حلفاء الاْمس في اْحتلال الجنوب عام 1994م ..هم اْنفسهم المتصارعون اليوم في صنعاء على الجنوب ومن منهم ياترى سيفوز بالجنوب ؟ هذا ما ستكشف عنه الاْيام القادمة اْن كان هناك فرصة لنهاية الصراع القائم في وقت مبكر من هذا العام.. اْن العرب وكذلك البعد الدولي بكل مكوناته في اْعتقادنا انهم لم يفهموا ماهية الصراع الحقيقي في جوهرة برغم اْنهم عرابي تعقيداته ولهم اليد الطولى في تجذيره ليس من اليوم وانما منذ بداية القرن الماضي ومانتج عنه من تحولات بعيد الحرب العالمية الاْولى وكذلك الحرب العالمية الثانية في كل منطقتنا العربية التي نشاْت فيها هذه الفيسفساء القطرية بما فيها دولة الكيان الصهيوني في فلسطين ومارافقها من استراتيجيات دولية اْستبدادية بين الشرق والغرب وفي مقدمتها اْسترتيجية شرق السويس ((يالطا)) والتي لازالت تشكل عائقا اْمام السلام في هذه المنطقة من العالم بشكل عام وفي جنوب شبه جزيرة العرب بشكل خاص ..وبرغم من نهاية حقبة الحرب الباردة بين الشرق والغرب اْلا اْن هذه الاْستراتيجية لازال العمل بها جاريا خصوصا حول اْقامة دولة حرة لشعب الجنوب العربي على اْرضه والذي لازالت اجازة اْستقلاله الفعلي في يدي بريطانيا وكل مايتعلق بهذه الاْجازة من خرائط واْتفاقيات ومترتبات قانونية اْخرى ..
اذا كان هناك حقا رغبة دولية لاْحلال السلام في هذه المنطقة من جنوب شبه الجزيرة العربية فاْن الملف موجود اليوم على طاولات المنظمة الدولية وعلى القوى النافذة العمل على وضع قضايا السلام في واجهة مراجعتها للقضية الجنوبية وتمكين شعب الجنوب العربي من حقه المستحق في الاْستقلال وبناء دولته على اْرضه كي يقوم بواجبه الاْنساني والدولي في منظومة العلاقات الدولية على الوجه الاْكمل في منطقة مهمة من مناطق العالم ..وفي هذه اللحظة من التاريخ البشري والذي جميع دول العالم تحتاجه .. ان العمل على اْخراج الجنوب العربي من استراتيجية ربطه بصنعاء مساْلة ضرورية ومهمة للسلام والاْمن والاْستقرار.. وفي ذلك خيرا للجنوب العربي ولليمن معا وللمنطقة وللعالم اْجمع ..
فليس هناك من وحدة تقوم في هذه المنطقة العربية رغما عن القوى النافذة لكن وحدة النظامين في الجنوب وفي الشمال في 22مايو 1990م هي الوحيدة التي حظيت بالتاْييد والمباركة من قبل هذه القوى النافذة ومن هذا الاْساس فهي تخدم اْسترتيجية القوى العالمية الداعمة لها حتى اللحظة.. وتجلت الصورة بوضوح في حرب صيف 1994م حيث وقف الغرب واْسرائيل مع صنعاء .. ومجلس التعاون الخليجي كان متوازنا ولصالح الحق في الجنوب الى حد ما ..ومع ذلك اْحتلت صنعاء الجنوب رغم عن اْنف شعبه وحكومته والدول المحبة للعدل والسلام ... لكن صنعاء لم تزد المنطقة اْلا اضطرابا حتى اْصبحت الممرات الدولية والمنطقة برمتها مهددة بالاْخطار من كل صوب ناهيك عن تنكيلها بشعب الجنوب العربي على مدى ال18عاما الماضية ... ولاشك ان شعب الجنوب ينتظر اليوم من الشرعية الدولية بادرة اْيجابية تعيد له كرامته واستقلاله ووطنه وهو قادر بعون الله على بناء دولته الديمقراطية الرشيدة على اْسس جديدة تختلف عن تلك التي قامت على ترابه عام 1967م.. اْن تاريخ شعب الجنوب العربي الحافل يثقافة الاْنسانية والقيم المستمدة من التعاليم السماوية كفيل اْن يساهم في رفد العالم بعنصر مهم من عناصر المنظومة الدولية وهي الاْسهام الفعال في حفظ الاْمن والسلم الدوليين.. والاْستقرار في المنطقة وضمانة مختلف حقوق القوى الدولية شرقا وغربا على قاعدة تبادل المصالح والمنافع ....
صالح اْحمد البابكري
27اءكتوبر 2011م