[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]شبكه باعوضه -متابعات /ناصر علي الجدحي
15-يناير 2011
اشتعلت ثورة الحراك السلمي الجنوبي وألهبت حماس الناس فخرج ابنا الجنوب إلى الشارع وهتفوا بصوت واحد برع برع يا استعمار حتى صارت هتافاتهم وشعاراتهم الوطنية الرافضة للظلم والاستبداد والضم والإلحاق ثقافة غرست تلقائياً في عقول وقلوب الشباب والأطفال شعارات تنادي بالحرية والاستقلال واستعادة الأرض والكرامة وقد لاقى ذلك الحراك السلمي الجنوبي الرائع تجاوب وإعجاب عربي ودولي منقطع النظير إلا أن سلطة صنعاء وصفت ذلك الحراك وتلك الهتافات والشعارات بالخارجة عن القانون وبثقافة الكراهية وشنت حملة اعتقالات ومداهمات للمنازل واعتقلت وقتلت وشردت أعداداً كبيرة من نشطاء الحراك السلمي الجنوبي وحركت طائراتها ومدافعها ودباباتها ودفعت بجنودها المدججين بكافة الأسلحة إلى الشارع وحولت معظم المدن الجنوبية إلى ثكنات عسكرية بعد أن عجزت في التعاطي مع ذلك الحراك السلمي الحضاري الفريد من نوعه في الوطن العربي.
إن التصرفات الخاطئة التي تقوم بها صنعاء ضد أبناء الجنوب إنما هي دليل واضح على فشلها وعجزها عن السيطرة على الجنوب الثائر! لقد كان أبناء الجنوب قبل عام 90 يناضلون من أجل تحقيق الوحدة اليمنية ولم يتصوروا بأن يأتي يوم يناضلون فيه من أجل فك الارتباط والخلاص من تلك الوحدة التي كانوا بالأمس يحلمون بتحقيقها.
إن السياسة الخاطئة التي انتهجها صالح في تعامله مع الجنوب أرضاً وإنساناً كان لها الدور الأكبر في حدوث الانتكاسة لقد حدثت ردة فعل قوية توشك أن تعصف بالمنطقة وبالتأكيد لن تسلم الدول المجاورة وغير المجاورة من شرارة ما يحدث في اليمن إن لم يحدث تدخل خارجي يحسم وبشكل قاطع تلك التداعيات الخطيرة الحاصلة بين شعب وقيادة دولة الشمال وشعب وقيادة دولة الجنوب.
لقد سقطت دولة الجنوب من يد الرئيس صالح مهما كابر أو كذب على نفسه لقد سقطت وانتهى أمرها إلى أهلها! لقد ضاعت عليك ياعلي ،،، وتلعب في الوقت الضائع بملفات عفا عليها الدهر وتجاوزها أبناء الجنوب بالتصالح والتسامح,, لقد توحد الجنوب مع نفسه وقرر تقرير مصيرةه بنفسه بعد أن فهم لعبتك القذرة ضرب الحجر بأختها.
إن مستقبل الجنوب يبشر بخير كون ثقافته واحدة ونهجه وتوجهه السياسي واحد ومذهبه الإسلامي واحد فلا خوف عليه من غدٍ ولكن هل ستعود الشمال مثل ما كانت قبل عام 90 م، لا أظن!.
إن مستقبل الشمال لا يبشر بخير كونه مكون من عدة مذاهب وطوائف إسلامية متناحرة وتلك هي أخطر آفة تقضي على الشعوب والشعب العراقي خير برهان!.
مؤخراً قام صالح بتعديل الدستور وحول اليمن إلى مملكة الصالح وتوج نفسه ملكاً عليها إلى الأبد، لقد قام صالح بذلك التصرف الغير ديمقراطي في محاولة يائسة منه للسيطرة على شمال اليمن عقب ظهور تيارات توشك أن تهدد عرشه وكذا ظهور إدراك ووعي سياسي نوعاً ما في الشمال وكذا بعد أن أيقن صالح بأن الجنوب قد سقط من سيطرته تماماً فإنه حالياً يقوم بتصرفات هستيرية همجية لاستعادة سيطرته على الشمال، فهل يتمكن صالح من ذلك، أم أنه سيخسر الشمال مثلما خسر الجنوب؟.
*مقدم متقاعد وقيادي في مجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب بمديرية المحفد محافظة أبين.