقد سيطرت عليه المذهبية, ولا أعتقد أن النظام هناك سيكرر بعض أعمال عبد الناصر التي جعلته عملاقاً في نظر الشعبين المصري والسوري, وأقر له التاريخ بالخلود, دخل عبد الناصر التاريخ دون أن تسيل قطرة دم كما فعل غاندي في الهند عندما منح الاستقلال لباكستان وهي لم تكن دولة, غير أن الزعيم الخالد غاندي اقتنع بوجاهة مطلب الباكستانيين, ورأى أنه الحق, فرضي بتقسيم الهند, ولم يبال بتعصب المتعصبين من أبناء وطنه الهند, وكان تمسكه بهذا الحق لمصلحة العدالة, ورفض أن تسفك دماء الشعبين الهندي والباكستاني وينتصر التعصب الأعمى في بلاده, هكذا سطر اسمه في سجل زعماء السلام وأصبح من أبطال الإنسانية الخالدين, فعبد الناصر وغاندي اقتنعا تماماً أن التهريج والخداع والتمسك بوحدات لم يعد الواقع يقبلها لا تثمر إلا الدماء, ممكن أن أضيف أن الزعيمين عبد الناصر وغاندي قد تصديا لزعامات الشعوب المتخلفة والأقل شأناً والتي يكون فيها للتهريج الإعلامي والسياسي والخداع أثرهما لأنها شعوب تتأثر بما يثير العواطف ويصعب على كثيرين فيها أدراك الحقائق, إلا عندما تنتصر تلك الحقائق.
(12): هل شعار "استعادة الدولة" يعني استعادة السلطة على الأرض فقط أو استعادة نوعية نظام الحكم أيضاً؟
- نحن نناضل سلمياً من أجل استعادة الدولة السابقة وليس استعادة النظام السابق.
(13): هل هناك نموذج معين للدولة التي تسعون لإقامتها في الجنوب؟
- إن كل ما تطرقنا إلية يوفر مدخلاً مهماً لمعرفة اتجاهات بناء الدولة الجنوبية الحديثة والعصرية التي نعتبر وضع أسسها الأولى أمام الرأي العام الجنوبي من أولوية مشروعنا التحرري الراهن والذي يمكن ومن خلاله رسم طريق الحرية وبناء الحكم العادل, حكم ديمقراطي يشكل الضمانة الفعلية لتداول السلطة سلمياً, خاصة وأن بناء الدولة السابقة للجنوب بعد الاستقلال قد مرت بظروف صعبة ومعقدة وتراكمت مشكلات حادة يعود بعضها إلى سياق تشكل الدولة نفسها الذي أدى إلى استحكام التسلطية الفكرية والسياسية والى حدوث خلل جوهري داخل بنية الدولة الجنوبية السابقة، أعاقها عن القيام بوظائفها الحقيقية، بل إنها تشكلت وفق طموحات قومية وإيديولوجية لهذا انتصرت خارجياً مع دولة جارة "الجمهورية العربية اليمنية" في الإعلان عن إقامة اتحاد معها وفشلت داخلياً مع المواطن صاحب الأرض ومالك الوطن ومصدر السلطات, ونعتقد إن المشروع الحضاري لبناء الدولة في الجنوب، الذي راود أحلام مناضلي حرب التحرير في ستينيات القرن الماضي، مازال بأهدافه الكبرى مطمح كثير من النخب الوطنية الجنوبية، ولابد من الاستفادة من ما قد فاتنا، واستنباط وسائل جديدة لاستنهاض العمل الوطني الديمقراطي والتوجه نحو بناء شكل جديد في الجنوب وصياغة مشروع دستور لدولتنا الجديدة, دولة لها اشتراطاتها ومستحقاتها ومنطقها الداخلي الخاص, ونرى أن بناء نظام ديمقراطي برلماني, يخضع لمصالح السكان في كل المحافظات الجنوبية هو الطريق السليم نحو التطور والاستقرار، ويشكل الضمانة الفعلية لتداول السلطة سلمياً، ومصدر ثراء واغتناء وتوافق للجنوب كله، خاصة ونحن قد جربنا أن النظام الرئاسي هو نظام يؤدي أحياناً إلى الشمولية، ولا يلغي الاستبداد، ولا يلغي ممارساته السلطوية, ونحن نضع مشروعنا الوطني هذا, نعرف مسبقاً أنه لن يتحقق دفعة واحدة ولكننا نعتبره الأساس في عملنا، وكهدف قابل للتحقيق ونسير عليه بخطى صادقة ومدروسة, ونتمنى لوطننا من خلاله إن يصبح نموذجاً يحتذي به ومنارة حضارية تستدل بنور الإسلام والثقافات الإنسانية في كافة أنحاء المعمورة، وأي فكرة لوضع دولة جنينية للمستقبل لابد أن تنطلق من وضع أهم وثيقة حقوقية في بلدنا الجنوب العربي..الدستور.. فالدستور هو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم سلطات الدولة العليا وعلاقاتها يبعضها البعض، كما ينظم علاقة المواطن وحقوقه بالدولة، ويشكل النواة لكل المنظومة القانونية ويجسد المبادئ الأساسية للشعب والدولة, وهذا ما نسعى إلية بإذن الله تعالى.
(14): هل يوجد سيناريو متوقع للاستقلال كالاستفتاء أم أنكم تنتظرون سقوطاً مفاجئاً للنظام لفرض الاستقلال كأمر واقع؟
- لا ننتظر أي سيناريو غير النضال المستمر والمتواصل حتى تتحرر أرضنا ونطرد الاحتلال اليمني, علينا أولاً وأخيراً الاعتماد على أنفسنا, علينا أن ندرك أن قوة وإرادة الشعب الجنوبي هي الأساس, وهي التي أوصلت قضيتنا إلى ما وصلت إليه, وأي لهث وراء السراب الدولي إن لم يكن عبر الهيئات والقوانين والمواثيق الدولية سيكون جريمة بحق الحراك الجنوبي, فنحن في الداخل والخارج أصحاب التضحية وأصحاب القرار, وصحيح أن نظام صنعاء قد يمتلك بعض الأوراق الهشة هشاشة وجوده, ولكن نحن في الجنوب نمتلك ورقة الصمود, وهي الورقة الوحيدة في العالم التي لا تقهر, أما المجتمع الدولي فنحن نطالبه بأن يحمي مواثيقه وقوانينه كون قضيتنا جزء من تلك الحماية.
(15): لماذا لا يوجد قبول إقليمي أو دولي لقيام دولة مستقلة في الجنوب؟
- كيف لا يوجد قبول إقليمي أو دولي, فماذا تعني القرارات الدولية والعربية التي صدرت إبان حرب 1994م؟, فالقبول موجود فقط العالم يبحث عن حل اقتصادي وسياسي لليمن "الشمال حاليا" حتى لا تتصومل, فحول صنعاء تجري حروب متنوعة, لذا يحاول العالم أن يدرس المعالجات لصنعاء قبل فك الارتباط ومنح الجنوب استقلالها.
(16): ما التوصيف القانوني لأحداث زنجبار 23 يوليو تموز 2009 والتمثيل بجثة علي صالح الحدي في 1 مارس آذار 2010 مثلاً, وهل تؤيد مساعي جنوبيين في الخارج لرفع قضايا ضد حكومة صنعاء في محاكم دولية؟
- هناك منهجية في القتل وارتكاب المجازر وتمثيل جثث الشهداء من قبل نظام صنعاء, وهذا يشكل انتهاكاً صارخاً وخطيراً للمواثيق الدولية التي وقعت عليها صنعاء, فكل حالات القتل الفردي والجماعي, وحالات القتل التي تمت تحت التعذيب وفي سجون الاحتلال مثلما حصل للشهيدين فارس طماح وأحمد درويش, والتي لم يتم فيهما أي تصاريح طبية جزئية أو كاملة أو حتى تصاريح وفاة والسماح بدفن جثث الشهداء, فقوات الاحتلال في عدن رفضت دفن جثة الشهيد البطل أحمد محمد عبد الله درويش وما زالت جثته في مستشفى الجمهورية في عدن, وبالنظر إلى هذه الجرائم اللا إنسانية فإن اتفاقية جنيف الرابعة تنطبق على كل الجرائم التي حدثت في الجنوب ,ومن المعروف أن أي انتهاك لتلك الاتفاقية تعتبر جريمة حرب, والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الجنوبي ليست فقط على يد القوات العسكرية والأمنية اليمنية بل ومن قبل الشماليين المسلحين الذين يعيشون في الجنوب بصورة غير قانونية, فلجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة أدانت حرب 1994م ضد المدنيين الجنوبيين والاستخدام المفرط للقوة العسكرية ضد المدنيين من جانب القوات العسكرية اليمنية واعتبرت ذلك انتهاكاً للقانون الدولي, واليوم بنفس الأسلوب بل وأعنف يرتكب نظام صنعاء أبشع المذابح والجرائم ضد المدنيين الأبرياء في كافة أنحاء الجنوب, وهو ما يشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية, فالحرب المستمرة على الجنوب منذ حرب 1994م وأسلوبها الوحشي والهمجي المتعارض مع الشرائع السماوية والقوانين والمواثيق الدولية, وكذلك الاعتقالات والملاحقات والمطاردات التي يتعرض لها أبناء الجنوب, والأحكام القاسية الصادرة عن القضاء الحكومي ومحاكم أمن الدولة العليا في عدن والمكلا وصنعاء, وتعذيب المعتقلين والمعاملات غير الإنسانية والمهينة للكرامة التي تجري من قبل قوات الأمن المركزي وغيره من الأجهزة الأمنية أثناء الاعتقالات الجماعية للمتظاهرين والمحتجين, وبقاء مئات بل وأحيانا آلاف المعتقلين في السجون التعسفية دون محاكمات عادلة, وأخذ أبناء المناضلين كرهائن من الجنوب إلى سجون صنعاء المظلمة, والتلذذ بتعذيب الآباء والأمهات كل تلك الجرائم تعتبر جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية موجهة ضد الإنسانية وتقابلها عقوبات قانونية دولية, وأعطت هذه الجرائم الدليل القاطع والناصع على تورط نظام صنعاء في جرائم حرب ضد الإنسانية, وإن أي تأخر من جانب المجتمع الدولي لتقديم المسئولين عن تلك الجرائم إلى محكمة الجنايات الدولية من شأنه أن يشجع نظام صنعاء على مواصلة جرائمه, وانطلاقاً من هذه الثوابت القانونية الدولية فعلى إخواننا في الخارج واجب نضالي كبير وهو تقديم طلب قانوني إلى مجلس الأمن الدولي على قراراته السابقة (924,931 لسنة 1994م) بشأن إحالة قضيتنا إلى محكمة العدل الدولية للفصل أو للإفتاء أو للاستشارة وفق دعوتنا القانونية المنطلقة من المواثيق الدولية, خاصة وأن الدول الخمس الكبرى قد كانت هي الموقعة على قرارات مجلس الأمن رقم 924,931 لسنة 1994م, واعتبرت تلك البلدان ومعها كل دول العالم باستثناء إيران والعراق والسودان دخول القوات الشمالية عدن خط أحمر, ورفضهم فرض الوحدة بالقوة, وكذلك طبقاً لأحكام القانون الدولي في النزاعات التي تنشأ بين الدول, وتوجه دعوة أخرى نطالب من خلالها الإدعاء في المحكمة الجنائية الدولية بإلقاء القبض على المتهمين بارتكاب جرائم حرب ضد أبناء الجنوب العزل, وعلى إخواننا في الخارج أن يقفوا ويسألوا المجتمع الدولي عبر هيئاته الشرعية "أليس قتل أكثر من خمسمائة وإصابة ما يقارب الألف المواطنين الجنوبيين العزل عدداً كافياً لفتح تحقيق دولي بذلك؟
(17): هل تؤيد اتهامات المعارضة الجنوبية والشمالية للحكومة بالارتباط بتنظيم القاعدة.. وما حقيقة وجود هذا التنظيم الإرهابي في الجنوب؟
- أولاً أنت تعلم أنه لا توجد معارضة جنوبية وإنما توجد حركة تحرر وطني من الاحتلال اليمني, وبشأن القاعدة فالزنداني هو راعيها الأول في اليمن, يتواصل مع أعضاءها, وقد هدأ الوضع في صنعاء ومأرب, ونفذت بعض مطالبهم, فعبد المجيد عزيز الزنداني رئيس مجلس الشورى في التجمع اليمني للإصلاح, المطلوب من قبل الأمم المتحدة هدد من قبل بعض الدول بتنفيذ قرار الأمم المتحدة المتعلق –كمرحلة أولى – بمنع سفره وتجميد أرصدته وأمواله التي بلغت حسب مصدر القرار 150 مليون دولار موزعة على عشرة بنوك عربية وأوروبية-, إذا لم يوقف أعمال القاعدة الموجهة ضد المصالح الغربية في اليمن, وسيوضع رهن الاعتقال بدلاً من رهن الإقامة في منزله, فاليمن عليها التزامات تتطلب منها اتخاذ خطوات لتطبيق القرار المتعلق بالزنداني, وتوقف قرار الاعتقال هو لإعطاء فرصة للإرهابي الزنداني بإقناع أعضاء القاعدة في اليمن بعدم ضرب المصالح الغربية, وفعلاً تم ذلك, ولكنها - القاعدة- توجهه مؤخراً للقتال ضد الأمن السياسي لخلط الأوراق مؤقتاً, علاوة على أن الأمم المتحدة تتهم اليمن بتوريد الأسلحة للصومال, وبخرق حظر بيع الأسلحة المفروض على الصومال من قبل اليمن من عام 1992م, فاليمن يعتبر المصدر الرئيسي لمعظم الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية المقدمة للصومال وجنت القاعدة من وراءها أرباح طائلة, قال الرئيس اليمني لصحيفة الوطن الكويتية في أكتوبر 1995م: "وقد قامت اليمن بإبعاد كل المتطرفين الإسلاميين الذين دخلوا البلاد بطريقة غير مشروعة أثناء فترة الأزمة والحرب", ويقصد بذلك الخمسين ألف من القاعدة الذين شاركوا في حرب احتلال الجنوب عام 1994م, واليوم فضعف نظام صنعاء الهش هو الذي جعله يستجيب لمطالب المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب, وكذلك نتيجة الدعم المالي, والمواجهات الغربية الحادة مع القاعدة, وهناك حقيقة نوعية وهي أنه لولا ضعف نظام صنعاء, ووجود الأجهزة الأمنية العربية والأمريكية والألمانية المشتركة في اليمن لاستخدم القاعدة ضد الحراك الجنوبي, وثورة الجنوب السلمية, ولكان الزنداني اليوم يقود عملية إبادة الجنوبيين من فندق عدن, فقد أصبحت لنظام صنعاء مصلحة كبرى وحيوية في وجود القاعدة والزنداني في اليمن لا يمكن أن يفرط بها, وفي الوقت المناسب سوف يصدرها إلى الجنوب, فالزنداني يخدم نظام صنعاء بشكل ممتاز, ولم يحدث من قبل أن ضخم الإعلام اليمني الرسمي وجود القاعدة في اليمن بهذا القدر من الوصف السياسي, وناقشته مع الأمريكان بهذا العمق وراقبته بهذه العناية, فدعم بعض البلدان لنظام صنعاء بشأن مواجهة القاعدة دعم سخي, مع أنها في مفهوم نظام صنعاء هي شأن داخلي وليس شأن خارجي, فالقاعدة موجودة في صنعاء وتنفذ عملياتها ضد المصالح الغربية في نفس صنعاء, أما في الجنوب فالأيام ستكشف جرائم نظام صنعاء فيها, ولماذا يتم الهجوم على الجنوبيين وقتلهم في معسكراتهم, مثلاً في مبنى الأمن السياسي في عدن يوجد أكثر من 92 ضابط وصف ضابط شمالي لماذا لم يقتل إلا الأطفال والنساء الجنوبيين؟.
(18): إلى أي مدى تتفق مع القول بمشاركة الجنوبيين في الانتخابات اليمنية على غرار مشاركة الفلسطينيين في الكنيست الإسرائيلي؟
- مقاطعة الانتخابات من قبل الشعب الجنوبي بدأت بعد حرب احتلال الجنوب مباشرة, والأحزاب التي شاركت بالحرب ضد الجنوب هي التي دخلت/تدخل الانتخابات, وكل الانتخابات العامة التي جرت في الجنوب تعتبر باطلة وغير شرعية, فقد لجأت قوات الاحتلال في الجنوب, إلى شراء أصوات الموظفين كون الراتب مرتبط بالتصويت, بعد التصويت يقوم الأمن بتزوير تلك الأصوات لصالح نظام الاحتلال, وهناك عامل هو أكثر أهمية لقوات الاحتلال, يتمثل في قيام عدد من الناخبين الشماليين في الجنوب من المدنيين والعسكريين والتجار بالتصويت لصالح المحتل, وفي الوقت نفسه فإن قوات الاحتلال عبر حزبها الحاكم والقادة العسكريين والأمنيين الشماليين, من خلال الترغيب والترهيب من تأمين تأييده بين بعض التجار والمستثمرين في صفوف الجنوبيين المضطهدين, ليس حباً في نظام الاحتلال ولكن خوفاً على أموالهم ومصالحهم التجارية البسيطة جداً أصلاً, واليوم بعد أن تأكد لهذه الشريحة الجنوبية بما لا يدع مجالاً للشك أن التجار والمستثمرين الشماليين في الجنوب قد وضعهم نظام الاحتلال في أعلى المستويات الاقتصادية في الجنوب, وأن استمرار الوضع بهذه الصورة سيؤدي إلى أن يصبح الاستثمار وملاك الأراضي والمزارع والاستيراد والتصدير والوكالات التجارية والبنوك بيد الشماليين مائة بالمائة, حددوا موقفهم من الانتخابات بأن قيامها هو من أجل إعطاء شرعية لكل الجرائم التي ترتكب في الجنوب, وأنها تحمل في ثناياها بذور إبادة الشعب الجنوبي, أما بشأن الانتخابات الإسرائيلية ومشاركة الفلسطينيين في الكنيست الإسرائيلي, فإنه لا توجد انتخابات إسرائيلية في الضفة الغربية أو القطاع حتى يشارك بها الفلسطينيون, وانتخابات القدس التي يشارك بها الفلسطينيون لا تؤثر على القضية الفلسطينية لأن مقياس المجتمع الدولي بشأن القضية الفلسطينية لا يؤخذ وفق نتائج الانتخابات.
(19): هل تعتقد أن مؤتمرات "أصدقاء اليمن" هي خطوة لفرض وصاية من نوع ما على نظام الرئيس صالح؟
- الأسس التي يسترشد بها المجتمع الدولي في سياسته نحو اليمن هي تلك التي تظهر في المشاريع الأولية لمعالجة الأزمة اليمنية, لا من خلال فرض الوصاية, فالمجتمع الدولي يتمسك بوثائق في تعامله مع اليمن, ولن يقبل فرض الوصاية على دوله هشة يحاولون ترميمها, لأن الدول المعنية لا تستطيع تحمل تبعات ذلك, ولكني أعتقد أن قرارات المجتمع الدولي المقبلة ستكون حرة غير مقيدة بأي موقف لصنعاء, فالآن لا توجد وصاية وإنما صنعاء أصبحت فعلاً خاضعة لإرادة المجتمع الدولي, وهذا الخضوع لا يجري من خلال مجموعة "أصدقاء اليمن" التي تقوم حالياً بمحاولة إدارة أمور اليمن من الناحية الاقتصادية, ولا أعتقد أن المجتمع الدولي عبر هيئاته الشرعية سيقوم بدور الوصي على نظام يعيش حروب داخلية مثل اليمن, ولكن أعتقد أنه سيجري إشراف دولي على الجمهورية العربية اليمنية كونها تعيش حالياً بوادر الصوملة, هذه الحقيقة قد علمتها اليمن حق علمها, وتجري مشاورات عربية وأجنبية حولها, ولا محل للشك في أن المجتمع الدولي سيقرر قريباً أن اليمن (الشمال حالياً) لا يمكن أن تحكم على ما تختار.
*الصورة: القيادي في الحراك الجنوبي علي هيثم الغريب في مهرجان "يوم الشهيد" المقام بمدينة رصد يافع محافظة أبين جنوب اليمن 11 فبراير شباط 2010(عنا).