خاص / 26 / 07 / 2010
المحامي يحي غالب الشعيبي : الاستنتاج الحقيقي من خطاب (صالح) اليوم إمام قوات الأمن المركزي هو ان الحراك الجنوبي التحرري هو التحدي السياسي الحقيقي الوحيد الذي يؤرق نظام صنعا ولخص (غالب) ذلك من خلال الأتي
اولآ:الخطاب ومفرداته يعكس أزمة خانقة يعيشها نظام صنعاء وفقدان السيطرة على زمام ألأمور من ناحية ويعكس فشل سياسة النظام (الاستخباراتية).
من ناحية أخرى تلك السياسة التي ينتهجها النظام لمواجهة الحركة الشعبية الجنوبية بعد فشل سياسة (لي الذراع) ضدالحراك الجنوبي من خلال القتل والترهيب وغيرها من الاجراءات البوليسية القمعية وقد أثبتت الشواهد والوقائع السياسية في عدة دول وأحداث فشل تلك السياسات الاستخباراتية في مواجهات الحركات الشعبية الاحتجاجية رغم كفاءة وتقنية وقوة تلك الأجهزة الاستخباراتية إلا أنها تسقط وتتهاوى إمام حركات الشارع السياسي ومشكلة نظام صنعاانه قائم على تلك السياسة التي نجح فيها بإجهاض عدد من المشاريع والقضاء على خصومه السياسيين كان أخرها إجهاض مشروع الوحدة واحتلال الجنوب وإخراج الجنوب من المعادلة الدولية لكنه لم يستطيع بل فشل في إيقاف المد الجنوبي الشعبي التحرري من خلال سياساته القمعية الدموية او سياسة محاولات تفكيك الصف الجنوبي وزرع الفتنه وغيرها من الأساليب المخادعة .
وخطاب (صالح) اليوم يختلف عن سابقاته من خطابات التهديد والوعيد والتخوين وغياب مفردات الهنجمه وبروز مفردات (حصيفة) قالها بحذر شديد وهي (الحراك الجنوبي) عندما قال ندعو ما يسمون أنفسهم بالحراك وتعد أول مرة منذ انطلاقة الحراك الجنوبي التعبير والاعتراف وان كان (منقوص) ولكنه صريح بوجود الحراك الجنوبي كواقع سياسي لامناص منه بعد ان ظل يتندر ويستهتر بكلمة (الحراك) مرات عديدة وجعلها مفردة للضحك .
واجدها مناسبة لتوضيح مسألة غاية في ألأهمية فحواها (مطالبة نظام صنعاء للاعتراف بالقضية الجنوبية) وهو ما يطرحه معظم الساسة الجنوبيين وبنفس الوقت مايتجنبه ويحاول الهروب منه نظام صنعاء من موضوع الاعتراف بالقضية الجنوبية صراحة نظراللتبعات القانونية وفقا لقواعد القانون الدولي وكما تابع العالم المذكرة الإضافية بقرار اتهام الرئيس السوداني حسن البشير وإضافة تهمة الابادة الجماعية من قبلال سيد (اكامبو) المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية وقد استدل بالأدلة القانونية لثبوت تلك الجريمة.
واستدل أيضا باعتراف الرئيس البشير بقضية دار فور واعتراف البشير بقضية دار فور دليل سياسي وقانوني لارتكابه تلك الجرائم وهو ما يعمل (صالح) على عدم الاعتراف بقضية الجنوب ليس من فراغ بل بحسابات مستقبلية للمخاطر القانونية خصوصا بعد الجرائم الدموية بالجنوب والتقارير السياسية للمنظمات الدولية الحقوقية وتثيبتتلك الجرائم والانتهاكات في ألأمم المتحدة وهو ما أشار إليه احد مستشاري مجلس حقوق الإنسان الدولي في ندوة بقناة الجزيرة مباشر قبل أسابيع بان الانتهاكات وملف الجرائم السياسية بالجنوب تم تقديمة إلى الأمم المتحدة, .
ثانيأ:خطاب (صالح)اليوم كان مجبر ومكره على عدم ممارسة هوايته المعتادة المتمثلة بالمغالطات التي تعود عليها ومن خلال متابعة الخطاب يتضح ان الحراك الجنوبي هو(التحدي الحقيقي )دون غيره خصوصا بعد شجاعة صالح اليوم بعدم ذكر تنظيم القاعدة كتحدي يواجه نظامه كعادته رغم الجرائم المتتالية التي يتهم فيها نظام صنعاء تنظيم القاعدة وكان أخرها عملية (شبوه ) قبل أمس وقتل خمسة جنود واتهام شخص(سعودي الجنسية وسيارته) بتنفيذ العملية وبيان وزارة الداخلية بذلك وتعقبها ومتابعتها لتلك السيارة منذ دخولها الأراضي اليمنية .
وعدم الإشارة الى مزعوم (تنظيم القاعدة) في خطاب اليوم له إبعاده السياسية حيث تزامن مع ما ذكره السفير الأمريكي الجديد لدى صنعا في جلسة استماع إمام الكونجرس حسب ماتناقلته وسائل الأعلام اليوم عندما قال (وسنطالب صنعاء بسياسة واضحة للحد من الإرهاب) بينما قال سعادة السفير إمام الكونجرس أيضا (سنساعدالحوثيين والجنوبيين للتقارب مع الحكومة) والحوثيين والجنوبيين كانوا موضوع خطاب (صالح)اليوم والحوثيين وضع لهم صالح الحلول المتفق عليها (تنفيذ النقاط الست ) بينما يظل الحراك الجنوبي هو التحدي الحقيقي الخارج من قبضة نظام (صنعاء )والتحدي الحقيقي الذي يؤرقه بحكم عدم صناعة الحراك من قبل النظام كتنظيم القاعدة (وأساسها المعاهد العلمية) والحوثيين وأساسها ( الشباب المؤمن) الكيانات العقائدية المتصارعة التي بذر بذورها (صالح) للتتصارع بينها ويتخلصوا من بعضهم البعض لضمان ديمومة نظام حكمه ويستخدمهم ( بترهيب ألإقليم ودول الجوار ومصالح الغرب) وتصفية خصومة كما عمل في حرب 1994م باستخدام المجاهدين والأفغان العرب ضد الجنوب وهذه الكيانات المتناقضة هي شريحة من (الثعابين)التي يرقص على رؤوسها (صالح) كما يقول دائما.
بينما الحراك الجنوبي لا يستطيع (صالح)الرقص على رأسه أو التخلص منه ولا يستطيع أيضا تهدئته وتحريكه وقت مايشا لآن الحراك تحدي حقيقي من صنع شعب الجنوب ونستنتج ان الحراك هو التحدي الحقيقي لعجز صالح اليوم عن وضع له (حل) سوىإطلاق المعتقلين الذريعة المعتادة والخديعة المتفق عليها مع أحزاب اللقا المشترك والمتابع لخطاب (صالح )بالمكلا قبل أسابيع سيجد ان الرجل دخل في معاهدة جديدة مع القاعدة .
حيث استنهض الروح الجهادية ودور المساجد حين قال مخاطبا علما الدين بحضرموت (لانريد تكونوا مثل الكنائس ) نريد الشجاعة والجهاد.............................الخ وخطابه المقتضب بعد توقيع اتفاق17يوليو مع اللقا ء المشترك قال صالح (الهدف اليوم تهدئة الشارع )وكرر تهدئة الشارع والمقصود في حديثه هو الشارع الجنوبي وهو الحراك السلمي المدني وليس صعده الجبهة العسكرية .
وفي الختام نستنتج الحقيقة السياسية الساطعة بأن الحراك الجنوبي هو التحدي السياسي الحقيقي دون غيره إما تحديات القاعدة والحوثيين فأن نظام صنعاء يستطيع التعايش معه اوهي مصدر ثراء ومصدر تمويل وابتزاز دول الجوار والغرب.