[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]27-نوفمبر تشرين الأول-2010
أحمد عمر بن فريد*
الإهداء : إلى الصديق العزيز .. " أنقى الأنقياء " .. المدرسة الوطنية التي تعلمنا منها الكثير .. أستاذي القدير / فاروق ناصر علي .
في الحلقة الأولى لموضوع المقال كتبنا ان المشاركة الخليجية في دورة الخليج العربي لكرة القدم في نسختها العشرين كانت مشاركة سياسية أكثر منها رياضية , وقلنا أيضا أن القرار السياسي بالمشاركة على ارض عربية محتلة بقوة السلاح من قبل دولة عربية أخرى حتى وان حدث ذلك في إطار الوحدة السليمة التي تم الغدر بها والانقلاب عليها يعتبر في مفهومنا نحن أصحاب الأرض موافقة علنية من قبل المشاركين على جواز مبدأ احتلال أراضي الغير بقوة السلاح , وهو بالضبط ما حصل لوطننا " الجنوب " من قبل نظام صنعاء عام 1994م ! .. انه مبدأ خطير يضع أصحابه في موقف متناقض تماما مع مجموعة من القيم السياسية والإنسانية والأخلاقية في وقت واحد .
نعم .. ان المشاركة تنطوي على قدر كبير من عدم الاكتراث لجملة كبيرة من التناقضات الأخلاقية والسياسية الواضحة التي تم التعبير عنها من قبل هذه الدول في خضم العدوان اليمني على دولة وشعب الجنوب في تلك المرحلة , لا سيما وان تلك الحرب بنتائجها التي تمخضت عنها قد وضعت " قضية الجنوب " من حيث خصائصها السياسية الجوهرية في ميزان واحد مع حالة الوحدة ( المصرية – السورية ) التي انفك منها السوريون لنفس الأسباب التي أنتجت حرب احتلال الجنوب .وهي إلى حد كبير تقارب الحالة ( العراقية – الكويتية ) من حيث استناد المعتدي على مفهوم وجوب فرض الوحدة بالقوة أو من حيث الادعاء بأن ما حدث فجر 2 أغسطس 1990 م إنما كان في سياق " إعادة " الأصل إلى الفرع باستخدام القوة العسكرية .
وبالحديث عن المواقف السياسية العربية والخليجية أثناء العدوان اليمني على الجنوب واحتلال أرضيه بالقوة تحت ذريعة ومبرر " الشرعية الدستورية والوحدة " نود إن نذكر الأشقاء بمواقفهم التالية :
في الوقت الذي كانت فيه قوات نظام الجمهورية العربية اليمنية تزحف نحو العاصمة عدن , وفي عهد العملاقين فهد بن عبد العزيز والشيخ / زايد بن سلطان آل نهيان , كان لوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي موقفا واضحا من العدوان اليمني على أرضنا تمثل في بيان سياسي منصف للحق وللحقيقة معا صدر عن لقاء تم في مدينة أبها السعودية يومي 6 , 7 يونيه 1994 م جاء فيه وبشكل قطعي الدلالة ما يلي :
" تابع المجلس الوزاري بقلق بالغ التطورات المؤلمة في اليمن وما ترتب على استمرار القتال بين الطرفين مما جعل القادة في جنوب اليمن يعلنون قيام جمهورية اليمن الديمقراطية , وفي هذا السياق رحب المجلس بصدور قرار مجلس الأمن 924 وأعرب عن بالغ أسفه لاستمرار الاقتتال رغم صدور القرار .
وانطلاقا من حقيقة ان الوحدة مطلب لأبناء الأمة العربية , فقد رحب المجلس بالوحدة اليمنية عند قيامها بتراضي الدولتين المستقلتين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في مايو 1990 م , وبالتالي فان بقاءها لا يمكن ان يستمر إلا بتراضي الطرفين . وأمام الواقع المتمثل بأن احد الطرفين قد أعلن عودته الى وضعه السابق وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية , فانه لا يمكن للطرفين التعامل في هذا الإطار إلا بالطرق والوسائل السلمية , وتقديرا من المجلس لدوافع المخلصين من أبناء اليمن في الوحدة فانه يؤكد انه لا يمكن إطلاقا فرض هذه الوحدة بالوسائل العسكرية , كما يبين المجلس ان استمرار القتال لابد وان يكون له مضاعفات ليس على اليمن وحده وإنما على دول المجلس مما سيؤدي بها الى اتخاذ المواقف المناسبة تجاه الطرف الذي لا يلتزم بوقف إطلاق النار " .
كما إن المرحوم الشيخ / زايد بن سلطان آل نهيان قد اسمع الوفد اليمني برئاسة الشيخ المرحوم / عبدالله بن حسين الأحمر أثناء زيارته لأبوظبي في مرحلة الحرب , نقدا لاذعا وتوبيخا شديدا حول " فعلة " احتلال الجنوب وما سوف ينتج عنها من فشل وتعقيدات في المستقبل القريب بين الشعبين ..! ولم يكن بالغريب على رجل في مقام الشيخ زايد ان يقرأ المستقبل المترتب على " فعل الاغتصاب " لأراضي الغير بالقوة تحت ذريعة ومبرر " الوحدة " على اعتبار ان الشيخ الحكيم كان صاحب المشروع الوحدوي العربي الوحيد الناجح , والذي أنجز مالم يستطع منظرو القومية العربية في أكثر من قطر عربي تقدمي انجازه.
لإخواننا الخليجين نقول .. نعم ان مشاركتكم في هذه البطولة هي لعب لكرة قدم فوق أشلائنا نحن الجنوبيين , وهي خوض في برك عميقة لدماء الشهداء الذين سقطوا برصاص البغي والعدوان والاحتلال , كما انها بتعبير آخر إجازة وقبول بسجن وتعذيب العشرات من أبناء الجنوب الأحرار , يأتي على رأسهم جميعا شيخ المناضلين ورمز حرية الجنوب المناضل / حسن احمد باعوم .. هذا الشيخ المسن الذي لم تشفع له أمراضه العديدة ولا كبر سنه ولا حالته الصحية المتدهورة من الزج به في زنازين صنعاء العنصرية المهداة من قبل صدام حسين.
وللوفد الخليجي ككل ان يسأل عن اصغر سجين سياسي عربي " معتز العيسائي " الذي يقبع إلى جواركم في مدينة عدن التي ترقصون فيها مع المحتل على نغمات الاحتلال والجبروت والاغتصاب , ولكم ان تسألوا مدير أمن عدن / عبدالله قيران عن الكيفية التي قتل بها الشاب / فارس طماح في زنزانته في " مخفر شرطة المعلا " ! وعن ملابسات استشهاد الشاب / احمد الدرويش أثناء التحقيق والتعذيب معه قبل أشهر قليلة !.. ويبقى سؤلا هاما اعتقد انه قد تبادر إلى أذهان العقلاء منكم حول دور " القاعدة " في اليمن , هذه " الفزاعة الكبيرة " ومصدر الابتزاز الرخيص الذي يجيد استخدامه نظام صنعاء ضدكم وضد المجتمع الدولي ككل.. اسألوهم : ماذا حل ب " القاعدة " أثناء هذه الدورة ؟ أين ذهبت تهديداتها ؟ وكيف تلاشى نشاطها وتواجدها بهذه السرعة وهذه البساطة ؟! .
* قيادي في الحراك الجنوبي
- وكالة أنباء عدن