انكشفت مزيد من الأخطاء والحوادث ومظاهر سوء التنظيم التي سادت أجواء حفل قرعة دورة كأس خليجي 20 التي جرت الأحد الماضي في عدن اليمنية وذلك من وسائل إعلامية مختلفة، إذ نقل مراسل صحيفة «استاد الدوحة» في اليمن الكثير من المشاهدات السلبية والفوضى التي شهدها حفل القرعة.
ومن بين هذه المشاهدات أن قياديا كبيرا في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم حضر مرافقا لرئيس الاتحاد محمد بن همام لم يجد ما يقوله وهو ينسل من مقعده في الصف الأمامي لضيوف القرعة ويتجه الى احد ممرات القاعة الا القول معلقا على ما حدث في القرعة وفي صوت مسموع لمن حوله: «هذه أولى مؤشرات النجاح»، مثله مثل زميل آخر من دولة خليجية عرفت بموقفها الداعم لليمن عندما غادر القاعة وتوجه الى الفندق غاضبا من سوء تنظيم الاحتفالية معبراعن استيائه من الاتحاد اليمني وقلقه على البطولة ان استمرت مثل هذه الأخطاء الكبيرة في سوء الاستعداد وعجز التنظيم.
ورصد المراسل اليمني ماشهدته القاعة التي احتضنت القرعة حالة من الهرج عقب تهكم امين سر الاتحاد اليمني لكرة القدم حميد شيباني على الحضور الذين نبهوه الى الخطأ الفادح الذي ارتكبه اللاعب اليمني جياب باشافعي عند مشاركته في القرعة قبل اكتمالها، وهي حالة تكررت للاستنكار على فقرات الحفل الممل والمطول الذي قيل بان مدرسة ثانوية كانت قادرة على تقديم ماهو أفضل منه.
وتحدث احد الرياضيين اليمنيين المخضرمين مستغربا من إصرار الاتحاد اليمني على اتباع نهج العشوائية والسيطرة على كل شيء وعدم احترام التخصص والكفاءات لافتا الى ان مسرح القرعة خلا من أي احترافية ولم يعكس المبالغ الكبيرة التي صرفت لتجهيزه كما عاب على الاتحاد الاعتماد على فرقة إنشاد لم تكن حاضرة ولم تعكس التنوع الثقافي لليمن مؤكدا ان مكتب الثقافة بعدن كان تقدم بعرض اقل في الجانب المالي لإحياء الحفل وهو أي المكتب بما لديه من فرق وفنانين الأقدر على ذلك غير ان الاتحاد رفض لأسباب لم تعرف بعد.
كما استغرب احد نجوم الكرة اليمنية مشاركة بعض اللاعبين في القرعة اقل تاريخا واقل نجومية بل ان بعضهم لم يسبق له اللعب في المنتخب اليمني الأول في حين اكتظت القاعة بالنجوم الكبيرة التي صالت وجالت في المنتخب وكان من حقها المشاركة، الاستياء اليمني لم يقف عند ذلك فقد استغرب المشاهدون والمتابعون أمام شاشات التلفزيون من الطريقة الممجوجة التي قدم بها الحفل من المذيع الذي لايملك أي مقومات لمذيع يناط به تقديم حفل تاريخي وكبير مثل هذا في حين وجد في اليمن والقاعة من هم أفضل منه وأجدر بل وأكثر خبرة رياضية وثقافية وإعلامية.
السقوط المخزي
آثار السقوط المخزي في تنظيم قرعة خليجي 20 حالة من الإحباط لدى الإعلاميين اليمنيين الذي أتوا من كل محافظات اليمن ليشهدوا الفشل في الترتيب والإعداد للمناسبة التي ظلوا يتغنون بها طوال الفترة الماضية، ولم يقف التذمر عند حد الإعلاميين اليمنيين، ففريق قناة الدوري الكأس المتفاعلة مع الحدث اشتكى من عدم تمكنه من الحصول على البطاقات الخاصة بالإعلاميين على رغم تقدمه بطلب الحصول عليها الى اللجنة المنظمة قبل 3 أيام من الحدث مزودا إياها بكل المعلومات، سوء تصرف وخلل لم يقف عند إقفال قاعة الاحتفال الا قبل البدء بدقائق بشكل جعل الضيوف يتدافعون أمام بوابتها وكأنهم أمام سوق خيري.
ولم يخف مصور قناة الجزيرة في حديثه عقب الإفراج عنه من شرطة القلوعة تعرضه للضرب من رجال الأمن والإهانة الأكبر في حياته ـ بحسب قوله ـ على رغم تسليمه الشريط الذي كان صوره للقناة المالكة للحقوق لافتا الى انه لم يصور أي شيء داخل القاعة وانحصر عمله خارجها مثل القنوات الأخرى، وفي السياق نفسه قال توفيق عبدالوهاب مراسل الجزيرة الرياضية انه كان في طريقه الى السجن مثل زميله المصور لولا تدخل بعض العقلاء من الحاضرين مستغربا الطريقة التي تم التعامل بها مع فريق القناة الذي لم يرتكب أي مخالفة، ومع ان صراع الجزيرة مع ابوظبي له امتداده التاريخي من مسقط 2009 الا ان ما تعرض له فريق الجزيرة من ضرب واعتقال قوبل باستهجان كبير من كل الأطياف اليمنية التي حضرت الاحتفال.
مطالب الحراك
طالب المجلس الأعلى للحراك السلمي في جنوب اليمن في بيان له الثلثاء دول مجلس التعاون بعدم المشاركة في دورة «خليجي 20» لكرة القدم المقررة في اليمن «بسبب الأحداث الجارية فيه وسقوط العديد من الأبرياء بين قتيل وجريح».
ويستضيف اليمن في عدن وأبين الجنوبيتين دورة كأس الخليج العشرين من 22 نوفمبر/ تشرين الثاني حتى 4 ديسمبر/ كانون الأول المقبلين، والتي سحبت قرعتها الأحد الماضي.
وجاء في البيان الذي تلقت وكالة «فرانس برس» نسخة منه «أن مديرية لودر في محافظة أبين تتعرض إلى حرب إبادة جماعية أدت إلى سقوط العديد من الضحايا، ونحن نناشد الإخوة في مجلس التعاون الخليجي بعدم المشاركة فيما يسمى خليجي 20، وكيف لهم أن يشاركوا ودماء الجنوبيين تنزف في ارض الجنوب وما يجري اليوم في لودر ما هو إلا لإنجاح خليجي 20 والتهيئة له».
وتابع «أين العروبة وروابط الدم وحق الجوار، كيف لكم أن تسمحوا لأنفسكم مشاركة الاحتلال اليمني بإجراء بطولة رياضية على ارض الجنوب، والجنوب يناشدكم خلال 3 أعوام متتالية ويقدم التضحيات الجسيمة في ميادين النضال السلمي لإخراج هذا الاحتلال الفارض نفسه على الجنوب بالقوة». وقتل 4 عناصر من القاعدة في اشتباكات جديدة اندلعت ليل الاثنين في مدينة لودر كما أعلنت وزارة الداخلية اليمنية أمس.وبذلك يرتفع عدد القتلى في المواجهات التي اندلعت الجمعة في هذه المدينة التابعة لمحافظة أبين إلى 33 قتيلا، بحسب تعداد تجريه وكالة «فرانس برس» استنادا إلى الأرقام الرسمية.
واستمرت المواجهات منذ اندلاعها الجمعة بين الجيش وعناصر القاعدة، وهي الأعنف بين الطرفين في جنوب اليمن إذ ينشط تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب.
وازدادت خلال الأشهر الماضية هجمات القاعدة على القوات الأمنية والمسئولين الحكوميين في جنوب اليمن الذي كان دولة مستقلة حتى العام 1990 والذي يشهد أيضا حركة احتجاجية واسعة ازداد طابعها الانفصالي بشكل كبير وتعرف باسم الحراك الجنوبي.
- نقلا عن الوسط البحرينية