أورد الدكتور علوي بن فريد في كتابه الجميل ( تاريخ قبائل العوالق ) جملة من القصائد الغزلية الجميلة والرقيقة منها قول الشاعر ابو قرنين يحاور محبوبته بهذه الأبيات
الجميلة :
انا ربيت وتخسّرت في اول زماني = ليش ما تذكر وتحسب جُمل ذي ربّاك
ولاّ قلبك قنع مني ونفسك ما تباني = سامحك يازين وان عادك تباني باك
فأنظروا الي ذل العشق وخضوع الرجال للمحبوب رغم انه صاحب جمائل سابقة الا انه يلتمس له العذر ويخيره بين خيارين بسيطين للمحبوب فأما إن قنع منه فليذهب فقد سامحه, وإلا فأهلا وسهلا به فمازال قلب الشاعر يحمل الحب لذاك المحبوب الجاحد ... وهذا حال المحبين .ومن الأبيات الظريفة والقوية قالها الشاعر محمد بن خميس الحداد وفيها شبه امرأة راءها وهو يعرفها وقد طلقها زوجها شبها بسيارة جيب ؟ فقال :
يا جيب جباني وما شي في السرك = زكنّ على السواق يمسك لك بريك
محسن مساميرك ومحسن حنتك = يموت بياعك ويحيا مشتريك
فخاطب المرأة بقوله (ياجيب جباني ) أي ياسيارة جيب جباني (ياباني ) وهو اللاندكروزر . ماشي في السرك (الطريق) محسن مساميرك (أي ما أحسن هيكلك وما أجود معدنك ) ومحسن حنتك أي وما أجمل صوتك (حنتك) . ويموت بياعك ويحيا مشتريك أي خسارة من طلقها وياحظ من يتزوجها .وهذه قصة الشاعر الشيخ عوض بن أحمد بن صالح بن فريد العولقي (بو مهند) فقد قال واصفا فتاة بارعة الحسن والجمال قال :
بو مهند متيم ضاق قلبي وحالي = يوم شفت الغزيل منى القلب قدمال
نهار الاثنين شفته يوم عرض قبالي = حط نظره علي طير العقل والبال
وانثني وابتسم لي واشرقت في خيالي = بسمة الزين تلمع خير من ألف مشعال
ويقف الشاعر مع الفتاة ويسألها من أين هي ؟ ثم يتجاذب معها أطراف الحديث ويترجم كلامها شعرا ويقول على لسانها:
أنا من البدو أصلي عيش روس الجبالي = من قبائل عجيه تعطي الخصم مصمال
تكرم الضيف لاّ جاء لحم خُطّر وهالي = والشواء له مخصص لاّ قد الضيف ينسال
بنت رجال شاجع ما يهم القتالي = مستلب عيلماني وان قرح صوّب لوعال
وانتسب للعوالق ذي لهم صيت عالي = صيت قد شاع ذكره له مشاقر ودسمال
ويعود الشاعر إلي منزله ولم تبارح صورة تلك الفتاة خياله , ثم أخذ يحاورها قائلا :
شف جمالك أسرني شل فكري وبالي = بو مهند متيم في عيونك ولسبال
وارحم القلب وانت ريت قلبك رثالي = ما ترى الدمع يجري شهر علخد سيال
من نظر مثل حسنك ما تهنّى الليالي = عاش مجنون هايم في البراري والجبال
منقول