[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]شبكه باعوضه - احمد الربيزي
1-فبراير 2011
قالها لي بحسرة وأسى لا تخلوا من حيرة ومن نبرة حزن عميق وتذمر قالها ذات يوما بعد خروجه الثاني أو الثالث أو الرابع من السجن لا أدري !! قالها بصوته الحاد نسبيا وبلهجته العدنية الصافية التي تقطر منها الطيبة والتلقائية والصدق وصفاء النفس. . وقد ظلت تلازمني كلمات المعتقل السياسي ((أنور إسماعيل )) كلما تذكرته
قال : "يا أخي (هم) أصلا ما حصلوش حد غيري كلما فكروا في حملة اعتقالات قالوا فينه أنور إسماعيل وجاءوا وشلونا, فين عاد أروح يا ناس قولوا لي يا أما يتركونا نعيش ولا يقتلونا أحسن ويسكهونا من العيشا دي أو يحبسونا واصل مش كل ساعة دخله خرجه دوخوا بنا يا شيخ " تمر الأيام والليالي وناشطين يعتقلوا ويخرجوا ويعتقلوا مرة أخرى ويخرجوا كذلك إلا أنور إسماعيل لم يعد يخرج قد ربما (اختصروها بالمرة ) وقرروا بديلا عن التعب كله أن (يجدلوا بك في السجن ) ويخلصوا أنفسهم وربما يخلصوك من شغله داخل خارج .. كم هي قاسية قلوب هؤلاء الظلمة كم هي ضيقة صدورهم كي تضيق بهم من حريتك ؟ وكم هي جبانة ومريضة ورعديدة نفوسهم كلما توهموا أو سمعوا أو تذكروا أنك حرا طليق
" فين عاد أروح يا ناس " جعلتني هذه العبارة التي طالما تذكرتها اللعن كل أبو الاحتلال وكل من يساعده وكل من يشاركه أو يسكت على جرائمه أو يغطي عليها أو يتغاضى أو يتعامى بقصد أو بدون قصد على ما يجري لنا في الجنوب من ظلم وقهر واستبداد
كم من الأيام مضت منذ اعتقالك الأخير (أنور) كم ؟ لا أدري كم ؟؟! وأسأل كيف لي أن أتذكر في الوقت الذي تتملكني الأنانية وحب الذات ؟! وأي فراغ تبقى لرفقة النضال أن كنت أتفادى ذكرهم خشية من وخزت الضمير ؟! كنت أحسب الساعات التي تمر علي وأنا في زنازين الظلم والاستبداد وكانت زيارة صديق أو قريب أو زميل لها معنى كبير في نفسي !! أنه يحز في النفس أن تكون صديقي أنور على مرمى حجر منا ولا نستطيع زيارتك ؟!هل يا ترى وصل بنا الحال إلى أن نسيانك أو تناسيناك وكل زملائك في زحمة تسابقنا على الزعامات ؟! أعذرنا أنور فأنانياتنا هي المستفحلة فينا هي التي خذلتنا وخذلتكم ولم تبقي لنا ماء وجه وصرنا نخشى من صراحتكم ومواقفكم الشجاعة ونغير من إقدامكم ومن أيمانكم الصادق بقضيتكم التي تصرحون بها في كل مكان بقوة دون تردد أو خوف ولم ولن ترضخوا للإغراءات أكنتم في المعتقل أو كنتم خارجه حتى ولو أوهموكم أنها ( على طريق التحرير والاستقلال) فطبيعتكم وأخلاقكم لم تترك لكم مجال للمراوغة أو المناورة فما بالكم في التفلسف , ياااه ما أصغرها من قيادات أمامكم أيها الصادقون ما أصغرها وهي تنظر وتتفلسف في ما لا يقبل التفلسف وتضع (الإستراتيجيات والتكتيكات) وغيرها من المصطلحات الجوفاء في الوقت التي عيونكم (يا أنور أنت وزملاءك) تبوح بكل أسرار الدنيا وتشكي باسم كل المظلومين في العالم وتصرح بكل صدق وإخلاص
أن بلادكم محتلة وانه لا كرامة لكم إلا بطرد الاحتلال, والقيود التي على معصم كل منكم تترجم بكل مفاهيم الكون أنه لا بد لكم من النضال والاستبسال حتى تنتصروا بتحرير أرضكم أو تموتوا شهداء
"فين عاد أروح " صديقي أنور إسماعيل ليس لدينا طريق آخر إلا هذا الطريق , أمامنا وطن وهذا الوطن ملكنا وحقنا ولدنا فيه وترعرعنا وشربنا ماءه وتنفسنا هواه عشقناه بكل جوانحنا بالرغم انه قسى علينا ولم يكن لنا فيه أملاك خاصة وعقارات وشركات ليس لنا فيه أراضي زراعيه أو مزارع خاصة ليس لنا فيه عمارات أو دكاكين أو بقالات لنا فيه بيوت متهالكة بنيت من زمان مساحتها ضيقة لكنها أفق رحب مملوء بالحب والدفء , هذا الوطن الذي في ليلة وضحها أصبحنا فيه غرباء شوارعنا التي كنا نتمشى على أرصفتها تنكرت لنا وأصبح البياعة يطردونا من عليها حدائقنا اختفت سواحلنا سورت أحلامنا الجميلة تبخرت حياتنا البسيطة تعقدت أصبح وطننا بعيدا عنا يلفظنا ينهرنا يقتلنا يسجننا حتى القبور أصبحنا نشتريها أو نستأجرها لنوضع جثثنا المنهكة المتعبة فيها , نعم أمامنا هذا الوطن ولم يعد بإمكاننا أن نروح إلا إليه وفي طريقة طريق حريتنا وتحرره فأما أن نصل وننال شرف حبه والانتماء إليه أو نموت الموت بعزته وعزتنا وكرامتنا .
1 / فبراير2011م
مديـــــنة عـــدن