فارق كبير بين السياسة والرياضة، فالسياسة بحر كبير لا يستطيع أي شخص الخوض فيها ودائما يحسب الساسة كل خطوة، ولا يقدمون على أي قرار دون دراسة متأنية هكذا تعلم الساسة في كل أنحاء العالم، أما الرجل الرياضي أو المسؤول الرياضي فيتحرك دون قيود أو برتوكولات، ولا حراسة أمنية مشددة، وعندما يصدر قرارا يكون هدفه خدمة اللعبة، وإمتاع الجماهير مثل أي شخص يقدم سلعة ويحاول أن يقدمها بشكل جيد.
أقول هذه المقدمة بعد ما حدث ويحدث حتى الآن وسيحدث خلال الأيام المقبلة بشأن خليجي 20 والتي من المفترض أن تقام في اليمن نهاية نوفمبر المقبل، ولكن البطولة دخلت منعطفا خطيرا للغاية رغم أن اللجنة المنظمة للبطولة أجرت القرعة.
ضغوط كبيرة تواجهها بطولة خليجي 20، وتحت ضغط السياسة يخضع الرياضيون في المنطقة الخليجية ويرفضون أن يخلعوا هذه العباءة ويهربوا بالرياضة إلى ما هو أبعد من السياسة.
المنطق يقول إن خليجي 20 لابد أن تكون خارج حدود اليمن، ولكن هذا المنطق غير موجود وهناك اتصالات على أعلى مستوى لإجبار الرياضيين على إقامة البطولة هناك!!
عفوا أنا ضد إقامة هذه البطولة هناك لأسباب كثيرة أولها وآخرها أسباب أمنية فليس من المنطقي أن أجازف بجيل كامل من اللاعبين، وأعرض حياتهم للخطر، من أجل إقامة البطولة هناك ومجاملة الأشقاء اليمنيين، والذين يحتاجون إلى هذه البطولة كي يثبتوا أن الأمن لديهم في حالة جيدة، وليس من المنطقي أن تقام بطولة في دولة ليست خليجية وهذه حقيقة مؤكدة وإذا جاءت الموافقة على مشاركة اليمن في البطولات الخليجية فليس معنى ذلك أن تنظم بطولة خليجية ويكفيها المشاركة.
أيضا إمكانيات اليمن أقل بكثير من أي دولة خليجية أخرى وأرى أنه عندما تكون اليمن جاهزة بالشكل الذي يرضي الخليجيين في مستوى التنظيم والإقامة وقتها يبدأ التفكير في إقامتها هناك، من يقبل أن يعيش تحت التهديد وينام وهو يفكر ربما يأتي صاروخ من مكان ما ويضرب الفندق الذي تقيم فيه المنتخبات، أو قذيفة إلى الملعب الذي يعج بالفرق والجماهير هل ننتظر الكارثة كي نندم عليها بعد ذلك، هل نحتاج إلى كارثة كي نفيق مما نحن فيه؟!
اليمن يا سادة لا تصلح الآن ولا بعد ألف سنة أن تنظم بطولة خليجية ولابد أن يكون هناك قرار بعدم إقامة أي بطولة هناك ويكفيها المشاركة فقط.
أريد أن أعرف رد اللجنة المنظمة على المنشورات التي توزعها المعارضة هناك وتهدد الخليجيين في حالة مشاركتهم في البطولة وكيف سيتم تأمين البطولة أرضا وجوا ؟!..وما هي الضمانات الأمنية للمنتخبات ؟! أعتقد أن أعضاء اللجنة التنظيمية لمجلس التعاون الخليجي لكرة القدم ورؤساء الاتحادات وأمناء السر يجاملون اليمن على حساب أمن وسلامة اللاعبين!!
أريد أن أعرف لماذا اعتقلت السلطات اليمنية مراسل الجزيرة الرياضية بعد إجراء القرعة؟!.. هل لأنه سأل سؤالا محرجا على النواحي الأمنية؟!.. وإذا كانت البداية اعتقالا فكيف ستنتهي البطولة؟!.
أريد أن أسرد بعض علامات الفشل المبكر التي ستصيب خليجي 20 أولها أن البحرين احتجت وتفكر في الانسحاب، وجميع من زار اليمن في الفترة الأخيرة يؤكد أنها لا تصلح لاستضافة البطولة رغم الدعم الخارجي الكبير لإنشاء الفنادق والملاعب والبنية التحتية.
ثانيا أن السعودية تفكر في المشاركة في البطولة بالمنتخب الأولمبي وهي أول خطوة لانسحاب السعودية ولا ينسى أحد أن السعودية هي جارة اليمن على الحدود وحاربت المعارضين عندما تسللوا إلى أراضيها، أي أن هناك خوفا مؤكدا على منتخب الأخضر، وبالتالي أتوقع أن يكون القرار القادم من السعودية هو الانسحاب الرسمي، ولو انسحب أي منتخب نال خليجي 20 لقب البطولة الفاشلة قبل أن تبدأ.
أما الكويت فهي أول الدول المعارضة لإقامة البطولة في اليمن وكانت هناك فكرة ذكية من الاتحاد اليمني على إقامة قرعة البطولة في يوم الاجتماع الذي دعت إليه الكويت للتصويت على نقل البطولة من اليمن، وهو ما أجل الاجتماع ولكن موقف الكويت لم يتغير.
تعالوا نحسبها.. ما هي الدول المعارضة لإقامة البطولة في اليمن؟، سنجد البحرين التي طالبت بحقها في استضافة البطولة، والسعودية، والكويت، وهناك تحفظ من الإمارات، ومساندة من قطر وعمان على الحياد، والمحصلة أن المعارضين لإقامة البطولة في اليمن جبهة قوية، ولكن من يعلن القرار؟.
وإذا تركنا الأسباب الأمنية فهناك أسباب صحية أيضا فقد تفشى مرض حمى الضنك في محافظة عدن، وهناك تكتم شديد من الجهات الرسمية، والإحصائيات تؤكد، قرابة 30 إلى 40 حالة تصاب بالمرض يوميا، فكيف ستقام خليجي 20 في بلد به مرض متفش!!
أطالب بنقل خليجي 20 من اليمن في أسرع وقت وأعتقد أن جميع الدول الخليجية جاهزة لاستضافتها في الموعد، وهناك البحرين التي طلبت البطولة، وقطر بملاعبها وإمكانياتها، والإمارات والسعودية، فما هي المشكلة كي نسمع القرار الذي سيريح الجميع حتى لو أغضب اليمنيين، فليس من المنطقي أن أجازف بمنتخبات الخليج من أجل إرضاء الاتحاد اليمني، ولو حدث وأقيمت البطولة في اليمن وحدث مكروه لأي منتخب، فمن حقنا أن نطالب بمحاكمة كل من وافق على إقامة البطولة هناك بمن فيهم أعضاء اللجنة التنظيمية ورؤساء الاتحادات بل سنطالب بالقصاص منهم وأن يكون مصيرهم الإعدام كي نتخلص منهم ويأتي من خلفهم جيل يخاف على لاعبينا ويحميهم من الخطر بدلا من دفعهم إليه.