[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]احمد عمر بن فريد
الإهداء :
إلى شيخ المناضلين ورمز ثورتنا المتوهجة / حسن احمد باعوم ..القابع حاليا في زنازين الاحتلال بصنعاء , والى اصغر معتقل عربي سياسي / معتز العيسائي ( 15 عام ) ..والى جميع المعتقلين في سجون الاحتلال وعلى رأسهم زميلي الصنديد / حسين زيد بن يحى.
يعلم الجميع أن قرار مشاركة المنتخبات الخليجية في بطولة خليجي 20 كان قرارا سياسيا بامتياز , إذ لم تكن هنالك أية فرصة – ولو ضئيلة – لأيا من الاتحادات الخليجية لكرة القدم ان تقول رأيها في عملية المشاركة من عدمها , ولم يكن أمامهم من سبيل سوى الانصياع والقبول والموافقة بالذهاب إلى عدن ل" المشاركة السياسية " أكثر من المشاركة او المنافسة الرياضية على كاس البطولة .
القرار السياسي بالمشاركة على ارض عربية محتلة بقوة السلاح من قبل دولة عربية أخرى , حتى وان حدث ذلك في إطار الوحدة السليمة التي تم الغدر بها والانقلاب عليها يعتبر في مفهومنا نحن أصحاب الأرض , موافقة علنية من قبل المشاركين على جواز مبدأ احتلال أراضي الغير بقوة السلاح , وهو بالضبط ما حصل لأرضنا الجنوبية من قبل نظام صنعاء عام 1994م ! .. انه مبدأ خطير يضع أصحابه في موقف متناقض تماما مع مجموعة من القيم السياسية والإنسانية والأخلاقية في وقت واحد .
وفي هذا السياق يهمنا ان نذكر أشقائنا في الخليج بما يلي :
في يوم 2 أغسطس آب الأسود عام 1990 م , احتلت القوات العراقية دولة الكويت العربية الحرة المستقلة اثر خلاف سياسي اتخذ منه النظام العراقي السابق ذريعة وحجة لنية مبيته لديه جهة احتلال الكويت واعتبارها " فرعا عاد إلى الأصل " ! .. ويومها انقسم العالم العربي الرسمي والشعبي إلى قسمين مع او ضد ذلك الفعل السياسي – العسكري الذي بنتيجته تم ابتلاع دولة عربية كاملة السيادة في ظرف 24 ساعة ! وصنف الكويتيون محقين مجموعة الدول التي وقفت مع صدام حسين ب " دول الضد " في حين وضعها بعض المثقفين العرب في خانة " اللاكنيون " استنادا إلى موقف تلك الدول الرسمي القائل بأننا ضد احتلال الكويت " ولكننا " ضد استخدام القوة لإخراج صدام من الكويت ومع " حل عربي " في إطار جامعة الدول العربية ! .. مفترضين أن الجامعة العربية التي لم تفض نزاع ( عربي – عربي ) حول " ترعة " ماء ستتمكن من إخراج " جبروت صدام " من دولة الكويت.
وفي اعتقادي انه لو لم يصادف صدام وقتها , رجلا واقعيا و ذكيا في منزلة ومكانة المغفور له الملك فهد بن عبدالعزيز لتمكن من إكمال مشروعه السياسي التوسعي جنوبا في اقل من شهر واحد طاويا عددا كبيرا من دول الخليج العربية بذات الطريقة التي طوى بها الكويت على حين غرة , وكان سيروج لذريعة أخرى جاهزة تتكئ على القول بأن الطريق الى القدس لابد وأن يمر من " تطوان " وهي ذريعة قومية كان قد جرى التمهيد لها من قبل عدد كبير من المثقفين والساسة العرب المحسوبين على قائمة دول " الضد " حينها ! مع أهمية التذكير " الأكيد " ان علي عبدالله صالح كان جاهزا في تلك المرحلة المفصلية ليلتقي صدام حسين في منتصف الجزيرة العربية ان سارت الأمور كما خطط لها . ولم يكن ابتلاع الجنوب يوم 22 مايو 1990 م سوى جزءا من المخطط السياسي " المغامر " المتفق عليه مابين القيادتين السياسيتين في بغداد وصنعاء .
للأشقاء في الكويت فقط نود ان نذكر بأن الشعب العربي الوحيد الذي خرج في مسيرات احتجاجية إلى الشارع منددا بغزو صدام حسين لبلادكم , كان شعبنا في الجنوب العربي , وكانت قد جرت المسيرات الشعبية المناهضة للغزو العراقي في كلا من عدن و المكلا عاصمة حضرموت التاريخ والثقافة والأصالة , كما ان الزعيم العربي الوحيد الذي اسمع صدام حسين رأيه بضرورة الانسحاب من الكويت كان الرئيس علي سالم البيض , لكن اللافت للانتباه بتناقضه الكبير في واقعنا الحالي يتمثل في ان شوارع عدن تلك التي سارت عليها الحشود الجنوبية للتنديد باحتلال الكويت سوف تستقبل بعد أيام قليلة فقط , وفد رياضي كويتي أتى للمشاركة السياسية في خليجي 20 والتي من شأنها " شرعنة " احتلال النظام اليمني للجنوب العربي, وما على الذي يود التعرف إلى درجة اكبر من التناقض سوى ان يتذكر ان صنعاء التي تمنح اليوم هذه الشرعية السياسية بطريقة غير مباشر إنما هي كانت في يوم من الأيام تحتل مرتبة متقدمة في ترتيب " دول الضد " حسب التصنيف الكويتي ! .. فما لذي تبدل في الأمر حتى يتحول " الضد " المتعاطف مع صدام لاحتلال الكويت الى طرف شقيق يستحق الدعم والتأييد والمساندة ! .. ولنتذكر أيضا ان المساندة والدعم والتأييد لهذا النظام تأتي في سياق احتلاله للجنوب المناهض حينها لاحتلال الكويت ... !
ما سبق كان جردة يسيرة لتناقض ( قيمي – أخلاقي ) تكشف عنه بطولة خليجي 20 .. ونحن نتأسف شديد الأسف ان نتحدث عن هذا التناقض في زمن نادر يتمثل في ان هذا التواجد الخليجي الكبير على أرضنا الذي يأتي للمرة الأولى في تاريخنا المعاصر إنما يأتي في وقت كنا نتمنى ان يكون تحت رعايتنا وإشرافنا وضيافتنا نحن أصحاب الأرض الفعليين لا تحت رعاية وضيافة من " اغتصب " أرضنا واحتلها أبشع احتلال, وعميق الأسف ان هذه الزيارة الكبيرة من أشقائنا في الخليج العربي إنما جاءت لتجيز وتقر في رسالتها " الرياضية – السياسية " الضمنية الحق الكامل لمن سلب وطننا وهويتنا وتاريخنا .
قيادي في الحراك الجنوبي