بقلم : ابو فراس الحود
من الطبيعي والبديهي ان تطور الفكرة السياسية لدى النخب تنشأ وتتطور، وأحيانا تتبدل طبقاً لشروط ومعطيات تفرضها الحقائق على الأرض ، ولكن تبقى ثوابتها وأركانها الأساسية راسخة ومستمدة وجودها من المنظومة القيمية والوطنية في العمل السياسي .
في قضيتنا الجنوبية الحقائق واضحة والمنطلق جلي لأنه هو الذي يحدد القناعات والمبادئ التي تكرس فيها الوجه الاستقلالي التحرري للحراك والشعب الجنوبي ضمن أهدافه الثابتة والواضحة والتي تبناها باعتبارها من الحقوق الوطنية العادلة والمشروعة ، وأكدتها كل القيادات الميدانية والرئيس الشرعي للجنوب السيد/ علي سالم البيض في كل المناسبات .
هذا ما انطلق به الحراك الجنوبي واقتنع به ومارسه على أرض الواقع حينما كان لرجال الجنوب الشرفاء المواقف المعلنة والثابتة دون تظليل أو مغالطة حتى وضعوا الشعب أمام الحقيقة الساطعة .
انطلاقا من هذه الحقائق وبناءً عليها ننظر ونتابع بشيء من الاستهجان لما يمارس من تنظير ومحاولة تشكيل استراتيجيات على يد نخب تنظّر بشكل ظاهره وطني وحقيقته بعيدا عن الثوابت والقيم الوطنية العليا التي يضحي من أجلها الشعب . ونجدها تتبنى أجندات لا علاقة لها بالهدف والمعترك الوطني الذي يخوضه الشعب الجنوبي .بل أنها لا زالت هذه القيادات كما يسميها البعض التاريخية والمجربة تخجل وتتجنب القول أو حتى استخدام تعبير أن هدف الحراك وجوهر القضية الجنوبية هو التخلص من الاحتلال واستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة .
ان الحقيقة التي يعتز بها قادة الحراك وأنصاره من جماهير الشعب الجنوبي هي ثوابتهم وكبريائهم وما أنجز حتى اللحظة هو رصيدهم الحقيقي الذي يدحض نظريات المفلسين ، ويكاد فجر الحرية والانعتاق يشرق ينوره قريبا ، ولكن لن يأتي دون تضحيات وانتماء حقيقيا الى الشعب الجنوبي وقضيتهم المركزية والعمل على وحدتهم بتنوعهم وتعدديتهم التي بدأت بوادرها ومقدماتها في تكوين نسيجا رائعا لجبهة داخلية عريضة لا يمكن لصاحب حلم شاذ أو مارق أو صاحب غاية أن يعبث بها .
هذه هي الحقيقة التي يؤمن بها كل الجنوبيون الشرفاء ويؤمن بها الشارع الجنوبي بقوة والتي لا يملك أحد مهما كان أن يستطيع ليّها أو الانقلاب عليها .
إن محاولة هذا بعض القادة التاريخيين المناورة لغرض اقتحام البيت الجنوبي وتأسيس شرعيات جديدة عن طريق السطو على إرادات الشعب بالتضليل والخداع وفرضها على الشعب الجنوبي بطرق ملتوية وخبيثة ثم أخذه الى مسارات ستكون أقسى وأكثر ظلاما مما نحن عليه اليوم ، لن تنطلي هذه المحاولات ولن تمر على الشعب الجنوبي المتسلح اليوم بوعي جديد وخبرة تراكمت طوال السنين الماضية منذو 1967 حتى اليوم .إن الشرعية الحقيقة لقيادة الجنوب تستمد وجودها من الشعب الجنوبي والشارع الجنوبي ، وهاهو الشارع الجنوبي قد أختار قياداته التي وقفت معه وانتمت اليه وتبنت أهدافه وعبرت عن إرادته ، وقد كان الرئيس علي سالم البيض على رأس هذه الشرعية الجماهيرية والواقعية والقانونية .
ان الجنوب وطن الجميع وارض كل الأحرار من حقه علينا أن يحميه الصادقون ويدعم ركائز ثورته المخلصون بعيدا عن الأجندات الشخصية الضيقة وبعيدا عن البرامج المشبوهة التي تسعى لتفكيك نسيج هذا الانجاز الوطني الشامخ المتمثل بالحراك الشعبي السلمي رافع راية الحرية والاستقلال ولا غير ذلك ، وبعيدا عن التنظير تحت ستار ومنطق التكتيك والمراوغة وحجج مراعاة الظروف والمعطيات الدولية والإقليمية وما الى ذلك من هذا الهراء والتضليل .
نقول الشعب الجنوبي يعي ويدرك قضيته ويستطيع فرز أصحاب الشعارات والعقول الخشبية والقوى السياسية التي اهترأت وانكشفت ادعاءاتها ، نقول هذا هو الشعب الجنوبي العظيم المتمسك بثوابته الأصيلة التي تمثل حقيقة رسالته الوطنية العادلة والمقدسة والذي يؤمن بها ويحملها الى العلى كل أبناء الوطن الواثقون الأوفياء، ولن تخدعه قوى مشاريع الأوهام والظلام .
فهذه حقيقة التاريخ والجغرافيا والواقع والسياسة ..حقيقة الثوابت الوطنية التي لن يتمكن مدّعي أو صاحب هوى ليّ عنق الحقائق واختطاف أحلام وآمال الوطن ومصادرة تطلعاته . فالجنوب أكبر منهم وشعب الجنوب أذكى من تذاكيهم وحذلقتهم
والنصر والعزة لشعب الجنوب تحت ظل قياداته المخلصة الوفية في الداخل والخارج وعلى رأسهم الرئيس الشرعي علي سالم البيض .