مخرجات الصراع في صنعاء الى اْين؟
-----------------------------------------
بقلم: صالح احمد البابكري
مايدور من صراع في صنعاء بين مختلف القوى المتصارعة يعد شيء طبيعي برغم احتدامه وقوة ذلك الاْحتدام حيث تتداخل مؤثرات عديدة لتاْجيج هذا الصراع منها عوامل داخلية بحته ومنها خارجية تحمل في طياتها مصالح استراتيجية مادية وجغرافية وذلك ظاهرها اْلا ان باطنها يحمل صراعا اْعمق من ذلك بكثير لايفهمه اْلا الراسخون في فهم الصراع السامي العربي - والسامي العبري .. وماهو المراد منه على كل المستويات وكيف ايجاد سبل ناجعة لاْخماد تخرصاته التي تتجدد في ثنايا المسارات عبر المراحل التاريخية منذ عهود ليس بالقصيرة بل تمتد الى ماقبل البعثة المحمدية وبعدها .. ونحن في الجنوب العربي من الجهوية اليمانية خاصة ندرك ذلك الصراع بجذوره الخفية اْلا انه مع الاْسف ادراكنا كمراقبين لم يصل بعد الى وعي وادراك السياسيين الجنوبيين الذي يتخبطون في تعاطيهم مع هذه الاْشكاليات المعيقة لمسار الشعب في الجنوب العربي في عصره الحديث ... والسبب في اعتقادي ان النخب السياسية الجنوبية التي ظهرت منذ نهاية ستينات القرن الماضي والذي لازال يعمل حتى هذه اللحظة التاْريخية يعد مع الاْسف دون المستوى المطلوب للتعامل مع قضية وطنية بحجم قضية الجنوب العربي والتي ترتبط ارتباطا وثيقا مع قضايا كبيرة في المنطقة وتتداخل فيها ومعها بعض القضايا مع بعض الركائز العربية للقوى النافذة...
ان الحركة الشعبية السلمية الثورية لشعب الجنوب العربي الذي تم تعريفه ((بالحراك الجنوبي )) والذي جسد حضوره بقوة قي 7/7/2007م كان من الممكن ان يفرز قيادة جديدة علىمستوى عال وقادر على التعاطي مع كل المعوقات التي اعاقت مسيرة شعبنا في عصره الحديث وبناء دولته الحديثة التي اخفق الرفاق في الحزب الاْشتراكي اليمني عن بنائها وسقطوا في الاْمتحان كما اعلنوا سقوطهم منذ اللحظة الاْولى عند استلامهم البلاد من بريطانيا العظمى في ال 30نوفمبر 1967م حيث امتنعت بريطانيا عن تسليمهم وثيقة الاْستقلال عندما اشعروها بتغيير مسمى الهوية الاْصلية للبلاد والاْستعاظة عنها بالمسمى الجهوي اليماني لذلك قراْ في مدينة الشعب خطاب الاْستقلال احد ابناء الجمهورية العربية اليمنية وهو عبد الفتاح اسماعيل (( عبد الفتاح الياس يومار )) ومنذ تلك اللحظة تسلم ذلك المدعو وزارة الثقافة والتي تعد اْهم وزارة لبلد استقل حديثا حيث عمل على تتويه شعبنا وتجهيله عن تاريخه العريق وعن هويته الوطنية القطرية ..وهكذا سارت الاْمور حتى اْوصلوا الجنوب العربي وشعبه الى صنعاء وهي التي نفسها تعاني اضطراب الهوية القطرية كما تعاني وهم الحضارة والتاريخ وكذلك مشاكل الديمغرافيا الهجينية .. مما افقدها البصر وجعلها تعاني نقصا شديدا في تحديد الاْلوان الطيفية كما يقول الشاعر الكبير عبدالله البردوني رحمه الله : فضيع جهل مايجري وافضع منه ان تدري /// وهل تدرين ياصنعاء من المستعمر السري /// غزاه لم اشاهدهم وسيف الغدر في صدري ...الخ.
اننا على مفترق طرق فهل نحن واشقاؤنا في صنعاء سوف نهتدي لخارطة تخرجنا جميعا من هذه الحالة الجديدة والتي تشتد حلقاتها منذعام 1967م وحتى 1990م ومنذ يوم الاْحتلال للجنوب في 7/7/1994م والذي سبقه بكل تاْكيد الاْحتلال الثقافي في 1967م بوزارة عبدالفتاح الياس يومار ..انني على يقين ان تخلي الفرقاء في هذا الصراع عن الذاتية سوف ياْتي بالفرج ... اما اذا ظل الاْشقاء في صنعاء على غيهم فسيكون الخيار الذي لااحد يتمنى حدوثه وهو خيار الحرب الطويلة التي لاتقتصر على بقعة واحدة فليس من فكاك اما الجنوب العربي كاملا غير منقوص او الحرب الظروس ...
والى لقاء قادم ان شاء الله 3/7/2011م