فشل المبادرة الخليجية اْصبح مؤكدا....

بقلم : صالح اْحمد البابكري *
على مايبدو لنا ومن خلال المشهد الماثل اْمامنا والذي يتحدث عن نفسه اْن الجهود التي تبذل في صنعاء من قبل الاْشقاء والاْصدقاء وكذلك المنظمة الاْممية ليس لها من طريق للتنفيذ عبر ما قدم من بنود في مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي واْليتها التنفيذية المزمنة التي جاءت في قرار مجلس الاْمن الدولي رقم 2014 والذي يتحدث الرقم عن نفسه ولانعلق عليه ؟! ولكن ياترى ماهي الاْسباب التي حالت دون التنفيذ كواقع على الاْرض وماهي معوقات ذلك ...هذا ما سناْتي عليه في هذه التناولة باْيجاز اْن المبادرة الخليجية هي في حقيقة الاْمر لاتعدو عن كونها عن اْفكار لفك الاْشتباك بين منظومة العمل السياسي في الجمهورية العربية اليمنية اْي اْنها مشكلة داخلية ناتجة عن تقاطع مصالح بين هذه المنظومة التي تحمل معها بعض اْفكار تطويرية في هيكل السلطة القائمة وشركائها في المعارضة وهذه المغالطة من قبل صنعاء والتي اْرادت من خلالها حصر موضوع الصراع واْظهاره اْنه داخلي بحت وليست له اْي تشعبات اْخرى... بينما جوهر الصراع الحقيقي هو قضية الجنوب وفشل المشروع الوحدوي..اْلا اْن صنعاء اْقنعتهم بكل منظومتها السياسية اْن وضع الجنوب لايعدو اْن يكون وضعه كوضع المشاكل الداخلية الاْخرى في الجمهورية اليمنية وسوف تحل مشكلته مع بقية المشاكل الداخلية وكانت اْسرائيل والولايات المتحدة الامريكية تزكيان قول صنعاء كشاهدي زور ...ومن ناحية اْخرى هناك تخوفات دولية وكذلك اْقليمية من ظهور الجنوب مرة اْخرى كدولة نظرا لسابق عهده الذي كان يتصف بالعنف الداخلي وكذلك في الجيوسياسي , وهذه مغالطة اْخرى تقوم بها صنعاء مع العالم ومعها حلفائها اْسرائيل والولايات المتحدة الامريكية والذين يعلمون قبل غيرهم اْن الجنوب كان ضحيتهم في تاْريخه الدولي بعد اْستقلاله في عام 1967م وحتى اللحظة هذه بعد اْحتلاله مرة اْخرى في 7/7/1994م والذي اْشترك فيه من اْسلفنا ذكرهم صنعاء واْسرائيل والولايات المتحدة والذين ارهبوا دول الاْقليم العربي بما فيها مصر بعدم التدخل وجعل صنعاء تستكمل مشروعها الاْحتلالي للجنوب كما اْقنعوا المنظمة الاْممية اْن هذا الوضع يصب في صالح السلام في المنطقة والعالم ...
اْن قيام الحراك الجنوبي بثورته السلمية الشعبية كان هو الطريق المتاح لدى شعب الجنوب العربي والذي سبقه اْرهاصات بداْت بعد الاْحتلال مباشرة كان من ثمارها النهضة الشعبية الشاملة والسلمية في 7/7/2007م والتي هي مستمرة منذ خمس سنوات وهاهي اليوم تقول للعالم اْجمع راجع ضميرك وتقول للشرعية الدولية اْين الحق ..اْين الباطل ؟.. اْن مذابح شعب الجنوب مستمرة واْخر اْحصاء اْتى برقم 21الف بين شهيد وجريح جلهم معاقون وتشريد ثمانمائة الف مواطن الى الخارج وسبعمائة الف في الداخل .. اْن فجاعة هذه الارقام لم تهز اْو تحرك الضمير العالمي حتى هذه اللحظة ومع ذلك ستبقى القضية الجنوبية حية لاتموت وسيستمر تفاعلها على الاْرض اْذ هي قضية شعب عظيم مظلوم ومكلوم من العالم اْجمع الذي فقد ضميره وصنعاء لن ترى السلام ولا الحياة هانئة وهادئة كما لن ينعم العالم بالهدوء والسلام حتى يصبح حقيقة معاشة في الجنوب العربي بدولته المستقلة ... واْمام المجازر والمظالم التي ترتكب بحق شعب الجنوب فقد يفقد القدرة على الصبر ويستخدم حقه المشروع في اْستعادة دولته واستقلاله والصهيونية والامبريالية يعلمان ذلك قبل العرب والعجم جيدا ..
22مارس 2012م
*كاتب سياسي وباحث في قضايا التاْريخ